fbpx

طبخة حصى في قِدر خامنئي

0 101

مدفوعاً بطموحات تدارك أوضاعه، وقف انهياراته، واحتواء الانتفاضة الشعبية، وظف نظام الملالي إمكانياته كافة، على مدى الأسابيع الماضية، للتحشيد لتظاهرات 4 نوفمبر، والإيحاء بنجاحها في تأدية أغراضها، ظهر خامنئي ليؤكد على أهمية الحشد، أجبرت المدارس الطلاب على المشاركة، وصرح رئيس لجنة الأمن في مجلس الشورى ورئيس اللجنة المنظمة جلال زادة أن المسيرة المخطط لها أن تشمل 19 مدينة ذات أهمية كبيرة لعدة أسباب و”انتظرها الأصدقاء والأعداء على حد السواء لرؤية ما سيحدث في الشوارع” لكن النظام لم يستطع التباهي بنجاحه في البيان الختامي للعرض.

من بين 900 مدينة، عرض التلفزيون الرسمي عدداً قليلاً من المسيرات، حاول استبدال البث بتجمع المواطنين في خرم آباد بمناسبة ذكرى وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، نسي الموظف المعني محو التاريخ عن الفيلم، وكان لافتاً للنظر تراجع عدد المشاركين في المسيرات عما كان عليه الوضع في التظاهرة السابقة.

حضرت منظمة مجاهدي خلق بقوة في هذا اليوم، على لسان أعلى مستويات نظام الولي الفقيه، خاطب إبراهيم رئيسي الحفل قائلاً: إن “كل شخص في هذا البلد، ينفخ في أعمال الشغب والاضطراب والفوضى، سواء كان يعلم ذلك أو لا يعلم، يسير باتجاه استراتيجية العدو” فيما تطرق محمد حسيني مستشاره لشؤون البرلمان، خلال حديثه في حفل أردبيل إلى “مقتل 17 ألفاً من قوات النظام في هجمات مجاهدي خلق” مشدداً وسط الهتافات الهستيرية بـ “الموت للمنافق” التي تحولت إلى سمفونية للعروض الحكومية على استخدام المجاهدين لأقصى درجات العنف، ومشيراً إلى قتل باسيجي في كرج، واستهداف إمام الصلاة بالرصاص في زاهدان.

تضمن البيان الختامي للمسيرات اعترافاً بالانتفاضة المستمرة منذ 50 يوماً، ليخيب آمال الذين توقعوا رداً حاسماً من نظام الولي الفقيه على الاحتجاجات الشعبية، ويظهر هزلية المشهد، وتشتت قوى النظام، بمطالبته السلطات بالاهتمام بمعيشة الناس ورفاهيتهم، وفصل المتظاهرين واحتجاجاتهم العادلة عن الذين يسعون لأهداف سيئة.

كان هدف النظام من العرض، إظهار سلطته، رفع معنويات جمهوره المنهارة، التي يؤكد المتابعون على انسحاقها بفعل الانتفاضة، لكن الإيرانيين أحبطوا مسعاه بعدم المشاركة، أفشلوا مخططاته وعروضه مسبقاً، كما أشار قائد المقاومة مسعود رجوي في رسالة تزامنت مع الحدث، مؤكداً على أن خامنئي يضرب على الحديد ويطبخ الحصى.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني