fbpx

فلسطين ضحية الأنظمة العربية

0 108

ما يمارسه الصهاينة في غزة من قتل وتدمير دون أن يحرك العرب ساكناً للتصدي لإجرامهم، نتيجة طبيعية لإبعاد الشعب العربي عن لعب دور في تقرير مصير أمته.

فقد عمل الصهاينة منذ نشوء الكيان الصهيوني على إيصال قادة لحكم أقطارنا العربية عرباً بالاسم وصهاينة بالفعل والسلوك، هدفهم تدمير إرادة الشعب وحرمانه من أبسط حقوقه حتى يبعدونه عن الفعل بالشأن الوطني والقومي، فكان للصهاينة ما أرادوا.

وحتى يستمر هؤلاء بالحكم، سمح الصهاينة لهم برفع شعارات التحرير، فأغرقوا الأمة بالمشاريع التحررية التي لا ترقى إلى الفعل، وحتى تكتمل الصورة في تكريس واقع الاحتلال الصهيوني وتمزيق الوطن العربي، أوصلوا ملالي طهران إلى الحكم، ورفعوا شعارات تحرير فلسطين، ومن خلالها سيطروا على أربع دول عربية ومزقوها وأفقروها لتشتيت قوتها وإنهاء ما تبقى من الإرادة الشعبية العربية فيها.

هذا هو واقع الأمة العربية اليوم شعب مسلوب الإرادة وحكام خدم للصهاينة، ولذا لا نستغرب أن يكون الموقف العربي بهذا الضعف في مناصرة إخوتنا في غزة الذين يتعرضون للإبادة والتهجير من قبل الصهاينة للوصول إلى الاحتلال الكامل للجغرافيا الفلسطينية، وتحقيق الحلم الصهيوني بالامتداد من الفرات إلى النيل.

واقع أليم ما كان ليتحقق لولا دجل هؤلاء الذين أبدعوا بتشكيل الجبهات والمحاور لتحرير فلسطين دون أن يقدموا شيئاً للقضية الفلسطينية.

فحافظ الأسد الذي باع الجولان مقابل السلطة كان يزايد على الأمة كلها بإصراره على تحرير فلسطين بالشعارات، ولم تفعل جبهات الصمود والتصدي ولا محاور المقاومة والممانعة شيئاً على هذا الطريق، بل على العكس كان ذلك وسيلة لاجتثاث المقاومة الفلسطينية، وتدمير شعب سورية ومنعه من أخذ دوره الوطني والقومي.

أما إيران وذيولها في المنطقة الذين أجادوا الدور مازالوا يستخدمون ذلك للسيطرة على المنطقة العربية، ولم يقدموا سوى الخطابات الفارغة لرفع الحيف عن أهلنا في فلسطين.

فلسطين لن تتحرر إلا بالجهد الشعبي العربي بعيداً عن هؤلاء الحكام المرتزقة، وبداية التحرير تكون بالتخلص من هؤلاء، واستعادة الشعب العربي لدوره ومكانته في تقرير مصيره الوطني والقومي، وكل ماعدا ذلك مضيعة للوقت واستمرار للاحتلال الصهيوني لفلسطين، والتوسع على حساب الجغرافيا العربية.

هكذا هو الحال، أهلنا في فلسطين يُقتلون برصاص الاحتلال، ونحن نقتل برصاص أذناب الاحتلال، الفرق بيننا أن من يقتلهم محتل يجاهر بعداوته لهم، ومن يقتلنا خسيس يجاهر بعداوته للاحتلال ويعمل ذلك لخدمته.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني