fbpx

مبعوث الأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون
إحاطة إلى مجلس الأمن
15 آذار/مارس 2021

0 320

تقوم نينار برس بنشر إحاطة السيد غير بيدرسون المقدمة إلى مجلس الأمن في 15 آذار 2021 نظراً لما فيها من إضاءة على الوضع السوري وآخر مستجدات النشاط الديبلوماسي الدولي.

(ترجمة غير رسمية)
السيدة الرئيسة السفيرة ليندا توماس جرينفيلد – الولايات المتحدة

  1. واصل الصراع السوري احتدامه على مدار عشر سنوات وهو ما يقارب زمن الحربين العالميتين الأولى والثانية مجتمعتين.
  2. قبل عشر سنوات، قمعت التظاهرات الشعبية السلمية بعنف. ودخلت سوريا في دوامة من الصراع المسلح. وبمرور الوقت، انخرطت عدة دول ومقاتلين من العالم بأسره في القتال الدائر في سوريا بشكل أو بآخر. لابد وأن السوريين العاديين يشعرون أحيانا أنهم جميعاً محاصرون في صراع عالمي لا نهاية له.
  3. ستندرج المأساة السورية كواحدة من أحلك فصول التاريخ الحديث والشعب السوري كأحد أكبر ضحايا هذا القرن.
  4. في هذه الذكرى القاتمة، أود أن أحيي ذكرى الضحايا السوريين، وأتذكر معاناة السوريين وصمودهم في وجه العنف والإهانات التي لا يمكن تصورها والتي واجهوها جميعاً رجالاً ونساءً،
    من جميع المناطق والخلفيات على مدار عشر سنوا ت طويلة.
  5. لقد عانى السوريون من الج رح والتشويه والقتل بكافة الطرق حتى جثثهم تم تدنيسها.
  6. تم التقاطهم من الشوارع والزج بهم في السجون أو اختطافهم، أو إخفائهم، وتمت إساءة معاملتهم، تعذيبهم أو عرضهم في أقفاص، تعرضوا للفدية أو خضعوا للمبادلة في صفقات تبادل
    للأسرى.
  7. لقد شهدوا منازلهم وأسواقهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومرافقهم وهي تدمر بفعل الضربات
    الجوية والبراميل المتفجرة والصواريخ وقذائف الهاون والعبوات الناسفة.
  8. لقد تحملوا أهوال الأسلحة الكيماوية التي لا توصف.
  9. وحُرموا من المساعدات الإنسانية، وخضعوا أحيانا لحصار عمد فيه الجناة إلى تجويع السكان.
    10 . تعرضوا لانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق هائل وممنهج، وشهدوا انتهاكات لا حصر لها للقانون الدولي الإنساني.
    11 . لقد شاهدوا أكبر منظمة إرهابية مصنفة من قبل مجلس الأمن في الذاكرة الحديثة تستولي على ثلث بلدهم – وهي منظمة بلغت في عنفها وتطرفها درجة أنها استعبدت النساء والفتيات وقامت ببيعهن في الأسواق.
    12 . لقد شاهدوا مقاتلين أجانب يتدفقون على بلدهم.
    13 . ورأوا خطوط التماس وخطوط الانقسام تظهر في جميع أنحاء بلدهم الذي أصبح مسرحاً تتصارع فيه خمس جيوش أجنبية.
    14 . وتم تهجريهم إلى مخيمات تصل إلى حجم المدن، أو ناموا في العراء في بساتين الزيتون والمنازل المهجورة، ليتم تهجريهم مراراً وتكراراً في ظل الحرارة الشديدة والبرد القارس.
    15 . لقد فروا من سوريا، ليواجهوا في كثير من الأحيان المزيد من الفقر والتمييز، أو الأسوأ من ذلك، الموت غرقاً في البحر بحثاً عن ملاذ آمن.
    16 . لقد جُردوا من ملكية أراضيهم ومنازلهم.
    17 . لقد شاهدوا بلدهم ذي الدخل المتوسط يعاني من جديد من تدهور معدلات التنمية والفقر على نطاق يستلزم أجيالاً لإعادة البناء.
    18 . لقد عانوا من الفساد وسوء الإدارة والعقوبات والانهيار الاقتصادي. في حين أن تسعة من بين كل عشرة سوريين يعيشون الآن تحت خط الفقر. لقد انهارت عملتهم، وتبخرت مدخراتهم، وضاقت بهم سبل العيش بين عشية وضحاها، وأصبحت أموالهم لا تساوي سوى نسبة بسيطة من قيمتها قبل الحرب.
    19 . لقد انتظروا لساعات طويلة في طوابير للحصول على الخبز والوقود، أو جالوا في الصيدليات بحثاً عن الدواء دون جدوى، أو وجدوا أن مستشفياتهم تفتقر إلى المعدات الطبية الأساسية.
    20 . لقد واجهوا جائحة COVID-19 بنظام صحي منهك ومدمر.
    21 . أما النساء السوريات، فقد تعرضن للعنف الجنسي الناتج عن النزاع – من قبل جميع الأطراف – وشهدن زيادة في حالات الزواج المبكر والقسري.
    22 . معظم الأطفال السوريين لم يعيشوا يوما بدون حرب. والعديد منهم عانوا من نقص الطعام
    والدواء أو التعليم، أو تم اعتقالهم أو تجنيدهم للقتال أو تعرضوا للإصابة أو القتل. لابد وأن كل أب وأم سوريين يشعرون بالقلق من أن إرث هذا الصراع سيستمر مدى الحياة في ذهن كل طفل عزيز يولد.
    23 . في غضون ذلك، يرى السوريون أن مرتكبي الأفعال التي قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب لا يتم محاسبتهم بأي شكل من الأشكال.
    24 . لم يشهد السوريون العاديون أي تقارب بين الرؤى السياسية المتضاربة، أو أي تقدم حقيقي
    في المحادثات بين الحكومة والمعارضة للتوفيق بين هذه الرؤى.
    25 . بل رأوا جميعاً أن المجتمع الدولي منقسم على نفسه، وتتنازعه المنافسة الجيوسياسية، وبات أسيراً للسرديات المتضاربة، وأن تركيزه غالباً ما ينصب على دعم طرف أو آخر من أطراف الصراع ولم ينجح العالم في المساعدة على تخليص السوريين كشعب واحد مما وصفه الأمين العام بـ “الكابوس المستمر”.
    26 . وأود هنا أن أعرب عن عميق أسف الأمم المتحدة لأننا لم نتمكن من إنجاح جهود الوساطة لإنهاء هذا الصراع المأسوي.
    السيدة الرئيسة
    27 . وسط هذه المأساة، هناك بارقة أمل تتمثل في الهدوء النسبي الذي يسود الآن، على الأقل فيما يتعلق بثبات خطوط التماس التي لم تتغير على مدار عام. لكن، هذا العام الأكثر هدوءاً في تاريخ الصراع السوري، لا يزال للغاية عنيفا بأي مقياس آخر. فقد استمر القصف المتبادل والمتكرر، وإطلاق الصواريخ على طول خطوط التماس، والاضطرابات العنيفة. واستمرت الضربات الجوية من جهات سورية وأجنبية. كما استمر نشاط الجماعات الإرهابية المصنفة ووجودها في أنحاء سوريا.
    28 . وهكذا لا تزال ومضات الحرب تتصاعد يومياً في سوريا.
    29 . لذلك سأشدد دائماً، أولاً وقبل كل شيء على أهمية تدعيم هذا الهدوء الهش من خلال وقف حقيقي لإطلاق النار على المستوى الوطني وفقاً للقرار 2254، إلى جانب ضرورة التوصل إلى نهج مشترك للتصدي للتحدي المستمر المتمثل في الجماعات الإرهابية المدرجة على القوائم سوريا.
    السيدة الرئيسة
    30 . إن الخطر الآخر الذي يواجه سوريا حتى لو لم ينهار الهدوء القائم، هو أن تراوح الأزمة محلها لفترة طويلة ويشهد الشعب السوري عقداً جديداً من اليأس والإحباط وفقدان الأمل. وهو خطر حقيقي، خاصة إذا لم تكن سوريا محل اهتمام دبلوماسي رفيع المستوى.
    31 . نعم، يتعين على الأطراف السورية التفاوض على تسوية من خلال عملية بقيادة سورية وبدعم من الأمم المتحدة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 وعليها إظهار الإرادة السياسية للقيام بذلك.
    32 . لن يكون التقدم سهلاً. فهناك قدر ضئيل جداً من الثقة بين السوري وبين الأطراف الفاعلة
    الإقليمية والدولية. فالانقسامات عميقة، وموجودة حيثما ننظر. لكننا بحاجة إلى إيجاد وسيلة
    للتغلب على متلازمة “تحرك أنت أولاً”.
    السيدة الرئيسة
    33 .
    يجب أن يكون واضحاً لكل طرف أن التقدم في اتجاه تحقيق أهداف معينة لن يكون ممكناً إلا إذا
    تواكب مع تقدم في تحقيق الأهداف التي تهم الطرف الآخر، وبالتلي فإن المطلوب هو. التعامل
    بواقعية ودقة – والتنفيذ المتوازي – لخطوات متبادلة، خطوة بخطوة، من قبل الأطراف السورية
    والأطراف الدولية الرئيسية.
    34 . لكي ينجح ذلك، يجب أن تبدأ الحكومة السورية والمعارضة والأطراف الدولية الرئيسية استعداداً بشكل واقعي. لتحقيق تقدم في القرار 2254.
    35 . بالتأكيد هناك طرق عديدة يمكن من خلالها القيام بذلك. لكن المطلوب هو خطوات جيدة من أجل الشعب السوري.
    36 . لقد ناقشت جميع جوانب العملية السياسية في لقائنا الأول مؤخراً في دمشق مع السيد فيصل المقداد بصفته وزير خارجية الجمهورية العربية السورية الجديد، ومع رئيس هيئة المفاوضات السورية السيد أنس العبدة في إسطنبول.
    37 . في هذا الصدد أعتقد أننا بحاجة إلى مواصلة الدبلوماسية الهادئة، وأعمل على ذلك.
    السيدة الرئيسة.
    38 . اسمحوا لي أن أؤكد على أهمية تحريك ملف المعتقلين والمخطوفين والمفقودين. فلم تسفر
    جهودي ولا جهود أعضاء فريقي عن تحقيق التقدم المطلوب. وأنا مقتنع بأنه إذا تمكنا من تحقيق تقدم في هذا الشأن سيكون ذلك بمثابة بادرة إنسانية مهمة لبناء الثقة.
    39 . كما أنتهز هذه الفرصة لأشدد بقوة أيضاً على الحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل.
    40 . لىع تابوقعلل راثآ يأ فيفختو بنجت ةيمهأ نأشب ماعلا ن ر يملأا ءادن رركأ نأ
    واسمحوا لي أيضاً أن أكرر نداء الأمين العام بشأن أهمية تجنب وتخفيف أي آثار للعقوبات على قدرة سوريا في الحصول على الغذاء والإمدادات الصحية الأساسية ودعم قدرة سوريا في مواجهة فيروس كورونا، وأي أثار تؤدي إلى تفاقم محنة المدنيين في جميع أنحاء سوريا.
    السيدة الرئيسة.
    41 . أخيراً انتقل إلى عمل اللجنة الدستورية
    كما قلت مرارا لا يمكن للجنة الدستورية وحدها حل النزاع، لكنها يمكن أن تكون لبنة أساسية لبناء تعاون سوري – سوري لتنفيذ ما دعا إليه القرار 2254 من صياغة دستور جدي كما يمكن أن تفتح الباب أمام عملية سياسية أوسع تخلق ظروف آمنة وهادئة ومحايدة للإصلاح الدستوري في سوريا.
    42 . ولهذا يلزم التحضر بعناية لعقد جلسة سادسة لهيئة الصياغة المصغرة للجنة الدستورية وتقديم ضمانات للتأكد من أنها ستلتزم بتطبيق المعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة
    الداخلية. وأنها ستتمكن من استعادة بعض الثقة وبنائها، وإحراز تقدم في تحقيق ولاية اللجنة. لذا،
    يجب أن تكون الدورة السادسة مختلفة عن سابقاتها – مع تحديد الأهداف بوضوح، والاتفاق على
    أساليب فعالة للعمل، وتعزيز التعاون بين الرئيسين المشاركين، ووضع خطة عمل للجلسات
    المقبلة.
    43 . سأستمر في التواصل مع الأطراف السورية والرئيسين المشاركين و”الثلت الأوسط” في سعينا لدفع اللجنة الدستورية قدما. لقد قدم الرئيس المشارك المرشح من قبل الحكومة السورية السيد أحمد الكزبري مقترحاً في دمشق في 23 شباط قمت بنقله إلى الرئيس المشارك المرشح من قبل هيئة المفاوضات السورية السيد هادي البحرة والذي رد بمقترح معدل في 11 آذار قمت
    بنقله إلى الرئيس المشارك المرشح من قبل الحكومة السورية. كما تحدثت إلى كلا الرئيسين
    في الأيام الأخيرة.
    44 . أقدر قيام الرئيسين المشاركين بتقديم مقترحات مكتوبة حول المسائل الإجرائية، وانخراط كليهما بإيجابية، وفي حين أواصل سعيي لتسهيل الحوار بينهما أمل الوصول إلى اتفاق. وستكون الأمم المتحدة مستعدة لعقد دورة سادسة بمجرد التوصل إلى اتفاق.
    السيدة الرئيسة
    45 . لقد أطلعتكم في الأسبوع الماضي بمناسبة يوم المرأة العالمي على السبل التي نسعى من خلالها كميسرين لضمان أن يكون تصميم المرأة السورية على أداء دورها الكامل في العملية السياسية.
    46 . كما سأستمر في إشراك أعضاء غرفة دعم المجتمع المدني من النساء والرجال. وأود أن أوجه التحية اليوم لكل السوريين الذين يواصلون العمل ليل نهار من أجل السلام. لم يفقدوا الأمل
    قط، وكذلك الأمم المتحدة.
    47 . آمل ألا يفقد أعضاء هذا المجلس الأمل أيضاً. في الوقت الذي لا تزال العديد من التحديات الملحة قائمة، لا يجب أن نغفل عن الأهمية الكبيرة للوصول إلى حل سلمي للصراع السوري.
    فالحل السياسي هو المخرج الوحيد وأنا مقتنع بأنه يمكن تحقيقه. وبشكل ما، يبدو هذا الأمر
    ممكنا الآن أكثر من ذي قبل. لكن لكي تتحول الافتراضات إلى حقائق، ستكون هناك حاجة إلى
    مشاركة عالية المستوى وبشكل مبدع من الأطراف الدولية الرئيسية في إنهاء هذ ا الصراع. لقد حان الوقت بالتأكيد لدفع عملية سياسية حقيقية تستعيد سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها وتمكن الشعب السوري من رسم مستقبله بحرية. مع وضع هذا الهدف نصب أعيينا، دعونا نتأكد من أن سوريا تلقى بشكل مستمر أعلى مستوى من الاهتمام، وأن نعمل سوياً لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254.
    شكراً جزيلاً السيدة الرئيسة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني