رئيس الائتلاف الوطني يلقي كلمة حول الذكرى العاشرة لكيماوي الغوطة
ألقى الشيخ سالم المسلط رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بمناسبة الذكرى العاشرة لمجزرة نظام أسد الكيماوية في غوطة دمشق الشرقية.
نينار برس تنقل عن المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني نص كلمة الشيخ سالم المسلط:
شعبنا السوري الحر في سورية وخارجها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يصادف اليوم الذكرى العاشرة لواحدة من أقسى المجازر التي تعرض لها الشعب السوري على يد آلة الإجرام لدى نظام الأسد، حيث قصف النظام في مثل هذا اليوم، الواحد والعشرين من شهر آب ألفين وثلاثة عشر بلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق بالسلاح الكيماوي، مستخدماً غاز السارين السام، ما أدى لمقتل أكثر من ألف وأربعمئة شخص اختناقاً، مرتكباً جريمة وحشية مروعة بحق المدنيين.
لقد أثبتت التقارير الحقوقية الدولية والمحلية مسؤولية نظام الأسد عن المجزرة بشكل رئيسي ومتعمد ومباشر، يضاف إليها آلاف المجازر بالسلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة ومختلف الأسلحة المحرمة دولياً، ومع ذلك ما تزال العدالة غائبة، وما تزال أرواح الضحايا تنتظر، والقاتل يتربع على جماجم السوريين.
ورغم التفاعل الدولي الهش تجاه هذه الحادثة الكبرى، فإن المجتمع الدولي لم يلتزم بقراراته واستمر في التقاعس والتباطؤ، إذ إن نظام الاسد استخدم السلاح الكيماوي 184 مرة بعد أن صادق على اتفاقية حظر استخدام وتصنيع الأسلحة الكيماوية في أيلول 2013، ومع ذلك لم يتم التعامل مع نظام الأسد وفق البند السابع كما نص قرار مجلس الأمن 2118.
إن التقاعس الدولي في محاسبة ومساءلة نظام الأسد شكّل ضوءاً أخضر للنظام وشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم، وتسبّب بمعاناة إنسانية متواصلة منذ أكثر من عقد من الزمن إلى الآن.. ما نزال نرى في كل يوم معاناة أهلنا في الخيام صيفاً وشتاءً بعد تهجيرهم وتدمير مدنهم وقراهم، كل هذه المآسي لحقت بهم بسبب السماح لنظام مجرم أن يمارس إرهابه رفقة روسيا وإيران والميليشيات بدون أي رادع حقيقي.
ما نزال نتساءل كيف ينجو مجرم حرب من العقاب!
كيف ينجو بعد أن قتل أكثر من مليون سوري وهجر الملايين واعتقل مئات الآلاف!
كيف ينجو وقد ارتكب مجازر بالسلاح الكيماوي ضد أبرياء! ولا سيما أن هجوم الواحد والعشرين من آب هو الهجوم الأكبر، ليس على مستوى سورية، بل العالم كله منذ دخول اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية حيز التنفيذ في 29 نيسان 1997.
كيف يتاح لهذا المجرم ونظامه منبر في منظمات الأمم المتحدة!
إننا في الائتلاف الوطني نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والقوى الفاعلة في الملف السوري، بمحاسبة نظام الأسد على جرائمه العديدة، وهو الذي شارك روسيا في غزوها لأوكرانيا سياسياً وعسكرياً، إضافة إلى ما فعلوه في سورية على امتداد السنوات الفائتة، ونطالب الأشقاء والأصدقاء أن تكون وقفتهم مع الشعب السوري كما كانت، فلن يُكسب التقارب من هذا النظام إلا إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة برمتها ونشر مخدراته وإرهابه.
إن ما يحصل في مناطق سيطرة نظام الأسد من فساد وتدهور للوضع المعيشي واحتجاجات مستمرة من قبل الأهالي دليل على أن هذا النظام لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل في سورية، وهو بلا شك سبب الأزمات الرئيسية التي عصفت بالبلاد سابقاً وحالياً. واثقون ومتأكدون أن أول خطوة للنهوض بسورية يجب أن تكون بتحقيق الانتقال السياسي وفق القرارات الدولية ومنح السوريين حق اختيار من يحكمهم، وكل محاولة تعول على تغيير سلوك النظام هي مضيعة للوقت.
لقد حرم هذا النظام أهلنا المستحقين في مناطق سيطرته وفي الساحل السوري من حقهم في المساعدات الدولية وجيّرها للميليشيات الإيرانية وميليشيات حزب الله دون أدنى شعور بالمسؤولية أو المبالاة.
إن المدنيين العالقين في مناطق سيطرة نظام الأسد هم أهلنا، ونقف معهم ونعبر عن دعمنا لهم ونؤيد احتجاجاتهم وانتفاضاتهم في وجه نظام الأسد، ونؤكد لهم أن سورية التي ننشدها ليست حكراً على أحد، بل هي لجميع أبنائها الذين يتطلعون إلى حياة كريمة.
ونقول لأبنائنا في جنوب سورية الذين ينتفضون في وجه نظام الأسد مجدداً..نحن معكم ونفخر بشجاعتكم وإصراركم على العيش الكريم. وعلى هذا العالم أن يدرك أن الشعب السوري كله لا يريد حكم هذا النظام، الذي ملأ البلاد قتلاً وإرهاباً وتخريباً، ولن تنجح محاولات النظام المجرم في تفكيك النسيج الاجتماعي للشعب السوري، فأصوات أبناء السويداء التي ناصرت الشمال السوري دليل على التماسك الوطني، وعلى وحدة القضية والأهداف.
على العالم أن يصغي جيداً لأصوات الحق الصادرة من دمشق والسويداء ودرعا وحلب والساحل السوري وغيرها من محافظات سورية، أصوات ترفض الظلم وتقبل على الحياة، أصوات تهز عرش نظام الأسد الذي شيده على جثامين السوريين الأبرياء.
ومع تأكيدنا أن هذا النظام ينتهج عرقلة المسار السياسي منذ انطلاقه، وإفشاله لكل المبادرات حول سورية، فإننا ندعو إلى عدم منحه المزيد من الفرص والضغط الحقيقي عليه للوصول إلى الانتقال السياسي وفق القرار 2254، ولا سيما بعد إغراق سورية وما حولها بالمخدرات عبر تصنيعها في مناطق سيطرته وتهريبها إلى دول شقيقة وإلى مختلف دول العالم.
إن الشعب السوري الحر مؤمن أن نظام الأسد سقط منذ أول صيحة حرية للأحرار في سورية، وعلى ثقة أن هذا النظام لن ينتصر، ولا يمكن أن تعود سورية لما قبل 2011.
الرحمة للشهداء والحرية للمعتقلين والمجد لكل سوري حر
والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.