fbpx

طيور المدينة

2 613

الطيور في هذه المدينة.. لا تزقزق

ولا تهاجر..

ولا تبني لها أعشاشاً..

ولا تضع بيوضها

وعندما ينجو جنينٌ ما منها..

يُقتَل بغشاوةٍ من والديه

طيور هذه المدينة.. تخشى الطيران..

وتخشى الهجرة

تعادي في ذلك الفطرة

وتخافُ من التكاثر الأعمى..

تخاف ممن على الأرضِ

وممن في السما

طيور البلاد.. تتجمّع على الحدود

وتخاطب ذويها من وراءها..

طيورٌ لها جناحان..

لكن تخاف أن تستخدمها

تتأبط شراً من صفاء السّماء..

وتهاب كلمة “حرّ” حتى إن تبعت الفضاء..

وترهب بنيها

فمن صنع في السّماء حدودا؟

طيور مدينتنا مذ شهدت مأساتنا..

غيّرت سلوكها..

فقد شهدت الطيّارات الحربيّة

وصواريخ سفّاح العصر..

بترسانته الأبية

وشمّت رائحة ذوبان جلودنا..

والثّكالى يناجين البقايا..

مما يسمونه “الأمة العربية”

تصرخ أرواحنا من تحت التراب..

باللعنات.. بالشتائم..

بالحقد والنقمة

بلعنة تهز رب الأمة

وسمعت عويل الآباء والأمهات..

وشاهدت من سماءها العاشقين والعاشقات..

يرتّلن صلوات العودة..

لإله أصم

سدّ الجبروت أذنيه عن المناجاة

عن الصرخات التي ما هزّت الجلاد..

وعن شعب بأسره يتأمل..

خبراً عن حبيبٍ..

فاجتاح الساحات

طيورنا..

ترانا من علياءها..

رؤيا.. أشبه بالكابوس

ما عدنا نعول على غسان وعدنان

ولا جورج ولا تيريزا ولا جوان

وطيورنا باتت تعرف عنا..

أنّا تجرعنا الحزن أطناناً..

وطنيّون مسلوبو الأوطان

إنه لبعضهم حقاً لكابوس..

لكنه لنا.. حقيقةٌ تلاحقنا

وواقع ما انفكّ يهدم ذاتنا

أسدٌ مسعور..

يرفض نجاتنا

فإما أن يحطمنا أم نحطمه..

وتكتمل النجاة

عندها فقط..

سيكون لطيورنا فرصة للحياة

يا طيور الشام..

يا طيور حمص وحماة وحلب..

يا شواهد الآلام..

يا طيور فراتنا وعاصينا..

يا من وحدكم تعرفون

أين دفن الحقد معتقلينا..

يا طيور درعا عليكِ السلام

على حمزة وهاجر ألف سلام

على أول صرخة سمعتموها..

على أول مجزرة وثقتموها..

طِر يا حمام..

أخبر طيور مدينتنا العالقة على الحدود..

والمنتظر في الساحات..

أن أسد الغابة.. مجرد هالة

فقاعةٌ تحتمي بالدم والنذالة

علمهم يا حمام..

أن ليس وراء الحدود من نجاة..

وأن الانتظار..

لن يؤتي برأس الطغاة

وأن الحقّ إذا ما التهمه أسد..

ينتزع كما تفعل النسور

نسور البلاد..

وقُل لهم..

إن المأساة باقية ما بقي الطاغوت

وإن الصلوات لن تكسر شوكة الجبروت

وإنّا لسنا أيوباً ولا موسى..

ولن تنجينا الآلهة من بطن الحوت

ابقري بطن الحوت..

وطيري يا طيور المدينة..

ونوحي حداداً من كثرة الموت

واعشقي.. وأنجبي الكثيرين

وعلميهم الزقزقة.. لا الأنين

واعلمي أن هذي السماء تنتمي لك..

والأرض هذه تنتمي لك..

ولن يوجد فيها بعدُ ما يخيفك..

فلكلّ آنٍ أوان

ولكلّ أمرٍ تحت السموات وقت..

وقد حان!

2 التعليقات
  1. Ward says

    💛

  2. Majed says

    رائع رائع رائع

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني