fbpx

في نقد قراءة الأستاذ رِزان شيخ موس للوضع السياسي الراهن

0 190

الجزء الأول

يتوقع صديقنا الجميل الأستاذ رِزان شيخ موس في مقاله التشاؤمي على صفحات موقع تيار مواطنة المحترم، بعنوان اللوحة السورية القاتمة والمجتمع الدولي، بتاريخ 4 كانون الأول 2021، أنه لا يوجد تقدم نحو إيجاد حل سياسي حاسم ينهي هذه المقتلة السورية، وأن السبب الأساسي، (إذا أضفنا لمسؤولية النظام وطبيعة سلطته، وعدم إمكانية إصلاحها، العامل الخارجي)، هو وجود…فجوة كبيرة بين اللاعبين الرئيسيين الدوليين والإقليميين في سوريا لتنفيذ بنود القرار الدولي 2254!

بداية، أود التوضيح أن التأكيد في هذا المقتبس الموجز من تحليل الصديق على العلاقة الوثيقة بين عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن وتقدم خطوات حل سياسي، وبين صراعات قطبيه الرئيسيين، الولايات المتحدة وروسيا، يترك انطباعا قويا لدى القارئ بإمكانية خروجنا من الحالة الكارثية فقط عبر توافق سياسات الدولتين حول طبيعة الحل السياسي، المؤجل، وبالتالي فإن سبب استمرار الصراع طوال هذه السنوات العشر العجاف هو عدم حصول هذا التوافق، وهي حقيقة لا تحتاج إلى دليل!!

إذ أسجل اعتراضي على هذه القراءة، أحاول أن أبين طبيعة الخلل الذي يصل بالتحليل إلى هذا الربط، بين استمرار حالة التعفن (تغييب الحل السياسي)، وتناقض سياسات الروس والأمريكان، ويقوم على أرضية وعي سياسي نخبوي عام، ترتكز قناعات حامليه على طبيعية، وبديهية، استمرار ذلك التناقض بين سياسات واشنطن وموسكو تجاه قضية الصراع الأساسية في سوريا، المرتبطة بمسألة مصير سلطة النظام، ورئيسها؛ طالما تستمر روسيا بانحيازها لصالح بقاء النظام، وإصرارها على تفشيل مسار الحل السياسي الأممي، الذي يدعو، وينص على ضرورة تجاوز عقدة الأسد، وحصول انتقال سياسي؛ وبما يضع الولايات المتحدة في خندق أنصار الحل السياسي الأممي، ومراحل الانتفال السياسي، والتحول الديمقراطي، وبما يؤجل تنفيذ مشروع الحل، لحصول ذلك التوافق، الذي لا يبدو أنه ممكن في المدى المنظور، وهو ما يفسر قتامة المشهد، وفقاً لرؤية صديقنا!!

شخصياً، أعتقد بعدم موضوعية التحليل، وما يصل إليه من استنتاجات، ويطرحه من رؤية لطبيعة المرحلة الراهنة من الصراع، عندما يُبنى على فرضية وجود تناقض بين سياسات واشنطن ومسكو حول القضية الجوهرية في الصراع؛ مسألة الانتقال السياسي؛ وذلك لتوافق مصالح الدولتين حول عدم حدوث تغيير سياسي، وسعيهما المشترك للحفاظ على السلطة القائمة، كما تبين جميع أحداث السياق التاريخي للصراع، على الأقل الممتد منذ ربيع 2011.

أعتقد أيضاً أن أطروحة هذا التناقض؛ وما يبنى عليها من استنتاجات حول دعم الولايات المتحدة الأمريكية، ووقوفها لجانب الشعب، ومناصرتها لقضاياه، وانحيازها لخيار حل سياسي، وتحويلها؛ إلى مسلمة في الوعي السياسي النخبوي المعارض، ليست سوى نتيجة لتأثير أفكار دعاية أمريكية، شاركت في صناعتها شخصيات الصف الأول في الإدارات الأمريكية المتعاقبة!!

تاريخياً، خلال مظاهرات الحراك السلمي في صيف 2011، نتذكر جميعاً إصرار السفير الأمريكي، السيد روبرت فورد على حضور المظاهرة الضخمة في حماه، وحرصه على نقل رسالة واضحة، تقول بمناصرة الولايات المتحدة لحراك السوريين، وعدم السماح باستخدام العنف ضده؛ وهو ما شكل تحريضاً مباشراً على التصعيد، وعزز فكرة رفض الحوار مع النظام، في حين كان من الطبيعي بالنسبة لفورد، شخصياً، وعلى واشنطن عموماً، معرفة بخطط استعداد النظام، وشركاؤه، لحل أمني، بأي ثمن!

لا يمكن أن تخرج عن إطار الجهد المشترك، الساعي لقطع صيرورة الحراك الشعبي السلمي، الجهود التي بذلها فورد، وأركان إدارته، لتضليل السوريين حول حقيقة الموقف الأمريكي من بقاء الأسد، والتي شكلت محور تصريحات السيدة كلينتون، ورئيسها أوباما، في تصاعد طردي مع ازدياد منسوب العنف السلطوي ضد الحراك، وتزايد إصرار السوريين، رغم ثمن المواجهة الباهظ!

لقد تكثف هذا الجهد الأمريكي، على جميع الصعد، في محطات تاريخية لاحقة، شكل أبرزها ردود أفعال السيدة كلينتون الغاضبة على تفشيل خطة السلام العربية بفيتو مزدوج روسي/صيني، بتاريخ 4 شباط 2012، وتحميل الروس وحدهم مسؤولية وأد مسار حل سياسي، يملك آليات التنفيذ؛ وقد أصبح مألوفاً في أعقاب معظم قرارات محطات مسار جنيف، بدءاً من نقاط كوفي أنان الست، وحتى آخر اجتماع للجنة الدستورية، أن يتحفنا الروس والأمريكان بأجمل نغمات جدل بيزنطي، حول تفسير بعض القرارات، خاصة، المرتبطة بمصير رئيس النظام، بما يوحي، ويحاول إقناع السوريين، والرأي العام، بالانحياز الدائم لسياسات الولايات المتحدة لصالح أهداف الشعب السوري العادلة، في مواجهة تعنت روسي، ظالم، داعم للنظام!!

بخلاف دعاية تناقض سياسات واشنطن وموسكو وما نتج عنها من عدم تطبيق القرار 2254، أعتقد أن حصول توافق أمريكي – روسي على منع حدوث انتقال سياسي، وبقاء السلطة، هو أهم العوامل التي تفسر نجاح سلطة النظام، بالتكامل مع جهود خصومه وحلفائه، على حد سواء، إقليمياً، وعلى الصعيد العالمي، في دفع الحراك السلمي للشعب السوري 2011 على مسارات العنف الطائفي والميلشة، وما أدى إليه الخيار العسكري من حروب، ومآلات؛ وقد تقاطع بداية عند هدف تفشيل جهود وخطط الحل السياسي خلال 2011-2012، وتساوق لاحقاً، في مرحلة التدخل العسكري المباشر، الأمريكي، 2014 ثم الروسي تاليا، في 2015، ليقودا، ويتشاركا معاً، في جهود إعادة بسط سلطة النظام على الجغرافيا السورية التي خرجت عنها في سياق تحقيق أهداف الخيار العسكري![i].

على الصعيد الحربي، هذا التوافق الأمريكي – الروسي هو العامل الوحيد القادر على تفسير مآلات الصراع المسلح في المرحلة الثانية، بعد 2015، حين تكامل جهد عسكري وسياسي، أمريكي – روسي، لتحقيق أهم أهداف مشروع إعادة تأهيل السلطة، المتمثل في إعادة بسط سلطة النظام على الجغرافيا التي خرجت عنها، وعبر جهد مشترك لتفكيك سلطات الأمر الواقع، التي بنتها أذرع الثورة المضادة الميليشياوية!!

على الصعيد السياسي، تفسر هذه الرؤية أيضاً الهدف الحقيقي للجهود التي قادتها الدولتين، وعبر استخدام مسار جنيف، كغطاء، ووسيلة لشراء الوقت، إفساحاً في المجال لتحقيق هدفي الخيار العسكري الرئيسيين، في مرحلتين مترابطتين من الخيار العسكري:

الحفاظ على سلطة النظام، في المرحلة الأولى

2011-2015، وإعادة تأهيله، في المرحلة الثانية، التي وصلت اليوم إلى مرحلة متقدمة، وتسير بخطى متسارعة؛ وهو ما يفسر طبيعة مسار جنيف، وحقيقة أهدافه، وما وصل إليه من فشل، من وجهة نظر مصالح الشعب السوري، أولاً، وما يتحقق اليوم من سياسات في إطار إعادة التأهيل!

على صعيد قوى المعارضة والثورة، عامل توافق المصالح، وتنسيق السياسيات بين القوتين الأعظم، هو الوحيد القادر على تفسير ما لحق بقوى وأحزاب وشخصيات المعارضة الديمقراطية السورية من تهميش، وتشظي، وما وصلت اليه من ارتهان لهذا الطرف أو ذاك، من القوى الإقليمية والدولية المعادية للتغيير الديمقراطي.

الحقيقة المرة التي يتجاهلها الوعي السياسي النخبوي لا تربط فقط بتوافق سياسات واشنطن وموسكو، وما وصل إليه البلدان بفضلها من القدرة على التحكم بسلوك سلطة نظام ضعيفة، ومرتهنة، بل، وعلاوة على ذلك، من ضبط إيقاع حركة المعارضة، على الصعد السياسية والثقافية، أحزاب ونخب، وبما يصب، في المآل الأخير، في خدمة أهداف مشروعهم المشترك، ويؤدي إلى إجهاض إهداف التغيير، ومساراته، وتفشيل قواه، وتدمير حواضنه وجمهوره!!

مقابل هذه الحقائق الموضوعية، التي تدلل على وصول الصراع السياسي والحربي إلى نهايته المرجوة أمريكياً وروسياً، من خلال قطع مسار الحل السياسي، وتحقيق هزيمة تاريخية لقوى وأهداف الثورة، ما يزال الوعي السياسي النخبوي المعارض يروج لأفكار تحليل غير موضوعي، مضلل للسوريين، ويغيب حقائق الصراع:

– فالقتامة التي يجدها رِزان في اللوحة السورية التفصيلية، موجودة فقط على الجزء من المشهد الخاص بالقوى المهزومة، جمهور وقوى الثورة، ولا تعكس حالة سلطة النظام وشركائها، الذين ينعمون بنتائج النصر الأمريكي.

– اعتقاده بعدم وجود أي تقدم في الأفق نحو إيجاد حل سياسي حاسم ينهي هذه المقتلة السورية ويعيد للشعب السوري حقوقه الوطنية والإنسانية وكرامته وحريته المغتصبة ويوقف هذا النزيف المستمر… إلى نهاية هذه السلسلة من الأمنيات الساذجة، يعود لانخداعه بدعاية وجود حل سياسي، أممي، تناصره الولايات المتحدة، يدعو إلى انتقال سياسي، وتغيير ديمقراطي، لكنه لم يبصر النور بسبب وجود فجوة كبيرة بين اللاعبين الرئيسيين الدوليين والإقليميين في سوريا لتنفيذ بنود القرار الدولي 2254.

– اعتقاده بأن مسار جنيف لايزال المشروع الدولي الوحيد لحل الأزمة السورية، هو تأكيد على حالة الانفصال التي يعيشها الوعي السياسي النخبوي عن الواقع، وحقائق الصراع، وهي نفسها التي تجعل الأستاذ رِزان يتمنى أن يتوحد المجتمع الدولي ويتغاضى عن مصالح بعض دوله ويمارس مهامه في تنفيذ القرار الدولي 2254 ويوضع من خلاله حد للمقتلة السورية، وأن تقوم المعارضة السورية بإجراء مراجعة جدية لهذه المسيرة الطويلة من كل النواحي!!

ربما يكون الاستنتاج الصحيح الذي وصل إليه هو القول بأن المسؤولية الأساسية لا تقع فقط على النظام الأسدي في سوريا الذي استخدم حتى السلاح الكيماوي ضد شعبه بل يتحملها أيضاً المجتمع الدولي، دون أن يفسر لماذا لم يمارس هذا المجتمع الدولي الضغط الكافي، كما مورس ضد الأنظمة البقية في المنطقة، ولأنه يجهل حقيقية الأسباب التي أدت إلى تمزيق صف قوى الثورة، يعود إلى خانة الرغبات، داعياً لعقد مؤتمر وطني جامع تحضره كل المنصات والقوى السياسية وممثلي كل المكونات وإشراك النخب الثقافية والفكرية السورية والاتفاق على مشروع وطني جامع يعبر عن طموح الشعب السوري في بناء دولته الوطنية المحايدة لكل أبنائها ومناقشة القضايا المصيرية ومنها قضية الشعب الكردي وتبنيها وإيجاد حل دائم لها وفق دستور عصري لسوريا واستقطاب كل المكونات على قاعدة الشراكة الوطنية الحقيقية لكل مكوناتها، في تكرار لعبارات عامة، أثبتت فشلها في تحقيق أية خطوة على طريق قيام جسم سياسي معارض، فعال، ويملك ثقل حقيقي في موازين قوى الصراع!

مع الأسف الشديد، تظهر القراءة التي يقدمها الصديق المحترم إلى أية درجة نجحت الدعاية المضادة لقوى التغيير السياسي للشعب السوري؛ التي تكاملت، موضوعياً، في ترويج أكاذيبها دعاية مشتركة، أمريكية/روسية،[ii] في صياغة الوعي السياسي النخبوي، وتوجيهه بما يزيد من تضليل السوريين، ويعمق من تفتيت صفوفهم، وتهميش مواقفهم السياسية!

في وقوع العقل السياسي النخبوي تحت تأثير الدعاية الأمريكية/الروسية، التي تضع سياسات واشنطن في مواجهة سياسات روسيا، خاصة فيما يرتبط بجوهر الصراع السياسي، حول مصير السلطة، ورئيسها، يصبح عاجزاً عن فهم طبيعة مصالح وعلاقات، وأهداف سياسات الدول المتورطة بشكل مباشر في خيار الصراع المسلح، خاصة الدور القيادي الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية، على الصعيدين الحربي والسياسي؛ الدولة الأكثر تأثيراً على رسم المشهد السياسي السوري الراهن.

في هذا الوعي السياسي النخبوي، مثال على عجز النخب السياسية والثقافية السورية المعارضة عن صياغة وعي متكامل لطبيعة الصراع في سوريا، في أهدافه وقواه، وسياقه التاريخي، وطبيعة الحل السياسي الأممي، وتعيشها على أوهام، ورؤى سياسية منفصلة تماماً عن الواقع، وحقائقه الكبرى؛ وهو في تقديري أحد أسباب الأزمة الراهنة التي تعاني منها قوى اليسار الديمقراطي، وأهم عوامل فشل جهود أطرافها السياسية والثقافية لخلق حالة من التشبيك بين التعبيرات الديمقراطية السياسية النخبوية، التي يشترط نجاحها إنتاج وبلورة وعي سياسي موضوعي، يشكل القاعدة للتجميع، وتقاطع البرامج والمواقف!!

شخصياً، أعتقد أن الخطوة الأولى للخروج من حالة الحلقة المفرغة التي تعيشها النخب، على صعيد الوعي السياسي، أولاً، والممارسة، ثانياً، هي طرح الأسئلة الصحيحة، وتقديم إجابات موضوعية:

– كيف نفهم طبيعة الصراع، السياسي والعسكري، المستمر منذ 2011، في سياقه وأهداف قواه، ومراحله، وطبيعة المرحلة الراهنة، وآفاق المستقبل؟

– كيف نفهم، ونفسر طبيعة التحالف المعادي للتغيير الديمقراطي، الذي قادته الولايات المتحدة وروسيا، وأدى إلى قطع مسارات الحل السياسي، وهزيمة أهداف التغيير الديمقراطي للشعب السوري؟! أحاول تقديم مساهمة في القسم الثاني، على أمل إغناء النقاش حول أهم الأفكار المط


[i]– أعتقد أن إطلاق صيرورة استعادة سلطه النظام على الأرض المحررة التي خضعت لسيطرة سلطات أذرع الثورة المضادة، الميليشياوية، في أعقاب التدخل العسكري المباشر لجيوش الولايات المتحدة وروسيا، ومن قبل جهود متكاملة، أمريكية – روسية، (وليست روسية فقط!!)، عبر جهد حربي، مشترك، سعى إلى تحييد داعش، وإخضاع الفصائل المعارضة، وفي مواجهة أوراق القوة التركية، (الدولة الإقليمية الوحيدة التي تعارضت مصالحها مع جهود الولايات المتحدة وروسيا لإعادة السيطرة الحكومية، خارج إطار حل سياسي شامل، يلبي شروطها؛ قضية اللاجئين، وتفكيك سلطة قسد)، هو الدليل القاطع على توافق الروس والأمريكان حول مسألة الصراع الجوهرية؛ بقاء السلطة، وإعادة تأهيلها؛ وهو تكامل واضح، لا يقبل الشك:

في حين تكفلت الولايات المتحدة بمهمة تحييد داعش؛ التي أصبحت تسيطر، بفضل تسهيلات متعددة الأشكال، قدمها الجميع في إطار إنجاح الخيار العسكري الميليشياوي الطائفي، على أكثر من ثلثي مساحة البلاد؛ باستخدام تحالف دولي واسع، شكلت رأس حربته السورية قسد، أخذت روسيا على عاتقها مهمة إخضاع الوجود المسلح لفصائل ومجموعات المعارضة المسلحة، بالاعتماد على الميليشيات الإيرانية وفائض قوة سلاحها الجوي في ظروف موازين قوى عسكرية غير متكافئة!

[ii]– هي دعاية أمريكية/روسية، شغلت ماكينة تضليل اعلامية وسياسية ضخمة، ساهم في التبويق لها قادة سياسيون ومثقفون على مستوى الصف الاول، محلياً وإقليمياً وإمبريالياً، سعت لإخفاء الحقائق، وتضليل السوريين، وتحفيز ارتهان النخب السياسية والثقافية السورية! في سياق تحقيق أهداف الخيار العسكري، تمظهرت الدعاية الأمريكية – الروسية في شكلين رئيسين، تكاملت فيهما الأهداف، رغم التناقض الشكلي المخادع:

1- دعاية نظرية المؤامرة الكونية، التي تروج لها أبواق المحور الروسي، المقاوم، والنخب المرتبطة بها، وتؤكد على صراع القطبين الروسي/الأمريكي، وتخفي طبيعة الصراع السياسي، كصراع ديمقراطي إصلاحي، في مواجهة سلطات أنظمة الاستبداد وشركائها، ليصبح الإرهاب والحرب ضده، هي السبب الجوهري للصراع!!

2- دعاية الانسحاب الأمريكي، ومحاربة الإرهاب، التي تروج لها نخب المعارضة، والمقاومة، على حد سواء، لدوافع مختلفة؛ وتنظر لحالة تراخي استراتيجي أمريكي في المنطقة، لصالح انسحاب شرقاً، لمواجهة القطب الصيني الصاعد، وما نتج عنه من استغلال روسي لحالة الفراغ الاستراتيجي والقفز إلى المنطقة، وإلى آخر هذه الأسطوانة المشروخة، التي تتجاهل الفرق بين الانسحابات الاستراتيجية والتكتيكية التي تجريها الدول، من موقع السطوة، ولأسباب مصالحها الخاصة؛ وقوة العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وشركائها في مراكز النظام الرأسمالي، في الصين وروسيا وغيرهما، من موقع القيادة، الذي تحوزه واشنطن في أعقاب نتائج حروب القرن العشرين، الأولى والثانية والباردة!!

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني