fbpx

فرقة أحرار الشرقية.. كفاح ثوري مستمر وإصرار على تحرير سورية

0 95

تاريخ سورية الحديث بعد استقلال البلاد من الاحتلال الفرنسي في السابع عشر من شهر نيسان عام 1946 تاريخ لم يستقر بالمعنى السياسي والاقتصادي، حيث بقيت البلاد أسيرة الانقلابات العسكرية المتتالية، وصولاً إلى انقلاب حافظ الأسد في 16 تشرين الثاني عام 1970.

مشروع حافظ الأسد السياسي، كان يتجه نحو السيطرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المجتمع والدولة، وذلك عبر قبضة أمنية متعددة الأذرع، تسيطر على الجيش السوري وعلى المجتمع ومؤسسات الدولة، وتربط كل ذلك بإرادة رأس النظام الديكتاتوري حافظ الأسد.

الثورة السورية التي تفجّرت في آذار عام 2011، كانت تريد إزالة نظام الديكتاتورية والاستبداد السياسي ونظام الهيمنة الاقتصادية لفريق الحكم، أي بمعنى آخر استعادة الدولة من القبضة الأمنية لنظام الأسد، وإعادة بناء مؤسسات وطنية تحقق العدالة الاجتماعية، وتبني نظاماً سياسياً ديمقراطياً، تتنافس فيه الأحزاب عبر برامج سياسية للوصول إلى الحكم.

يرصد هذا الكتاب حركة أحرار الشرقية (الفرقة 15) منذ بداية تشكلها، هذا الجهد الفكري غايته توثيق كفاح هذا الفصيل الذي تأسس في شهر تشرين الثاني من عام 2016. هذا التشكيل العسكري الثوري منح المناطق الشرقية من سوريا ذراعاً كفاحية مهمتها الدفاع عن السوريين في مناطق الشمال السوري المحرّر.

وفي نظرة على بنية حركة أحرار الشرقية سياسياً وكفاحياً وتنظيمياً، يظهر لدينا أن غالبية مقاتلي هذه الحركة ينحدرون في غالبيتهم من محافظات المنطقة الشرقية في سورية، وهي محافظات دير الزور والرقة والحسكة، وهم في أكثرهم كانوا انخرطوا مع تشكيلات عسكرية برزت في بداية الثورة، كانت مهمتها حماية المتظاهرين ومنع انتقال قوات النظام من مراكز المحافظات باتجاه أريافها.

قبل التأسيس

كان استقلال سورية وجلاء آخر جندي فرنسي عنها بتاريخ السابع عشر من شهر نيسان عام 1946, هذا الجلاء والخلاص من ربقة الاحتلال تحقق على أرضية نتائج الحرب العالمية الثانية (1939 / 1945). وكان قد نشأ نظام حكم برلماني قبل الجلاء، حيث أسفرت الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 1943 عن فوز حزب الكتلة الوطنية، وساعد ذلك في اختيار زعيم الكتلة شكري القوتلي رئيساً للجمهورية.

هزيمة فرنسا في الحرب العالمية الثانية لعب دوراً هاماً في تطور سورية، إذ اقتنعت فرنسا أنها مضطرة للتفاوض مع الحكومة السورية لمحاولة كسب بعض الامتيازات.

بعد جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية بثلاث سنوات شهدت البلاد سلسلة من الانقلابات العسكرية، كان أولها انقلاب بقيادة حسني الزعيم في الثلث الأخير من شهر آذار عام 1949

أهداف فرقة أحرار الشرقية

تعتبر فرقة أحرار الشرقية وهي أحد مكونات حركة التحرير والبناء التابعة للفيلق الأول في الجيش الوطني السوري ذات بعدٍ بنيوي يتوزع على حالتين متداخلتين، فهذه الفرقة، تتسم بمقاتلين ينتمون

إلى المكونات العشائرية من جهة (عشائر المنطقة الشرقية)، وإلى المناطقية حيث ينحدرون في غالبيتهم الساحقة من مناطق شرق سورية، (محافظات دير الزور والرقة والحسكة).

واستخدام مصطلح العشائرية لا يعني أن مقاتلي هذه الفرقة ينتمون إلى عشيرة محددة، بل أنهم ينحدرون من عشائر المنطقة الشرقية عموماً، ولعل تسمية “الشرقية” شكل تمييزي للهوية المناطقية لهذا الفصيل العسكري، وهو لا يقتصر على هذه الفرقة العسكرية فحسب، بل أنه يخصّ فصيلين آخرين ينتميان للمرجعيتين المذكورتين (العشائرية والمناطقية)، هذا الفصيلان هما “جيش الشرقية” الذي يقوده ضابط منشق عن جيش النظام إبان الثورة، و”الفرقة العشرون”.

إن الهدف الرئيس الذي تشكّلت بموجبه فرقة أحرار الشرقية هو هدف تجميع مقاتلي أبناء المنطقة الشرقية، الذين اضطروا إلى مغادرة مناطقهم الأصلية بسبب ممارسات ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” التي يُطلق عليها اختصاراً تسمية (داعش).

إن هدف فرقة أحرار الشرقية من تجميع أبناء المنطقة كانت غايته الأساسية هو القتال ضد النظام الأسدي، الذي روّع أهالي المنطقة الشرقية ونهب ثرواتها وقتل كثيراً من أبنائها ببراميله المتفجرة وبقصفه المدفعي والصاروخي لأحياء مدينة دير الزور، وريفها الشرقي، والغربي، والشمالي.

كذلك رسمت فرقة أحرار الشرقية استراتيجيتها العسكرية على أساس تحرير المناطق الشرقية من سورية وطرد كل الاحتلالات من هذه المنطقة، ومحاربة الميليشيات العابرة للوطنية التي تمثلها ميليشيات PKK/PYD. هذه الميليشيات خطر على جغرافية المنطقة الشرقية من سورية بأجمعها، لأنها تنوي تغيير البنية الديمغرافية فيها لصالح استقدام أكراد إليها لمحاولة جعلها جزءاً مما يسمى (روج آفا)، أي غرب ما يسمى (كردستان)، وهي ليست أكثر من حالة تخيّل إرادي لدى هذه الميليشيات العدوة لشعبنا وللشقيقة الدولة التركية.

في هذا الاتجاه تعمل فرقة أحرار الشرقية على مستويين، الأول من خلال اعتبارها أحد المكونات الأربعة لحركة التحرير والبناء التي تعتبر مكوناً اساسياً من مكونات الفيلق الأول في الجيش الوطني السوري الذي يتبع للحكومة المؤقتة.

أما المستوى الثاني فهو العلاقة مع المنطقة الشرقية من سورية ومكوناتها الاجتماعية (عشائرها وسكانها الأصليين) وقواها السياسية والثقافية والاجتماعية، إذ تلعب الفرقة دوراً مهماً في استنهاض الشباب في هذه المناطق لتشكيل بؤر ثورية تستعد لمؤازرة قوى الثورة المسلحة في تحرير المحافظات الثلاث في المنطقة الشرقية من الميليشيات العدوة لشعبنا السوري، ولأهلنا في هذه المناطق.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني