fbpx

قراءة في رواية “عشرة دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب”

0 350
  • الكاتبة: إليف شافاق
  • الناشر: دار الآداب
  • ط1، ورقية، 2020م

إليف شافاق روائية تركية تعتبر من أهم الروائيات والروائيين في العالم المعاصر، قرأت أغلب رواياتها المترجمة إلى العربية وكتبت عنها.

روايتها الأحدث عشرة دقائق و38 ثانية في هذا العالم، التي نشرتها عام 2020م، تتحدث عن العاهرة “ليلى تيكيلا” التي وجدت مقتولة ومرمية في إحدى حاويات القمامة في إسطنبول، تعتمد الرواية لغة المتكلم على لسان ليلى ذاتها، التي استثمرت الدقائق العشر والثواني الـ 38 التي يعيشها العقل البشري تالياً للموت الفيزيولوجي للجسم، مستعيدة بهذه الدقائق والثواني حياتها كاملة.

الزمان أواسط خمسينيات القرن الماضي ليلى ابنة مدينة “فان” التركية، في الأناضول، تنتمي لأسرة متوسطة الحال، من العائلات الممتدة في المدينة، والدها هارون يعمل خياطاً، متزوج من امرأتين؛ الأولى سوزان وهي المهيمنة داخل العائلة، لكنها لم تنجب له أولاداً بعد سنوات من الزواج، حيث تبين أنها عاقر، وبالاتفاق معها تزوج من نيناز زوجته الثانية، وكان الهدف الأساسي له ولزوجته الأولى سوزان إنجاب الاطفال، حملت نيناز من زوجها، لكن الإجهاض أصاب ست حالات حمل متتالية، ما جعل العائلة مضطربة دوماً، وحريصة على مراقبة حمل نيناز ورعايته، وهكذا كان نصيب حملها السابع أن يولد لها طفلة أطلقوا عليها اسم ليلى، كانت ولادة ليلى بداية أزمة إنسانية حادة عند والدتها نيناز، فقد استقر الاتفاق بين الزوج هارون وزوجته سوزان على أن تنسب ليلى لسوزان وأن تعتبر أمها نيناز خالتها أو عمتها، وأبلغ هارون زوجته بذلك، وأن تجعل ذلك سراً لا تدري به الطفلة القادمة للحياة حديثاً؛ ليلى، شكل هذا مأزقاً نفسياً عند نيناز، التي تحولت من أمّ إلى مرضعة، وبدأت تعاني أزمات نفسية ستؤدي بها لاحقاً لأن تصل إلى حافة الجنون، نشأت ليلى وسط أسرتها الكبيرة وتحت رعاية أمها المفترضة سوزان وبحضور أمها الحقيقية على أنها عمتها، كانت تحس بحنان وتعاطف تجاه نيناز، أمها الحقيقية، وعندما كبرت قليلاً وأصبح عمرها عدة سنوات، أخبرتها أمها الحقيقية نيناز، عن قصتها وأنها هي أمها الحقيقية، وهنا وجدت ليلى نفسها وسط ألغاز وأسرار، رغم كونها ما زالت طفلة، ومع ذلك استطاعت أن تتكيف وسط جو عائلي يحبها ويحتفي بها بعد تأخر إنجاب الأطفال في العائلة لسنوات طويلة، كان لوالدها أخ أصغر، لكنه متعلم وله حضور عائلي ويحوز على اهتمام واحترام والدها، وكانت العائلتان على تواصل دوماً، كبرت ليلى وأصبح عمرها ست سنوات، وجدت أن عمها الذي كان في العقد الخامس من عمره يوليها الكثير من الاهتمام والاحتضان والرعاية، كان يستغل أي مناسبة ليختلي بها ويتحسس جسدها وخاصة المراكز الحسّاسة فيه، كانت تستغرب ليلى ذلك ولا تعرف ما تفعله أو تقوله، وكان يغريها ببعض الأعطيات ويحذرها بأن تخبر أحداً بما يفعل معها بين تهديد واهتمام وتقديم هدايا، كبرت ليلى وكبر معها اهتمام عمّها، كذلك تحرّشه الجنسي بها إلى درجة فاضحة، فما إن دخلت سن المراهقة حتى أصبح يتمادى أكثر إلى درجة ممارسة الجنس معها ولمرات عديدة ودائمة، كانت ليلى خائفة مما يحصل معها وتخشى أن تخبر أمها الحقيقية أو عمتها وأمها المفترضة، وتركت نفسها ضحية هذا الذي يحدث معها، لكن جسدها لم يخبئ ما حصل، فظهر عليها الحمل، اجتمعت العائلة بوجود العمة والأم والأب وسألوها عن حالها، فقالت لهم إن عمها من فعل ذلك ومنذ زمن بعيد، تفاجأ الجميع واستنكروا ذلك، الوالد عاد لأخيه وسأله، أنكر الأخ ذلك واتهم ليلى بانها أخطأت مع غيره وهي تتهمه، ويجب أن يتم إجهاضها وطي الموضوع خوفاً من الفضيحة في مدينتهم وبين معارفهم، عادت ليلى للتأكيد على كون عمها من فعل ذلك، رغم محاولة ضغط الأهل عليها لتتراجع عن اتهام عمها، كان ذلك محبطاً بالنسبة لها جداً، فأمها الحقيقية شبه غائبة عن العالم تعيش ألم رعاية أخ ولدته أمها بعدها جاء معاقاً، ما زاد من أزمتها النفسية العقلية، وهم والدها وخالتها أن يتم كتمان الموضوع خوفاً من الفضيحة، لم يكن أحد يهتم بليلى واستباحتها الإنسانية وكرامتها ومصابها، وخاصة أن عمها لم يرتدع عن محاولة التقرب منها وممارسة الجنس معها عند أي فرصة سانحة، أجهضت ليلى تلقائيا دون حاجة لأي عمل جراحي، وعادت لوضعها الطبيعي وعادت لمعاناتها من أهلها وعمها الذي استباحها دون أي عقاب أو رادع، كان في مدرسة ليلى زميل لها اسمه سنان يقاربها في العمر، ابن الصيدلانية في المدينة، كان وحيدها وكانت متنورة، هو الوحيد الذي كانت تسرّ له بمعاناتها عمّا تعيش وكان يتعاطف معها، سنان هو أول صديق لليلى.

لم تستطع ليلى أن تتحمل ظروفها أكثر، خاصة أن أمها الحقيقية قد انتكست عقلياً ونفسياً أكثر، ولم تعد ليلى تستطيع أن تلجأ لها لتحميها، خاصة بعد وفاة أخيها المعاق، وكذلك والدها وزوجته الثانية اللذين لم يكن يهمهم إلا ستر الفضيحة ورعاية مشاعر العم الذي لم يتراجع عن تحرشه الدائم بليلى، عند ذلك قررت ليلى أن تهرب من بيت أهلها وأن تبدأ حياة جديدة متجاوزة ماضيها بكل ما فيه من مآس أحاطت بحياتها، هربت إلى إسطنبول ولم يعرف بوجهتها إلا صديقها سنان، وصلت ليلى إلى إسطنبول التي لم ترحب بها، حيث سرقت منها حقيبتها فور وصولها، وأصبحت شبه مشردة بعد فقدانها للمبلغ الصغير الذي كان بحوزتها، تلقفها شاب ادعى أنه يود مساعدتها، وأخذها إلى بيته حيث أمه التي يدّعيها، وعلما بقصتها، وأدركا ألا حماية لها، كان الشاب والمرأة ممن يتاجرون بمصائب البشر خاصة الفتيات الهاربات من ظلم عائلي أو عار وغير ذلك، وهكذا تم بيع ليلى لإحدى دور الدعارة المرخصة في اسطنبول في ستينيات القرن العشرين.

في إسطنبول بدأت حياة ليلى الجديدة عاهرة في إحدى دور الدعارة، تعمل لساعات معينة وبأجر محدد وتعيش حياتها سلعة جنسية، كانت حياتها جحيماً بالنسبة لها، لم يخفف من معاناتها إلا بعض علاقات صداقة داخل ذات الأجواء فقد تعرفت على صديقتها حميراء التي تعمل بالدعارة مثلها، والتي هربت مثلها من مدينتها ماردين إلى إسطنبول حيث كانت متزوجة وكان زوجها يظلمها ويسيء لها، ولم تجد من يحميها فهربت إلى إسطنبول لعلها تجد مخرجاً، ووقعت مثل ليلى ضحية تجار البشر ووجدت نفسها تمتهن الدعارة أيضاً، كذلك لحقها إلى إسطنبول صديقها سنان الذي جاء ليكمل دراسته وليستمر بالعيش فيها، كانت ليلى تتواصل معه بالرسائل قبل مجيئه، عاش سنان حياته الطبيعية حيث تزوج وأنجب الأولاد وتوظف، لكنه لم ينقطع عن التواصل مع صديقته ليلى أبداً، كان ذلك بشكل سري مطلق، وهكذا عاش حياتين، كما كان لليلى صديقة أخرى؛ انها جميلة الصومالية الفتاة العاهرة التي كانت تلتقي فيها في الفحص الصحي الدوري الذي تجريه الدولة للعاهرات كل فترة لمتابعة حالتهم الصحية، ومعالجة أية إصابات مرضية نتيجة ممارساتهم الجنسية المتواصلة، جميلة فتاة صومالية من أسرة فقيرة أرادت أن تذهب لإسطنبول لتعمل وتؤسس حياة جديدة وأفضل لها، تلقفتها شركات تعمل على أنها تستقدم عاملات الخدمة المنزلية وغير ذلك، والحقيقة أنها تتاجر بالبشر، فمنذ وصولها إلى إسطنبول وجدت نفسها في دار للدعارة، كذلك لها صديقتها زينب القزمة، كانت تخدم في الماخور كعاملة تنظيف وكانت طيبة ومتفهمة، أصلها من لبنان ولدت هناك وكبرت وجدت أن قصر قامتها قد أساء اجتماعياً لها، فقررت المجيء إلى إسطنبول لعلها تعيش حياة أفضل من حياتها في لبنان، أما صديقة ليلى الخامسة، فهي نالان المتحولة، إنها نالان الشاب الذي اكتشف أن في داخله أنثى وقام بعمليات تغيير جنسي، وأصبح نالان المرأة، نالان تعيش في مجتمع يرفض التحول الجنسي وينظر له نظرة احتقار، كانت ليلى صديقتها التي تجد عندها أجواء إنسانية تحتاجها، كان الأصدقاء الخمسة يتواصلون ويلتقون عند ليلى التي كانت الرابط بينهم كلهم، يلتقون في أعياد ميلادهم وفي أية مناسبة يحاولون فيها أن ينعزلوا عن ظروفهم المؤلمة ويعيشون إنسانيتهم المهدورة.

استمرت ليلى في عملها في المبغى في إسطنبول لسنوات، وفي أحداث عام 1968م حيث حضر الجنود الأمريكان إلى إسطنبول كجزء من حلف الناتو، انقسمت القوى السياسية بين مؤيد ومعارض لحضورهم، كان اليسار التركي ضد الأمريكان ويندد بالإمبريالية والغرب، حصل صدام بين الأمن والمتظاهرين، هرب أحدهم، د. علي ودخل المبغى، تلقفته ليلى بعاطفة غامضة، لم يقاربها جنسياً، وهذا غريب، تحدث لها عن قصته، تعاطفت معه، واستمر يتردد على المبغى لرؤية ليلى والتحدث معها، وهكذا بدأت تنجذب له عاطفياً، وحكت له قصتها كاملة، كان علي يرى أن مشكلة ليلى هي في النظام الاجتماعي الذي يتاجر بالجسد الإنساني، وأنها ضحية ولا يحب أن تحس بالعار، وأنه أحبها، ويود أن يتزوجها، كان ذلك غريباً مستهجناً اجتماعياً وحتى بالنسبة لليلى، ومع ذلك استمر علي مصراً على الزواج منها، حتى أقنعها بقبول الزواج منه، واستطاع إقناع صاحبة المبغى عبر إعطائها مبلغاً كبيراً من المال لتتخلى عن ليلى، وهكذا خرجت ليلى من حياتها في المبغى لتبني بيتاً وعائلة مع علي، كان ذلك بداية رائعة لها لم تكن تحلم بها، عاشت حياتها الجديدة بكل حب واندفاع بصحبة علي، كان أصدقاؤها يترددون عليها دوماً، وكان علي يتقبلهم ويفهمهم، لم يدم الحال على ما هو عليه مع ليلى، فقد شاركت مع زوجها في التظاهرات ضد الدولة والإمبريالية والناتو والأمريكان وأصبحت التظاهرات بالآلاف، ما دفع الدولة للتصدي لهم بالعنف المسلح، كانت ليلى وعلي في تلك المظاهرة، التي واجهها الجنود والقناصات بالسلاح، وأطلقوا النار، مات فيها العشرات وجرح فيها المئات، كان علي من الذين قتلوا، وهكذا فقدت ليلى سندها ومعيلها وحبيبها علي، وبعد وقت وجدت نفسها تعود للعمل في المبغى ذاته، فهي لا تجيد أي عمل غيره، وليس لديها أي مؤهل أو معيل أو حام، هذا غير الرفض الاجتماعي لها وعدم تقبل أن تعمل في أي مجال آخر.

وتمر السنوات، تكبر إسطنبول ويبنى الجسر الأول على مضيق البوسفور عام 1973م، وتتوسع إسطنبول وتستمر ليلى في عملها وتستمر بتواصلها الدوري مع أصدقائها ذاتهم، الذين تعتبرهم واحة لها في صحراء عمرها الممتد، مر عليها الكثير من المرضى النفسيين والمجرمين والموتورين في عملها في المبغى، أحدهم حاول قتلها ورشّها بمواد كيميائية حارقة وأنقذت بصعوبة، وفي عام 1990م وبعد مضي سنوات عديدة على عمل ليلى في هذه المهنة، تم اختيارها لتحاول إقناع أحد الشباب المثليين الأثرياء بممارسة الجنس معها لتفتح له طريق زواج تعسّر، كان والده من يرعى هذه المحاولة، واختيرت ليلى لخبرتها وجمالها، ذهبت ليلى إلى الشاب القاطن في فندق فخم، التقت به و تفهمته ووعدته أن تقول إنه مر بالتجربة بنجاح، الشاب المرتبك والمتعلق بصديقه والمتواصل معه دوماً، لا يريد الانفصال عن صديقه ولا هذا الزواج، تفهمت ليلى وضعه وغادرته على أن تقول لوالده ما يدعم موقفه عنده، خرجت ليلى لتعود إلى المبغى بعد أن أنهت ما أوكل إليها، تلقتها سيارة فاخرة، حصل مفاوضة بينهما لممارسة الجنس ورضيت دون علم مديرتها في المبغى لعلها تحصل على مال تحتفظ به لنفسها، صعدت إلى السيارة وأخذوها إلى مكان ناء وقتلوها خنقاً بدم بارد، إنها المرأة الرابعة التي قتلت وكانوا جميعهن قد أُحضرن لإقناع الشاب بممارسة الجنس معهن، لعله يستطيع الزواج والتخلي عن صديقه ومثليته.

قتلوا ليلى وألقوها في حاوية قمامة في إسطنبول، في صباح اليوم التالي وجدها جامعو القمامة وأخبروا الشرطة، أخذت إلى المشرحة وهناك تم الكشف عليها، ومعرفة هويتها وإخبار مديرة المبغى عن جريمة القتل، وبعد الإجراءات القانونية، بعثوا لعائلتها ليستلموها ليقوموا بإجراءات الدفن والعزاء، لكنهم رفضوا استلامها، وتنصلوا منها ومن عارها، وهكذا تم دفنها في مقبرة الغرباء في إسطنبول تحت رقم ولوحة خشبية.

حاول أصدقاء ليلى الخمسة أن يستلموها ليدفنوها، ويقومون بآخر واجب مع صديقتهم، لكن القوانين واللوائح لا تسمح لغير الأقارب باستلام جثث الموتى.

وهكذا دفنت ليلى في مقبرة الغرباء، اجتمع الأصدقاء الخمسة في منزل ليلى وتناقشوا في موتها ودفنها، وقرروا أن يستخرجوا جثتها من تلك المقبرة ويدفنوها في مقبرة عامة، حفاظاً على كرامتها، وأن يدون اسمها على القبر وأن يزوروها بين حين وآخر، وهكذا بدأت رحلة الذهاب للمقبرة ليلاً والبحث فيها وحفر القبر ثم وجود جثة غير ليلى، وحفروا قبراً آخر ووجدوا ليلى وأخذوها كي ينقلوها إلى مقبرة أخرى، واكتشفت الشرطة أمرهم وطاردتهم، وعلموا من التداول بينهم أنها كانت تحبذ أن ترمى في الماء عند الموت لتلتقي بـ سمكتها الصغيرة هناك، وبالفعل هرب الأصدقاء من الشرطة وألقوا الجثة في البحر على جسر البوسفور، رغم إطلاق النار على سنان وإصابته في كتفه، وانكشاف أمر الجثة ومعرفة عائلته وزوجته بما حصل معه، ما أدى إلى طلاقه من زوجته وتخلي العائلة عنه، وانتقل ليعيش حياته كاملة مع أصدقائه المنبوذين في شقة ليلى التي جمعتهم بشكل دائم بعد مقتلها.

هنا تنتهي الرواية، في التعقيب عليها نقول:

نحن أمام رواية أخرى رائعة لإليف شافاق، تستوقفنا الرواية عند غرابة الموضوع وهو عمل عقل الإنسان لهذه الدقائق واسترجاع حياته كاملة فيها، وبغض النظر عن التحقق من ذلك فهي إبداع حقيقي، كما أن إليف شافاق تغامر في طرح موضوع شائك ومختلف عليه وفيه، موضوع الدعارة، ترفع عنه الغطاء وتؤكد أنه جزء من البنية المجتمعية، وأن الدعارة تمتهن إنسانية المرأة بشكل أساسي وكذلك إنسانية الرجل عندما يتحول الجنس إلى سلعة تباع وتشرى، ورغم أن مهنة الدعارة موغلة في القدم، فما زالت مشروعيتها تحتاج لإعادة نظر، وإنهاؤها مهمة إنسانية مستعجلة دوماً، كما سلطت الكاتبة الضوء على الأسباب الحقيقية لتحول المرأة لعاهرة؛ ليلى التي اغتصبها عمها ولم تنصفها عائلتها، ثم هروبها ووقوعها بيد تجار البشر لتجد نفسها مرغمة أن تمتهن الدعارة، كذلك صديقتها الصومالية التي جاءت لتعمل في الخدمة المنزلية ووجدت نفسها ضحية تجار البشر أيضاً، وألزمت بالعمل كعاهرة، وصديقتها التي هربت من زوجها من ماردين، الذي يخونها ويذلها لعلها تبدأ حياة جديدة لكنها تجد نفسها مضطرة لبيع جسدها لتعيش، وصديقتها نالان التي تحولت من ذكر لأنثى وتمت محاربتها اجتماعياً لتعيش حياتها كمأساة، الكل مظلومون والكل يعشن هذه الحياة مرغمات، كما تسلط الضوء على مشكلة المثليين وعدم تفهم وضعهم الجسدي والنفسي، وأنهم ضحايا تمييز اجتماعي وعدم تفهم وضعهم وحالتهم الجسدية والنفسية.

أخيراً، إن الرواية صرخة أخرى في العالم المعاصر، تحاول الدخول لعمق الواقع الاجتماعي والنظر لحقائق حياة الناس، والأسباب الحقيقية التي تحولهم إلى منحرفين أو ضائعين أو ساقطين أخلاقياً أو مجرمين، وإن كل ذلك يحتاج دراسة وفهم وتفهم ومعالجة، نحن أمام رواية أخرى لإليف شافاق تنتصر فيها لإنسانية الإنسان.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني