fbpx

يخترعون الكذبة ثم يصدقونها.. عن أي ائتلاف وهمٍ يتحدثون؟!

0 219

كي يمارس بعضهم المزيد من الإيهام حول المشهد السوري، أعلن مؤخراً أنه بصدد عقد مؤتمر وطني سوري في الداخل المحرّر، ومثل هذه الخُطوة لا قيمة لها بدون إرادة قُوى الثورة.
إن وضع قوائم لأسماء شخصيات أغلبها مجهول أمام السوريين على أنها أسماء مَن تمّ اختيارهم لقيادة (الائتلاف الجديد) -كما يدّعون- حالة تتقاطع مع ما يلي: النقطة الأولى هي الادّعاء بأن الائتلاف الحالي لا يمثّل الثورة، وهذا الادّعاء ينطوي على محاولة تسويق فكرة أن الائتلاف بدون هذه الشخصيات العجيبة ليس ائتلافاً شرعياً، وهو ما يعني، أنهم شخصيات تُضفي الشرعية على أي مؤسسة ثورية سورية.

أليس هذا الادّعاء الباطل له علاقة بدرجة خسارة مصالح ضيّقة لهم، أو له علاقة بدرجة “النرجسية المغلقة عميقاً على الذات” التي تتفشى في شخصيات كهذه لم تُقدِّم البتةَ أي عمل يخدم الثورة السورية والشعب السوري الجريح.

النقطة الثانية المشتركة بين اتجاهَي ما يسمى (إصلاح الائتلاف) هي تجاهُلهم المقصود أن وجودهم شرعياً يعتمد على مسألتين لا تتوفران فيهما، المسألة الأولى هي الغطاء الثوري والشعبي السوري، وهو غطاء يعجزون عن الإمساك بأذياله، فالسوريون يعرفون هذه الشخصيات، ويعرفون كل الشخصيات التي تصدّرت المشهد السوري خلال السنوات العشر المنصرمة، ويعرفون مَن قدّم ومَن لم يقدّم للثورة وللشعب السوري، لا بل يعرفون مَن أساء عن قصد للثورة لأنه غلّب مصالحه الذاتية على مصالح الشعب السوري.

النقطة الثالثة هي أنهم يريدون الإطاحة بمؤسسات الثورة السورية، ويريدون تدميرها، انتقاماً لغيابهم عن أي دور فيها، بعد فشلهم الذريع في دفع فعّالياتها إلى الأمام، وهم يدركون أن ما يفعلونه ليس أكثر من زوبعة في فنجان؛ لأنهم يعرفون أن الائتلاف ليس منصة لجهة ما، بقدر تمثيله للسوريين باعتراف المجموعة الدولية.

والسؤال، ما نتائج مثل هذا العبث بالقضية السورية؟ ومَن يخدم هذا العبثُ؟

إن هذه المحاولات اليائسة تتقصد الإساءة أكثر ما يمكن لمؤسسات الثورة، والهدف من ذلك، سيكون محاولة ابتزاز سياسي، يعتقدون أنهم بمثل هذه النشاطات المريبة، سيحصلون على بعض المكاسب الصغيرة، فينبرون حينها إلى تغيير خطابهم غير المبدئي والمرتبط بتحقيق مصالحهم الضيّقة، ولكن في كل الأحوال، هم يخدمون عرقلة مواجهة النظام الأسدي، من خلال عرقلة تعميق الإصلاح، الذي بدأت خطواته الأولى في نيسان المنصرم، من خلال تخليص بِنْية الائتلاف من الدفعة الأولى المعيقة للإصلاح، الذي تقوم به قيادة الائتلاف المنتخبة شرعياً من هيئتها السياسية.

إن تصغير قِيَم الثورة السورية، وتصغير مصالح الشعب السوري الثائر على الاستبداد والقهر، يكون من خلال تضخيم الذات المريضة بالنرجسية، وهي ظاهرة لدى كثيرين ممن تصدروا يوماً المشهد القيادي لمؤسسات الثورة السورية، وهو أمرٌ ينبغي تسميته كما هو، وفضحه على الملأ، لأنه يسيء للثورة السورية العظيمة، ويُظهرها وكأنها خليقة بهؤلاء المرضى.

الشعب السوري وقُواه الثورية مَعْنيّان بتعميق (الإصلاح الشامل) الذي يقوده رئيس الائتلاف الحالي السيد سالم المسلط وفريقه، وهذا التعميق تتم ترجمته إلى مزيد من تمثيل الائتلاف لقُوى حقيقية ثورية ووطنية موجودة على الأرض وتحديداً جماهير الشباب والنساء الشابات.

فهل يعمّق الائتلاف من خُطواته الإصلاحية الحقيقية؟ وهل يزيد من سرعة الْتِحامه بحاضنتيْهِ الثورية والشعبية وتحديداً في مناطق المحرَّر؟ ذلك ما ينتظره السوريون من فريق الإصلاح في الائتلاف الوطني لقُوى الثورة والمعارَضة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني