fbpx

آفات اجتماعية.. ظاهرة التسوّل

0 214

التسول ظاهرة اجتماعية تنتشر في دول العالم أجمع، نشأت في الدول النامية بنسب عالية ولكن لم تخل منها الدول المتحضرة، بسبب الفقر أو العوز أو المرض والعجز أو نتيجة التهاون في الملاحقة القانونية، وهي التسول وطرق التسول كثيرة منها طلب المال، أو المأكل، أو المشرب من المارة في الطرق، حيث يتجول المتسولون في الشوارع التي تشهد حركة تجارية، وقرب المباني الرسمية، ومركز المدنية محطات المترو وفي الحقيقة انتشرت تلك الظاهرة بشكل كبير في كل المجتمعات لتكون مشكلة عالمية تثير غضب الجميع، كما أن الحروب والنزاعات زادت من انتشار هذه الظاهرة.

نينار برس التقت السيدة كريمة في مركز المدينة بولاية شانلي أورفا لمعرفة ما دفعها للتسول، تقول السيدة كريمة: أنا مريضة ولا أستطيع العمل وأعيش وحيدة ولا معيل لي، والالتزامات كثيرة، إيجار المنزل والفواتير، أحتاج شهرياً 3000 ليرة تركية لتسديدها عدا مصاريف المعيشة الأخرى، حاولت العثور على عمل لكن لم أوفق نظراً لتقدمي في السن، كما أن أولادي لا يستطيعون مساعدتي كون التزاماتهم كبيرة، ساعدني بعض الجيران لكن هذا لا يكفي وأنا مضطرة للتسول.

الصعوبات الاجتماعية أنتجت متسولين يستدرون عطف الناس

لا شك في أن التسول ظاهرة قديمة لكنها بدأت تأخذ أشكالاً جديدة ومستحدثة كما قد تكون على شكل مواسم كالمناسبات والأعياد وغيرها من ترتيبات أخرى ولوحظ في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية والأحداث السياسية وانتشار كورونا استفحل التسول بشكل أكبر.

استغلال الأطفال

الضحية الأكثر تضرراً في ظاهرة التسول هم الأطفال، التقينا الطفل عبد الهادي في مركز المدينة، منطقة القنبرية يبيع المناديل الورقية، ولدى سؤاله عن سبب قيامه بهذا العلم أجاب: “والدي متوفى، ووالدتي لا تستطيع العمل بسبب إخوتي الصغار، الذين لا يمكن تركهم وحيدين في المنزل، بعد عودتي من المدرسة أبيع المناديل الورقية لأساعد عائلتي.

السيدة فاطمة مشرفة في إحدى ورشات العمل النسائية ولديها معرفة كبيرة بأوضاع الأسر السورية في شانلي أورفا تقول: هذه الظاهرة أصبحت منتشرة كثيراً، توجد عائلات تمتهن التسول، فهم يتسولون لجمع المال وزيادته، لكن بالمقابل هناك عائلات محتاجة فعلاً، يخرجون للتسول ليلاً ويبحثون عن نفايات الخضار التي ترميها البقاليات، يجب على المنظمات أن تأخذ دورها في هذا المجال وتميّز بين من يمتهن التسوّل وبين من يتسوّل لأنه محتاج فعلاً، ويجب أيضاً محاربة هذه الظاهرة بالوقوف على أسبابها والقضاء عليها.

ظاهرة التسول والآثار والعقوبة القانونية وطرق الحد منها

هذه الظاهرة أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة وانخفاض إنتاجية الأفراد وحرمان الأطفال من أهم حقوقهم الأساسية كالصحة والتعليم واللعب والأمان،

نينار برس تواصلت مع الأستاذ القانوني عبد الكريم الذي قال: إن التسول جريمة يعاقب عليها القانون وتخضع للمساءلة والعقوبات الجزائية المختلفة لأنها تنطوي على مخاطر اجتماعية ونفسية واقتصادية وهذا العمل يخضع للتنظيم والتخطيط غالباً لذلك عقوبته تبدأ من شهرين إلى سنة وقد يتعدى السنة فحسب الحكم المصدر، وقد تم اتخاذ تدابير كثيرة من قبل الدولة التركية لمكافحة التسول، وفرض عقوبات مالية على المتسولين ومنهم الأطفال والنساء وتقوم الدولة بشكل مستمر على اتخاذ التدابير كافة للحد من التسول بأشكاله وكذلك عمالة الاطفال.

وأخيراً فإن التسول مشكلة تتعرض لها العديد من المجتمعات كما تعرض هذه المجتمعات للتأخر إذا استمرت، ولعلّ توفير فرص مناسبة عمل للجميع، وتأمين ضمان اجتماعي للأفراد غير القادرين على العمل، ثم فرض عقوبات صارمة على المتسولين يسهم بالحد من هذه الظاهرة المرضية.

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني