fbpx

لوموند الفرنسية: الاستقرار في سوريا مستحيل والأسد يغذّي الفوضى

0 64

كشفت صحيفة فرنسية في تقرير لها، ما أسمته (استحالة الاستقرار في سوريا)، مشيرة إلى أن الاحداث الأخيرة من مظاهرات في الجنوب ومعارك في الشرق، تعدّ بمثابة بداية جديدة للصراع على الأرض السورية.

وقالت صحيفة اللوموند الفرنسية في تقرير لها، إنه “ورغم مضي 3 أشهر على التطبيع بين الدول العربية ونظام أسد، وإعادة تعويمه ومنحه عضويته مجدداً في جامعة الدول العربية بمبادرة سعودية، إلا أن النتائج المرجوّة من هذا التطبيع ما تزال تسير ببطء شديد، وربما باتت الآن تصطدم بواقع مظاهرات جديد في الجنوب ومعارك طاحنة في الشرق”.
التطبيع وواقع سوريا الاقتصادي

وتؤكد الصحيفة أن التطبيع العربي لا ينفي الواقع الاقتصادي المدمّر للبلاد، والذي كانت آخر شرارة له رفع أسعار الوقود التي فجّرت الموقف في الجنوب السوري، وقابلها النظام كسابق عهده برفض الاستماع للشعب، مع العلم أن 80 % من الشعب السوري يقبع تحت خط الفقر، بفضل حرب أودت بحياة نصف مليون وشردت ملايين آخرين.
وأضاف التقرير: “لقد كان النظام على حافة الانهيار قبل عشر سنوات فقط، لكن نظام بشار الأسد تمكن من الحفاظ على نفسه بفضل الدعم العسكري الذي قدّمته روسيا وإيران والذي أصبح مضطراً إليه، لقد نجح على حساب قمع دموي غير مسبوق واتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية، وهو ما أدى لفرض عقوبات أمريكية وأوروبية، لكن ذكرى هذا القمع لا تمنع جنوب البلاد اليوم من المطالبة بشكل لا لبس فيه برحيل الأسد.

لا سيادة للأسد على سوريا
الصراع الحالي ليس الوحيد الذي يسلط الضوء على ديمومة الفوضى وتقسيم البلاد بين القوى، ففي شمال شرق البلاد الواقع خارج سيطرة النظام، اندلع قتال عنيف يومي 2 و3 سبتمبر/أيلول ضد رجال العشائر العربية الذين احتشدوا بشكل واضح ضد ميليشيات قسد المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وبعيداً عن كل هذا وذاك، ورغم إعلان هزيمته قبل سنوات، من الملاحظ أن تنظيم داعش ما يزال صامداً حتى الآن، لقد تضاعف التنظيم هذا الصيف، ناهيك عن استمرار القصف الروسي على شمال غرب البلاد الخاضع للمعارضة والضربات الإسرائيلية ضد الميليشيات الموالية لإيران.

نظام أسد يغذّي الفوضى
واعتبرت الصحيفة أن نظام أسد يغذي الفوضى على المستوى الإقليمي باستخدام أساليبه في (إزعاج الجوار)، التدمير المنتظم الذي تقوم به القوات الأردنية للطائرات بدون طيار القادمة من سوريا والمحملة بمخدر الكبتاغون الاصطناعي، يُظهر أن نظام أسد لم يستسلم عن إغراق جيرانه به، ورغم ذلك فقد استسلم هؤلاء لتجديد العلاقات معه.
كما إن نظام أسد اتبع أسلوباً جديداً خاصة بعد إحراز تقدم على الصعيد الدبلوماسي والسياسي، لقد هبّ لإصلاح الوضع الداخلي بمزيد من الوحشية والهمجية، لاعتباره أن هذه الطرق هي الوحيدة لاسترجاع الشرعية، خاصة بعد فوزه بولاية رابعة لمدة 7 سنوات ضمن مهزلة أطلق عليها اسم انتخابات، مشيرة إلى أن إعادة دمج نظام أسد في الجامعة العربية، لم يكن بأي شكل من الأشكال لمساعدته في مكافحة الإرهاب الشامل الذي عفا عليه الزمن، فلم يكن سوى إطالة للمأساة السورية.

الأسد لم يلتزم بالبنود العربية
وكانت صحيفة الشرق الأوسط السعودية قد قالت في تقرير لها قبل أيام، إن نظام أسد غير جادّ بالالتزام بمطالب اللجنة الوزارية العربية المشكّلة للتطبيع معه، مشيرةً إلى أن النظام لم يتخذ أية خطوات نحو ما تمت مناقشته مع اللجنة أو المطالب التي قدّمتها.

وذكرت الصحيفة أن نظام أسد لم يستجب لما نصّت عليه خريطة الطريق الموضوعة من قبل اللجنة الوزارية العربية للتطبيع العربي معه، ولا سيما أن نظام أسد أخلّ بأهم وأكبر بند بها المتعلق بعودة النازحين واللاجئين إلى بلادهم، والذي ربطه نظام أسد بجهود التحالف الدولي لإعادة إعمار سوريا وتقدمها، بزعم أن التحالف هو من دمّر سوريا وهو من عليه إعمارها مرة أخرى.
المصدر: أورينت

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني