fbpx

ما تؤكده الأحداث الحالية

0 224

يظهر أن أبرز قوى التأثير الفعلي على أي قرارٍ ذا بعدٍ مصيري يتعلق بالمسألة السورية يرتبط بقوتين رئيسيتين هما القوة الكامنة للشعب السوري والتي لم تتحرك بعد… ! وتلك القوى التي تحركها الولايات المتحدة الأمريكية بأساليب وأشكالٍ متباينة تبدو للبعض كأنها مختلفةً فيما بينها بينما الحقيقة أن المشهد الظاهر هو المختلف فقط… ! إذ أن كافة الخيوط لم تزل مرتبطة بواشنطن… ومما لا خلاف عليه هنا باعتقادنا أن التقهقر الظاهري للولايات المتحدة ، ما هو إلاّ خديعةً كبرى ترمي من ورائها لإيقاع الآخرين بحرب النيابة عنها التي تستثمرها لمرحلةٍ قادمة في عالم جديدٍ سيكون مختلفاً حتماً … وهذا ما تشير اليه مساعيها الرامية لترتيب أوراق المنطقة على أيدي الطامعين بقطعةٍ من الكعكة السورية التي تفوح منها رائحة الدماء القاتلة… بآنٍ معاً لكل من ولغ بتلك الدماء وساند الأسد على سفكها، وساهم بتهجير ملايين السوريين ، عن وطنهم في مختلف أصقاع المعمورة… وقد يعمد بعضهم لمحاولة تغطية الشمس عن عيون من مالا زالوا يحملون نفوس الملوك… من بعض السوريين المنكفئين بعيداً عن المشهد الحالي لعدة أسباب معلومة لدى قِلَّةٍ من المراقبين فقط… وقد نتساءل عن أسباب ذلك الصمت ومدلولاته أحياناً فيما بيننا وربما منّا من يشعرون بالتذمر والإحباط… غير أن الخفايا الغير مطروحة الآن تفيد بشيء آخر يدفع للتفاؤل وهو أن المستعدين للتضحية دائماً يدركون أنهم يعيشون بعالمٍ الثابت فيه هو المتحرك… وهؤلاء هم من سيتحركون لإنقاذ وطنهم من شبح التقسيم الذي يسبقه الآن مشهد الجمود الحالي وتكبيل الثوار لصالح المستثمرين بوطننا اقتصادياً وجغرافياً وديمغرافياً وقيماً أخلاقيةً وتاريخاً ومستقبلاً … وربما يتناسى أولئك الطامعون بأن تداول الأيام بين الناس هو من قدر الله فقط… و لا يرى ذلك إلا الراسخون بالعلم أمثالكم…وإذ نقف الآن جميعنا لنشاهد ما يجري على أرض أوكرانيا وكيف أن الدب الروسي قاده غروره الى بركة أوكرانيا الآسنة،،، وكيف بدى يشعر بخيبته فراح يهدد باستخدام السلاح النووي كانعكاس لصورة عجزه عن فعل أي شيء ينقذه من لعنة دماء الأطفال السوريين التي أزهقتها تجارب أسلحته فوق رؤوسهم طيلة العجاف السبع التي مازالت مستمرةً… وستلاحق تلك الدماء البريئة حتماً كل من ساهم بإراقتها أو صمت عنها أو شارك فيها لمكاسب ماديةٍ رخيصة أمام حرمة وقداسة تلك الدماء البريئة التي حرمها الله إلاّ بالحق والتي لن تضيع هدراً ،،، وما تخبط بوتين بقرارته العشوائية التي أدت الى فرار مئات الآلاف من الشبان الروس الرافضين للموت دفاعاً عن بوتين لعلمهم بأن هذه الحرب ليست حرب روسيا بل هي حرب بوتين الشخصية، وبينما يدرك جميع الخبراء بأن السلاح النووي لا يمكن إطلاقه من يدٍ واحدة بل من المفترض أن تكون هناك لجنة عسكرية وسياسية عليا هي من تبت بهذا الأمر لما لهكذا من قرارات جحيمية من تبعات ستنعكس حتماً ضد شعب روسيا وبُناهُ الحضارية بأكملها، الأمر الذي سيلزم كبار جنرالات روسيا أخلاقياً ووطنياً أن يوقفوا بوتين عند حده حفاظاً على روسيا وشعبها قبل الحفاظ على سلم العالم والحضارة البشرية التي راح يهدد وجودها بكل غطرسةٍ وصفاقةٍ تنم عن حالةٍ مرضية أصبحت باديةً عليه بوضوح… وقد أشعلت هذه الحالة لدى بوتين نار الشك والخوف بمن حوله … الأمر الذي فاقم المشكلة لديه أكثر فأكثر مما دفعه ليودع كبار جنرالاته الواحد تلو الآخر في السجون احترازاً لنفسه التي وضعها ضمن طوق الرعب الذي يعيشه ولم يعد يعرف سبيلاً للخلاص منه إلا بطلقةً يودعها برأسه أحد المقربين منه ليتخلص منه الشعب الروسي والعالم ، وبما أنه من المرجح أن الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت يدها في جيوب بعض كبار القادة الروس الأمر الذي سيرفع من حالة شبه الشلل القيادي لدى بوتين، مما سيفضي بالنتيجة الحتمية إلى الانهيار الداخلي تزامناً مع الانهيار العسكري البطيء حيناً والكاسح حيناً آخر… وأمام هذا المشهد الروسي المتدهور ننتقل إلى المشهد الإيراني الذي لم يعد أفضل حالاً من شريكه بجريمة قتل الشعب السوري … نرى أنه أصبح من الواجب علينا كسوريين أن نعمل على تحقيق أهدافنا التحررية من خلال النهوض بقرارنا الوطني الحر والذي يفترض أن نضع على رأس سلمه مصلحتنا الوطنية والتحررية مع تحقيق المصلحة المشتركة لمحيطنا الإقليمي والدولي ضمن خطةٍ تعاونيةٍ نراها من زاويتنا قد بيعت على أيدي من لا يملكون لمن لا يستحقون… في بلدٍ مركزيٍ لن يستقر مع محيطه وهناك جندياً واحداً ساهم بقتلنا وتهجيرنا وساعد الأسد علينا بأي شكلٍ من الأشكال.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني