ضريبة كلاب
استُدعي المواطن مطيع بن مطيع إلى محكمة الجرائم الاقتصادية لأمر يجهله. وعند مثوله بين يدي القاضي دار بينهما هذا الحوار الهادف البنّاء:
- أين تقف من قضايا الوطن، يا ابني؟
- أنا مواطن متجانس.
- عظيم. إذن، لماذا لم تدفع ضريبةً عن الكلب الذي لديك؟
- ولكن، يا سيدي، ما عندي كلب!
- يا ابني، لدينا سبعة عشر جهاز تنصت، وكلها رصدت عواءً صادراً من بيتك. حتى محطتنا في قبرص رصدت هذا العواء.
- والله، يا سيدي، ما عندي كلب!
- أتُكَذِّب أجهزة الدولة السبعة عشر ومحطتنا في قبرص؟ هذا أخطر من تقاعسك عن دفع ضريبة الكلب الواجبة عليك.
- لا، يا سيدي، معاذ الله أن أفعل! كل ما في الأمر هو أنني وعائلتي كنا نعوي في ليالي الشتاء الباردة المظلمة.
- ولماذا تفعلون هذا؟
- لأنه حين يأتي الليل ولا تأتي الكهرباء ولا التدفئة، نلجأ إلى العواء لنؤنس به مأوانا الموحش ونطرد منه أشباح الخوف والبرد.
- وليس عندكم كلب؟
- صدِّقني، ما عندنا كلب.
- سأصدقك، لكن قل لي: كم كلباً – أقصد كم فرداً – في عائلتك؟
- نحن أربعة أنفار.
- أعطني أسماءكم!
- أسماؤنا جميعاً إما مطيع وإما مطيعة.
- عظيم، هل ما زلت تُنكر أن لديك كلباً؟
- نعم، ما زلت عند قولي الأول.
- إذن، تدفع لخزينة الدولة 60 ألف ليرة ضريبةً عن أربعة كلاب تَعوي وتستعوي بدلاً من 15 ألف ليرة عن الكلب الذي اتهمناك بامتلاكه.