fbpx

رياضة دير الزور تاريخ متجدد

0 279

دخلت كرة القدم إلى دير الزور عام 1925 عن طريق بعض الشباب الذين درسوا خارج البلاد فانتشرت سريعاً وتشكلت آنذاك جمعية الألعاب الرياضية وقد زاولت الجمعية نشاطها ومبارياتها الداخلية والخارجية وكان ممولو الجمعية من أفرادها ثم أصبحت اللعبة الشعبية في البلد، وزاد انتشارها على نطاق واسع ومازالت تحافظ على شعبيتها وتحتل الصدارة بين الألعاب.

ولنتعرف على تاريخ رياضة كرة القدم أكثر في دير الزور التقت نينار برس المهندس مقداد سوادي الذي بدأ لعب الكرة منذ نعومة أظفاره، ومن الذين وضعوا حجر الأساس لمسيرة كرة القدم مع نادي الفتوة، حيث بدأ اللعب بنادي الفتوة عام 1976 بفئة الناشئين وترك اللعب عام 1986 بسبب ظروف عمله خارج مدينة ديرالزور، لعب في مركز الجناح الأيمن وأحياناً في قلب الهجوم. وكان اللقاء التالي:

مقداد سوادي

كيف كانت البداية؟ نحن ذكرنا في مقدمة حديثنا معك أن كرة القدم دخلت إلى دير الزور عام 1925 وأصبحت اللعبة الأولى في دير الزور يمكننا أن نكمل ونتحدث عن تاريخ نشأة الأندية الرياضية في ديرالزور؟

بدأت الشرارة الأولى لكرة القدم في دير الزور بين عامي 1927-1928 على يد مجموعة من طلاب المكتب السلطاني (البناء القديم في ثانوية الفرات) حيث شاهدوا جنوداً فرنسيين يلعبون الكرة، وطلبوا منهم المشاركة بها، وفيما بعد ذهب قسم من الطلاب إلى مدينة حلب ليتعلموا اللعبة بشكل أكاديمي ويتقنوها، ثم قاموا بشرح قواعد اللعبة لباقي مجموعة الطلاب في دير الزور، وكان لمدير المدرسة الأستاذ صبحي الملاح ومن بعده الأستاذ لطفي الرفاعي دوراً كبيراً في دعم الطلاب لهذا المجال.

كما أسهم الأستاذ كامل البنقسلي القادم من دمشق، الذي كان يدرس في الثانوية، في تدريب الطلاب وتحضيرهم للمباريات.

أسس هؤلاء الطلاب نادي النهضة عام 1929 ومن هؤلاء الرواد عبدالله القاسم العطالله، الذي يعد بحق أحد مؤسسي كرة القدم في دير الزور، وقاسم هنيدي وعلي قاسم العطالله وحسين جوهر

ومن أسماء هذه المجموعة الطلابية المؤسسة للعبة كرة القدم في دير الزور ولاحقاً لما يعرف بالرياضة الحديثة كل من السادة:

حسن الأحمد بك، عبد الحميد الصباغ، عبد القادر المشهور، سيف الدين خلوف، اسماعيل حقي، محتشم بقجة جي، شوكت طبال، ممدوح منديل، يوسف حمد العبود، وحارس المرمى شفيق بشا، عبد الرزاق هنيدي، قاسم العياش، محمود طبال، وعبد الصمد الفتيح، توفيق الشيخ عطية، شفيق بشار.

وأسس فيما بعد قسم من هؤلاء الطلاب نادي جمعية الألعاب الرياضية، واتخذ فريق الفرات من بيت عبد الرزاق الهندي مقراً له وكانت الاجتماعات واللقاءات تتم فيه.

ثم ظهرت نواد أخرى مثل نادي الجراح الرياضي ونادي الفرات ونادي الكوخ ونادي غازي ونادي ميسلون ونادي الأخوة ونادي الهومنتمن.

ما هو التاريخ الأبرز في تاريخ كرة القدم؟

التاريخ الأبرز بدأ عام 1930 عندما تأسس ناد باسم نادي الكوخ في حي العرضي، وحمل هذا الاسم لأنه بني من القش بالقرب من مستودع الذخيرة على فسحة بين جبلين بحماس وجهود من المؤسسين، حسن بشار، عبد المجيد بقججي، مولود جاجان، رفيق مطر، غازي الحكيم، جمال الحكيم، عبد الرزاق مجيد آغا، نجم العكل، حقي يافي ومحسن بشار وآخرين، وأطلق عليهم الكوخيين والسبب لأنهم كانوا يقضون معظم أوقاتهم في الكوخ.

ثم انضم إليهم مجموعة من الشباب منهم حسن عياش، رفيق الأغا، كاظم العكل، عبد الكريم عبد الصمد، حسن حمزة، رمضان حمزة، ناجح رؤوف، ليوم برونسيان رؤوف، جابر محي الدين، أحمد الراوي، صالح نجار، حسن الشيخ موسى، علاء نيازي ومانيك برونسيان، كان ملعبهم خلف الجمرك القديم وأصبح لهم نشاطات مع جمعية الألعاب والفرق الفرنسية

في عام 1937 انتقل الكوخيين إلى فسحة أمام تكية الراوي، بنوا عليها مقرهم الجديد وغرفاً للإداريين وكان كل ذلك على نفقتهم الخاصة، وفي عام 1938 تحول اسم النادي إلى الفيصل ثم تحول إلى الغازي بناء على طلب وزارة المعارف عام 1940 وذلك لوجود ناد في دمشق أقدم منه يحمل نفس الاسم وسبب تسمية الغازي تيمناً باسم ملك العراق غازي الأول.

الجدير بالذكر أن جمعية الألعاب الرياضية عام 1932 انقسمت إلى ثلاثة فروع وهي جمعية الألعاب الرياضية ونادي النهضة ونادي الكوخ، إلا أنها أغلقت جميها من قبل الفرنسيين وأعيد تشكيلها عام 1937 بنفس الاسم “جمعية الألعاب الرياضية” ثم تغير الاسم إلى نادي الفرات الذي تحول فيما بعد إلى نادي اليقظة وكان مركزه في حي الحويقة.

تشكل نادي الفرات كأول ناد رسمي رياضي عام 1937، وقد أسسه شبان نادي جمعية الألعاب.

عام 1953 استلم إدارة نادي غازي صالح نجار رئيساً ومعه حسن الشيخ الموسى وصالح المحمود وصبحي إبراهيم وناجح رؤوف، واستمروا حتى عام 1961، ثم التحق بهم علاء نيازي وإسماعيل عزاوي عام 1958.

بعد ذلك تشكل نادي الفيصل وغير اسمه للغازي ثم الفتوة والأخوة ثم نادي الهومنتمن وميسلون وكلها أغلقت عدا الغازي والفرات والأخوة حتى عام 1970.

نادي الأخوة الرياضي الثقافي الاجتماعي، المنبع والرادف الحقيقي لناديي (اليقظة والفتوة) والنوادي الرياضية النفطية في دير الزور والحسكة تأسس عام 1942، مر بمرحلتين:

المرحلة الأولى:

منذ تأسيسه حتى بداية الستينيات، فقد كان نادياً رياضياً ثقافياً اجتماعياً، أما مقره كان في البداية في حي البعاجين ثم في حي الرشدية خلف نادي غازي.

في ذلك الوقت كان النادي يحوي على مكتبة ضخمة، وتجري في قاعته ندوات علمية وأدبية، كما كان له اهتمام مسرحي حيث أقام منتسبو نادي الأخوة الموهوبون عدة مسرحيات، بالإضافة إلى موقف النادي الوطني والقومي الذي كان له صدى بين السياسيين على مستوى سوريا عامة، حتى أنه كان يضاهي أقوى النوادي المصرية إبان الوحدة بين سوريا ومصر.

المرحلة الثانية:

مرحلة دمج الأندية، بعد إغلاقه لفترة وجيزة ليقلع من جديد في منتصف الستينيات حتى قرار دمج الأندية عام 1972، فقد كان نادياً رياضياً فقط، مقره في الحميدية مكان مقر نادي اليقظة الحالي.

استمر النادي حتى عام 1972 عندما صدر قانون دمج الأندية تحت رعاية الاتحاد الرياضي العام، فاندمج نادي الأخوة العريق مع نادي الفرات المؤسس في ثلاثينيات القرن المنصرم، الذي كان مقره في حي الحويقة، مكان مقر حزب البعث الحالي، مشكلاً نادي اليقظة في مقر نادي الأخوة في الحميدية (مقر اليقظة حالياً).

وهذا ما نلاحظه في شعار نادي اليقظة تاريخ 1937 وهو تاريخ نادي الفرات أما المقر كما ذكرنا هو مقر نادي الأخوة.

أما نادي غازي أصبح اسمه نادي الفتوة، لكن أغلب لاعبي نادي الأخوة انتسبوا لنادي الفتوة، فقد اندمج نادي الأخوة مع الفرات إداريا أما كوادره الرياضية كانت مع الفتوة.

شعار النادي

الابتسامة تفقد المنتصر لذة الفوز، رئيس النادي الأستاذ ممدوح منديل من أبرز لاعبيه، في مرحلته الأولى الرياضية الثقافية الاجتماعية عندما كان في حي البعاجين والرشدية.

الكابتن خضر الخليفة مدير الشؤون الثقافية، الكابتن غربول عرار والكابتن بحري شقرة والكابتن صلاح خديرة مديرو الألعاب الذين عملوا على تشكيل نواد رياضية في المحطات النفطية، وفي مرحلته الثانية الرياضية الكابتن طارق علوش، الكابتن أنور عبد القادر، والكابتن عبد المسيح جان سيمون، الذين تركوا بصمة في الساحة الرياضية.

هذه ليست إلا نبذة بسيطة عن أهم وأعرق النوادي الرياضية في سوريا أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي.

ولا أستطيع في هذه النبذة أن اذكر جميع رواد هذا النادي العريق ولا كل إنجازاته.

كيف أصبحت الرياضة بعد عام 1970؟

منذ تسلم حافظ أسد السلطة في سورية قرر مسح تاريخ كل المحافظات السورية الرياضي والثقافي والعمراني، وبدأ بالأندية الرياضية التي تأسست على القيم الوطنية من قبل الوطنيين السوريين، فألغاها ووضع تاريخ تأسيسها عام 1972 وبأسماء جديدة، ففي دير الزور دمج الأخوة مع غازي وأخرج نادياً جديداً اسمه الفتوة، وكذلك ـطلق اسم اليقظة على نادي الفرات، وهذا ما فعله في كل المحافظات السورية، وأسس نظام أسد ما سمي بالاتحاد الرياضي العام لقيادة الحركة الرياضية في حين كانت الأندية تتبع لوزارة التربية.

نادي الأخوة الرياضي الثقافي الاجتماعي في بداية الخمسينيات، يظهر فيها الكابتن خضر الخليفة والكابتن غربول العرار والكابتن بحري شقرا

ومنذ عام 1970 حتى 2011 تدهورت الرياضة في سوريا بسبب الإدارات الفاسدة وغير المهنية، وما زاد الطين بلة، سن قانون الاحتراف الرياضي داخل أندية فقيرة، ما أدى إلى التفسخ القيمي لدى أغلب اللاعبين والمدربين.

ماذا عن وضع الأندية والرياضيين بعد قيام الثورة؟

الرياضيون شريحة من شرائح المجتمع، انقسم الرياضيون إلى ثلاث فئات، فئة قليلة انحازت إلى الثورة والفئة الصامتة وهي الأكثرية، وفئة قليلة مارست التشبيح.

ما نراه اليوم من لاعبين هم من الذين بقيت عوائلهم في مناطق النظام، وهؤلاء كانوا صغاراً في بداية الثورة، واليوم أصبحوا في فئة الرجال، ويمارسون الرياضة كوسيلة للعيش، لأن اللاعب يتقاضى راتباً شهرياً، وهؤلاء أفضل من الشباب الذين انخرطوا في تنظيم الدفاع الوطني للحصول على لقمة العيش.

أسس الرياضيون الوطنيون أندية تحمل نفس أسماء الأندية السورية منتهية بكلمة الحرة فكان في الشمال المحرر نادي الفتوة الحر مثلاً.

ستبقى الرياضة حرة دائماً بوجود لاعبين أحرار مثل عدنان الجاسم وجاسم نويجي وهشام الخلف.

المراجع:

  • صفحة حضارة وتراث دير الزور
  • صفحة هنا دير الزور
  • صفحة تاريخ الرياضة في سوريا

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني