خبير يحلل الرؤية الإيطالية حول تركيا وليبيا وتونس
أرتورو فارفيلي يقول إن زيارة تاجاني ستعمل على اختبار إمكانيات مختلفة للعمل السياسي والتعاون الإيطالي بين شمال إفريقيا والبحر المتوسط..
قال أرتورو فارفيلي، مدير مكتب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما، إن ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي هي بشكل ما موضوع أول زيارة للخارج تقوم بها الحكومة الإيطالية الجديدة.
وأضاف أن رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني تنتظر وكان لها جولات دولية أخرى لكنها أرسلت وزير الخارجية أنطونيو تاجاني، الذي سيكون بطل جولة أوسع، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأوضح فارفيلي أن هذا لا يعني أن الحكومة الإيطالية الحالية لا تعطي أهمية للملف لكن من المرجح أنها تعتبره معقد للغاية وتريد تجنب لفت الانتباه كثيرًا إلى رحلة كهذه.
ويكتسب الملف الليبي لدى الجانب الإيطالي قيمة سواء على المستوى الجيوسياسي المتوسطي أو على جبهة الأمن القومي المتمثل في تدفقات الهجرة وخطر زعزعة الاستقرار المرتبط بإعادة تنشيط الجماعات المسلحة.
ويتزايد الاهتمام بليبيا و تونس، فيما تعتزم الحكومة الإيطالية تجنب التحركات غير الواقعية لكن العمل بالشراكة مع الحلفاء مع استغلال الاهتمام المتجدد الذي أولته الولايات المتحدة لملفات شمال إفريقيا في إشارة إلى رحلة وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والاجتماع بين المبعوثون الخاصين إلى ليبيا في واشنطن والضغوط الأمريكية على تونس لاحترام المعايير التي وضعها صندوق النقد الدولي.
وأضاف فارفيلي أن تركيز زيارة تاجاني على تونس وتركيا مهم لأسباب مختلفة. وأوضح أن تونس بلد يواجه خطر الانهيار الاقتصادي و موسم فوضوي يمكن أن يفضل أيضًا ديناميكيات الهجرة التي تضعها الحكومة الإيطالية في عين الاعتبار.
وقال إن إيطاليا لا تستطيع التحرك بمفردها، لكن يمكن للاتحاد الأوروبي أن يوجه مشاريع مثل تلك الخاصة بالبوابة العالمية وذلك مع رؤية استراتيجية.
وأشار إلى أن الخطر يكمن أنه في حال تم التركيز على الحدود الشرقية والتي سيتم إغلاقها أمام روسيا إلى أجل غير مسمى، سيكون هناك خطر فقدان الانتباه إلى الجنوب.
وذكر أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون الشاطئ الذي يتم عليه تعديل العناصر الإستراتيجية مثل إعادة الدعم والتقريب في مواجهة الديناميكيات الجديدة للعولمة.
وحول تركيا، قال الخبير الإيطالي إن هناك إدراك أن أنقرة شريك ومنافس في نفس الوقت، مضيفاً: يكفي النظر إلى الديناميكيات في شرق البحر المتوسط أو العلاقة التي نشأت مع التواجد في ليبيا.
و تطرق إلى احتمالات مختلفة للتعاون، وهي ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط، مشدداً على أن اختبار هذه الفرص هو المهمة التي يواجهها تاجاني والحكومة في الوقت الحالي.