fbpx

وباء كورونا يهدد مخيمات الشمال السوري

0 316

رغم الانتشار المتسارع لفايروس كورونا في معظم دول العالم لا يجد النازحون في مخيمات الشمال السوري مواد النظافة والتعقيم، ويعيشون أوضاعاً مزرية في ظل الفقر والنزوح والمصير المجهول.
حيث تفتقر تلك ﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ أبسط مقومات ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ويعيش النازحون ﻓﻴﻬﺎ ظروفاً صعبة، ﻓﻼ خدمات ﻣتوفرﺓ، ﻭﻻ رﻋﺎﻳﺔ ﺻﺤﻴﺔ، ﻭﻻ شبكات ﻟﻠﺼرﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ، فضلاً عن ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ مكبّات ﺍﻟﻘﻤﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘرﺏ من تجمع الخيام، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ الاكتظاظ ﻭقلة ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘلزﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳية.
الطبيب منذر الخليل مدير صحة إدلب أوضح لـ “نينار برس”: “إن مخيمات النزوح تعاني من ﻭﺿﻊ ﺻﺤﻲ ﻛﺎﺭﺛﻲ، حيث تنتشر ﻓﻴﻬﺎ العديد من الأمراض الجلدية ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻴﺔ وأمراض سوء ﺍﻟﺘﻐذﻳﺔ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟظرﻭﻑ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴش ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺯحون من ﺑرﺩ شديد ﻭﺑﻴﺌﺔ ﻣﺘﺴﺨﺔ، ناهيك عن نقص الغذاء ﻭقلة ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭموﺍﺩ ﺍﻟﺘنظيف ﻭﺍلتعقيم.”
ويتابع الخليل: “حتى الآن لم تسجل أي حالة مؤكدة في الشمال السوري، حيث تم عزل بعض الحالات للاشتباه، وتبين أن النتائج كافة سلبية.”
وأوضح الخليل أن الكثير من الصعوبات تواجه قطاع الصحة في الوقاية من الفايروس خاصة في المخيمات، منها صعوبة تطبيق إرشادات الوقاية في ظل عدم توفر كميات كافية من مياه الشرب أو مياه الاستخدام العام، وكذلك عدم قدرة النازحين على التزام المنزل بسبب الفقر وشح المواد الغذائية، والحاجة للعمل اليومي لتأمين متطلبات الحياة.

يشير الخليل إلى أن مديرية الصحة تعمل على اتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية، منها حملات التوعية من أجل تأخير وصول الفايروس لمناطق شمال غرب سوريا قدر المستطاع، والحد من سرعة انتشاره بعد أن يصل، وذلك من خلال التأكيد على فكرة العزل المجتمعي، وإيقاف الجامعات والمدارس والأسواق والمقاهي والمطاعم وأي شكل من أشكال التجمعات قدر الإمكان، والتركيز على وسائل الوقاية الشخصية، مبيناً أن أغلب هذه الجهود تتم من خلال المجتمعات والمؤسسات المحلية، كفرق الدفاع المدني والفرق العاملة في حملات اللقاح، كما يوجد فرق تطوعية تم تشكيلها على مستوى البلدات والقرى.
عائلة أم يوسف نزحت من معرة النعمان إلى مخيم عشوائي في بلدة الدانا بريف إدلب الشمالي، يعتريها الخوف من ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻴرﻭﺱ ﻛوﺭﻭﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﻴم، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻨﺘشر ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎء العالم، وعن ذلك تقول: “عائلتي مؤلفة من سبعة أشخاص، وكلنا خائفون من الوباء بسبب اكتظاظ ﺍﻟﻤﺨﻴم بالنازحين، والجميع على ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺩﺍئم ﻣﻊ بعضهم بعضاً، فمياﻫﻨﺎ ﻣﺸترﻛﺔ، وﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻗرﻳﺒﺔ من ﺑﻌﻀﻬﺎ بعضاً، ودورات المياه قليلة، وشبكات الصرف الصحي مكشوفة، ولا قدرة لدينا على شراء الكمامات والمعقمات نتيجة غلاء أسعارها.”
الكثير من ﺍﻟﻨﺎﺯﺣين فضلوا العودة إلى قراهم ﻭﺑلدﺍتهم التي لم يسيطر عليها النظام السوري، تزاﻣﻨﺎً ﻣﻊ ﺍلهدوء الذي تشهده مناطقهم وتوقف ﺍﻟﻘﺼف ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ، يدفعهم إلى ذلك أسباب عدة أبرزها ﺍﻟﺨوﻑ ﻣن ﺗﻔﺸﻲ ﻓﻴرﻭﺱ ﻛوﺭﻭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠد في المخيمات.
محمد القربي من مدينة أريحا فضّل العودة إلى منزله المدمر جزئياً على البقاء في ﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ، وعن ذلك يقول: “كنا في المخيم نعيش ﺣﺎﻟﺔ من ﺍﻟﻘﻠق ﻭﺍﻟﺨوﻑ الدائمين دون وجود ﺃﻱ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ العدوى ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍنتشار الوباء، كما أنه لا يمكننا ﺍﺗﺒﺎﻉ أساليب ﺍلوﻗﺎﻳﺔ كالبقاء داخل ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺑﺸكل ﺩﺍﺋم، وخاصة ﺍﻷطﻔﺎﻝ ﺑﺴبب ﺿﻴق ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ.”
يعتبر وصول جائحة كورونا إلى مخيمات الشمال السوري كارثة حقيقية لافتقارها إلى أبسط المعدات الطبية اللازمة، وقلة المشافي التي دمرتها آلة الحرب التابعة لنظام الأسد وروسيا، إضافة إلى الاكتظاظ السكاني، وبدائية العيش في المخيمات التي لا تتوفر فيها مقومات الحياة الصحية من نظافة وصرف صحي.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني