fbpx

طريقان أمام نتنياهو وكلاهما يقود لمأزق.. فأي الطريقين سيختار؟

0 131

يقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام خيارين أحلاهما مر، فإما أن يمضي في الإصلاحات القضائية أو أن يجمدها مؤقتا، ولكن لكل خيار عواقبه.

وفجر الاثنين، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو يميل للقبول بتجميد التشريعات القضائية، ولكنه يريد في الوقت ذاته الحفاظ على حكومته من الانهيار.

ووجد نتنياهو تأييدا من قادة بارزين في حزبه الليكود اليميني وحزب شاس اليميني الشريك في حكومته، لتجميد التشريعات التي أثارت ردود فعل غاضبة في الشارع الإسرائيلي منذ أكثر من 12 أسبوعا.

لكنه أيضا يجد معارضة لتجميد الشخصية القوية في حزبه وزير العدل ياريف ليفين، وأيضا من حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وقد زاد غضب الشارع الإسرائيلي إثر قرار نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه بعد دعوته لتجميد التشريعات.

ومساء الأحد وفجر الاثنين خرج مئات آلاف من اليهود إلى الشوارع للاحتجاج ضد نتنياهو.

نقاشات ومواقف
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية “يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مناقشات بشأن إمكانية تجميد قانون الإصلاح القضائي، في أعقاب موجة الاحتجاجات على مستوى البلاد التي اندلعت بعد أن أقال وزير الدفاع يوآف غالانت الذي دعاه إلى وقف العملية التشريعية”.

وبينما أشارت الصحيفة إلى أن حزب شاس اليميني الديني أيد تجميد التشريعات فإنها ذكرت أن “يهدوت هتوراه” اليميني الديني أعرب عن دعمه لرئيس الوزراء وقراراته.

وأضافت الصحيفة “من المتوقع أن يجتمع قادة أحزاب الائتلاف (الحاكم) لمناقشة الموضوع”.

وفي خطوة جديدة، أعلن عدد من قادة حزب الليكود -الذي يتزعمه نتنياهو- عن دعمهم أي قرار يتخذه بتجميد التشريعات.

وقال وزير الاقتصاد نير بركات في تغريدة على تويتر “دولة إسرائيل فوق الجميع، إسرائيل الموحدة فوق كل شيء، سأدعم رئيس الوزراء في قرار التوقف وإعادة حساب المسار، الإصلاح ضروري وسنقوم به، ولكن ليس على حساب حرب بين الأشقاء”.

كما قال وزير الثقافة والشباب ميكي زوهار في تغريدة على تويتر إن “إصلاح النظام القضائي ضروري وحيوي، ولكن عندما يحترق المنزل لا تسأل من هو على حق، بل تسكب الماء وتنقذ ساكنيه”.

وأضاف زوهار “إذا قرر رئيس الوزراء وقف التشريع من أجل منع الصدع الذي نشأ في الأمة يجب أن ندعم موقفه”.

وقالت صحيفة هآرتس إن ساسة آخرين -بينهم وزيرا التربية والشؤون الإستراتيجية- أعربوا عن موقف مشابه.

خارطة جديدة
وقال وزير شؤون المغتربين أميخاي شيقلي في تغريدة على تويتر “عليك أن تعترف بصراحة بأننا فقدنا الاتجاه”.

وأضاف “أقترح أن نرد على اقتراح بيني غانتس (للحوار)، والذي يبدو أنه يأتي من مكان نقي وحسن النية، ونرسم خارطة طريق جديدة لاستئناف العملية التشريعية، ونعرضها على الجمهور، ونضع قواعد اللعبة في وقت مبكر”.

وبينما لا يزال وزير العدل ياريف ليفين يتمسك بالمضي قدما في التشريعات فإن صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلت عن قياديين في الليكود دعوتهم له للاستقالة.

ومع ذلك، فقد أشارت القناة الإخبارية الإسرائيلية الـ12 إلى أن نتنياهو يأمل من ليفين أن يتراجع عن موقفه هذا، ولكن في الوقت نفسه أن يبقى في الحكومة.

وتتزايد الضغوط على نتنياهو لوقف التشريعات التي من شأنها الحد من قوة القضاء، خاصة المحكمة العليا الإسرائيلية.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس اتحاد عمال الهستدروت أرنون بن دافيد أعلن أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا بعد إقالة رئيس الوزراء نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مساء الأحد “من المتوقع أن يدعو بن دافيد -الذي شوهد يحتج على الانقلاب المناهض للقضاء في وسط تل أبيب- إلى إضراب عام”.

إضراب الجامعات
كما أعلنت الجامعات الإسرائيلية إضرابا لأجل غير مسمى، بما في ذلك وقف جميع الفصول الدراسية وإجراء الأبحاث احتجاجا على الانقلاب القضائي لحكومة نتنياهو، وفق الصحيفة ذاتها.

وأضافت “جاء القرار بعد اجتماع بين نواب رؤساء جميع مؤسسات البحث للتعليم العالي في إسرائيل، وستنضم جميع الجامعات إلى الإضراب باستثناء جامعة أرييل الواقعة في الضفة الغربية والتي لم تعلن قرارها بعد”.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في الحكومة أن هناك فرصة كبيرة لتأجيل التشريعات.

قرارات صعبة
ويريد نتنياهو أن تتوقف الاحتجاجات ضد حكومته التي يريد لها أن تبقى، وهو ما قد يفرض عليه اتخاذ قرارات صعبة في الساعات والأيام القليلة المقبلة، ففي حال اتخذ القرار بالتجميد فقد ينظر إليه على أنه استسلم أمام الاحتجاجات القوية التي قادتها المعارضة بشكل غير مسبوق في تاريخ إسرائيل، أما في حال مضيه قدما في التشريعات فإنه قد ينظر إليه على أنه الشخص الذي تسبب بانشقاق غير مسبوق بين الإسرائيليين.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني