fbpx

ضريبة كلاب

0 280

استُدعي المواطن مطيع بن مطيع إلى محكمة الجرائم الاقتصادية لأمر يجهله. وعند مثوله بين يدي القاضي دار بينهما هذا الحوار الهادف البنّاء:

  • أين تقف من قضايا الوطن، يا ابني؟
  • أنا مواطن متجانس.
  • عظيم. إذن، لماذا لم تدفع ضريبةً عن الكلب الذي لديك؟
  • ولكن، يا سيدي، ما عندي كلب!
  • يا ابني، لدينا سبعة عشر جهاز تنصت، وكلها رصدت عواءً صادراً من بيتك. حتى محطتنا في قبرص رصدت هذا العواء.
  • والله، يا سيدي، ما عندي كلب!
  • أتُكَذِّب أجهزة الدولة السبعة عشر ومحطتنا في قبرص؟ هذا أخطر من تقاعسك عن دفع ضريبة الكلب الواجبة عليك.
  • لا، يا سيدي، معاذ الله أن أفعل! كل ما في الأمر هو أنني وعائلتي كنا نعوي في ليالي الشتاء الباردة المظلمة.
  • ولماذا تفعلون هذا؟
  • لأنه حين يأتي الليل ولا تأتي الكهرباء ولا التدفئة، نلجأ إلى العواء لنؤنس به مأوانا الموحش ونطرد منه أشباح الخوف والبرد.
  • وليس عندكم كلب؟
  • صدِّقني، ما عندنا كلب.
  • سأصدقك، لكن قل لي: كم كلباً – أقصد كم فرداً – في عائلتك؟
  • نحن أربعة أنفار.
  • أعطني أسماءكم!
  • أسماؤنا جميعاً إما مطيع وإما مطيعة.
  • عظيم، هل ما زلت تُنكر أن لديك كلباً؟
  • نعم، ما زلت عند قولي الأول.
  • إذن، تدفع لخزينة الدولة 60 ألف ليرة ضريبةً عن أربعة كلاب تَعوي وتستعوي بدلاً من 15 ألف ليرة عن الكلب الذي اتهمناك بامتلاكه.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني