fbpx

درعا أكثر من شهرين على الحصار.. إلى أين وصلت المفاوضات؟

0 348

تشهد درعا البلد منذ أكثر من شهرين حصاراً خانقاً رافقه نقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية ومستلزمات الأطفال وسط حركة نزوح إلى مركز المدينة والأرياف هي الأكبر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

تتعثر المفاوضات تارةً وتعقد الاتفاقات تارةً أخرى وللآن لم يتم التوصل لحل بين اللجان المشاركة في التفاوض والتي تضم ما يعرف باللجنة الأمنية والعسكرية في درعا للنظام السوري واللجنة المركزية لدرعا البلد ممثلة الأهالي والثوار ووسطاء محليون كاللواء الثامن في الفيلق الخامس وقوى فاعلة في الملف السوري كروسيا الاتحادية.

أسباب الحصار:
صور لباصات تقل مقاتلين محليين في درعا ومدنيين بهدف تهجيرهم قسراً إلى شمال سوريا 24/8/2021 خاص نينار برس

عزى عدد من النشطاء المحليين وأعضاء في اللجنة المركزية في درعا حصار قوات النظام لمنطقة درعا البلد إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية السورية قبل عدة أشهر والتي أعلن فيها الأهالي في درعا البلد وعشرات المناطق في عموم محافظة درعا رفضهم لما أسموه “مهزلة الانتخابات” ومحاولة النظام السوري وأجهزته الأمنية الانتقام مم حصل في المحافظة وصب غضبهم على منطقة درعا البلد صاحبة الرمزية الثورية والمعروفة لدى عموم السوريين بأنها “الثورة” والقيام بحملة عسكرية هي الأعنف والأطول أمداً منذ سنوات في محاولة لإخضاع درعا البد برمزيتها الثورية وبالتالي إخضاع باقي المناطق والقرى والبلدات.

الحملة العسكرية:

تدخل منطقة درعا البلد والسد والمخيمات شهرها الثالث محاصرةً من قبل ما يعرف بفرق الجيش السوري والتي تتضمن كلاً من الفرقة التاسعة، الفرقة الخامسة عشر، وتشكيلات عسكرية موالية لإيران كما الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رأس النظام السوري اللواء ماهر الأسد وقوات الغيث وكتائب الرضوان والإمام الحسين، إضافة للفرقة 24 مشاة أو ما يعرف بقوات النمر المدعومة روسياً وسيئة السمعة، فيم تشارك ميليشيات محلية يقودها أشخاص من درعا ويعملون لصالح أجهزة مخابرات النظام كمصطفى المسالمة الملقب “الكسم” والمعروف بتبعيته للأمن العسكري والمدعو أبو تركي المسالمة وشادي بجبوج الملقب “العو” وغيرهم.

الأوضاع الإنسانية:

قالت الأمم المتحدة ” إن التصعيد العسكري في مدينة درعا جنوب سوريا أجبر ما لا يقل عن 18 ألف مدني على الفرار منذ 18 يوليو الماضي”، وأشارت أن ما يجري في درعا هو ” أخطر مواجهة منذ العام 2018″.

وبحسب نشطاء محليين في درعا البلد بأن عدد القتلى جراء الحملة العسكرية وصل للعشرات وأن الجرحى والمتأثرين بالحصار المفروض قد تجاوزوا المئات فيم يعاني الآلاف داخل مناطق درعا البلد والسد والمخيمات من أوضاع إنسانية بالغة السوء وتقييداً للحركة في بعض المناطق وفرض حظر تجوال واعتقال تعسفي للمدنيين في بيوتهم في مناطق أخرى، هذا وتشهد الأحياء المحاصرة نقصاً كبيراً في مادتي الطحين والخبز ومياه الشرب وتوقفت المساعدات الإنسانية من الدخول إليها منذ بدء عملية الحصار.

مسار المفاوضات:

أحد النشطاء الصحفيين في درعا والذي رفض عن كشف اسمه وسنطلق عليه “أحمد عيسى” قال لنينار برس: ” المفاوضات الجارية في درعا البلد هي الأعقد من نوعها فلا توافق بشكل تام للآن بسبب إصرار قوات النظام على الحل العسكري وعدم الخضوع لإرادة الأهالي والسكان المحليين في درعا البلد والسد والمخيمات من جهة وتمسك الأهالي بعدم دخول الجيش والقوات المدعومة من إيران لمناطقهم”.

وعن سؤاله إلى أين وصل مسار المفاوضات في درعا البلد قال أحمد: مؤخراً جرى التوافق بين كل من اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة درعا واللجنة المركزية في درعا البلد بعد دخول وساطة روسية ووساطة من اللواء الثامن المدعوم روسياً تقضي بتهجير عدد من المقاتلين قسراً والبالغ عددهم حوالي عشرة مقاتلين بينهم محمد المسالمة الملقب “هفو” ومؤيد حرفوش الملقب “أبو طعجة” والذين تتهمهم قوات النظام بالانتماء لتنظيم داعش مقابل انسحاب قوات النظام والميليشيات المساندة لها وإنهاء الحصار المفروض من قبلهم إضافة لتسليم قوائم للجنة المركزية تضم أكثر من 70 مقاتل ولهم الحرية في إجراء تسوية أو التهجير إلى شمال سوريا بالتزامن مع تسليم أسلحة خفيفة ومتوسطة بحوزة الثوار والتي ظهرت في المواجهات الأخيرة ومن ثم إدخال مؤسسات الدولة والشرطة ووضع بعض الحواجز الأمنية داخل المناطق المحاصرة.

خروج بعض المقاتلين للشمال السوري:
حاجز السرايا في مركز مدينة درعا أثناء فتحه لإخراج مقاتلين محليين للشمال السوري 24/8/2021 خاص نينار برس

 مصادر خاصة لنينار برس أكدت خروج ثمانية مقاتلين إلى الشمال السوري بتاريخ الرابع والعشرين من أغسطس الجاري من بينهم عناصر منشقين عن قوات النظام من خارج محافظة درعا فيم لم يخرج الأشخاص الذين يتهمهم النظام بالانتماء لتنظيم داعش للآن، على أن يتم إخراجهم لاحقاً.

وأضافت المصادر أن المفاوضات تعثرت من جديد الأمر الذي يعود لإطلاق نار من قبل قوات النظام الموجودة على حاجز السرايا الفاصل بين المناطق المحاصرة في منطقة درعا البلد ومركز مدينة درعا ما أدى لسقوط عدد من الجرحى ومقتل آخرين.

في حين عاد الجميع لطاولة المفاوضات التي ترعاها روسيا وتم الاتفاق على خروج دفعة جديدة من المقاتلين حيث استغل النظام المشهد لتصوير أنه المنتصر بإخراج الإرهابيين من منطقة درعا البلد لإعادة الأمن والأمان إليها في حين أن من خرج هم شبان وعوائل أرادوا الخروج باتجاه الشمال السوري وقال شهود عيان بأن هناك شبان من مركز المدينة خرجوا مع الباصات بغية الوصول للشمال السوري خاصة وأنه وصول آمن أقل خطراً وتكلفة في حين يصر الكثير من المقاتلين على عدم تسوية أوضاعهم وعدم الخروج من مناطقهم.

برأيك هل ينتصر النظام في درعا أم أن الإرادة الشعبية للأهالي ستنتصر؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني