حصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في سورية في كانون الثاني 2022
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم الجمعة 4 شباط 2022 تقريرها الشهري الخاص الذي يرصد حالة حقوق الإنسان في سورية في كانون الثاني 2022، كما يشير التقرير إلى أن موجات الصقيع تفاقم من معاناة المشردين قسرياً في شمال غرب سورية، ولا عودة مع بقاء ممارسات الأجهزة الأمنية اللاإنسانية.
القتل خارج نطاق القانون
سجَّل التقرير في كانون الثاني مقتل 69 مدنياً، بينهم 18 طفلاً وأربع سيدات، و2 من الكوادر الطبية، النسبة الأكبر منهم على يد جهات أخرى، كما سجل مقتل 8 أشخاص بسبب التعذيب. إضافة إلى مجزرة واحدة، وذلك على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية.
الاعتقال التَّعسفي والإخفاء القسري
وفقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 143 حالة اعتقال تعسفي بينها طفلين قد تم تسجيلها على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية في كانون الثاني، كانت النسبة الأكبر منها على يد قوات النظام السوري في محافظتي ريف دمشق فدرعا.
الاعتداء على المراكز الحيوية المدنية
بحسب التقرير فقد شهد كانون الثاني ما لا يقل عن تسع حوادث اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، كانت ثلاث حوادث على يد القوات الروسية، وحادثتين على يد قوات سورية الديمقراطية، وحادثة على يد الجيش الوطني، وثلاث حوادث على يد جهات أخرى.
الوضع العام في سورية في كانون الثاني 2022
شهد شهر كانون الثاني استمرار العملية العسكرية التي تشنها قوات الحلف السوري الروسي على منطقة إدلب في شمال غرب سورية منذ منتصف العام المنصرم 2021، كما لم تتوقف الهجمات الأرضية لقوات النظام السوري، وتركزت على منطقة جبل الزاوية ومحيطها وبلدات وقرى ريف إدلب الجنوبي.
وأضاف التقرير أنه في الأيام الأولى لعام 2022 كثف سلاح الجو الروسي من هجماته على مناطق في شمال غرب سورية، لتتراجع كثافتها لاحقاً بشكل تدريجي، حيث رصد غياب الطيران الحربي الروسي عن أجواء المنطقة في الربع الأخير من الشهر.
وبحسب التقرير فقد استهدفت جل الغارات الروسية مقرات عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام، كما استهدفت مراكز حيوية وتجمعات مدنية في شمال غرب سورية، كما تعرضت قرى وبلدات ريفي حلب الشمالي والشرقي في النصف الثاني من كانون الثاني لهجمات من قبل قوات سورية الديمقراطية تسببت بخسائر بشرية وأضرار مادية في المنشآت.
على صعيد التفجيرات والألغام
رصد التقرير في كانون الثاني عدة تفجيرات في محافظتي حلب وحماه لم يتمكن من تحديد مرتكبها.
كما سجل استمراراً في وقوع ضحايا مدنيين بسبب الألغام ومخلفات الذخائر في محافظات ومناطق متفرقة في سورية.
وقد بلغت حصيلة ضحايا الألغام في كانون الثاني أربعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال.
ورصد التقرير عمليات اغتيال لمدنيين في قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي يعتقد أنها من قبل خلايا تنظيم داعش.
كما رصد التقرير عمليات اغتيال أخرى في محافظات درعا وحلب ودير الزور، جراء تردي الأوضاع الأمنية، إضافة لاستمرار عمليات الاغتيال في مخيم الهول.
عمليات داعش في غويران
قال التقرير إن تنظيم داعش قام في 20 كانون الثاني بتفجير سيارتين مفخختين إحداهما استهدفت بوابة سجن غويران (سجن الصناعة) والثانية على بعد قرابة 200 متر عن السجن في حي غويران بمدينة الحسكة، تلا الانفجارين هجوم مسلحين تابعين لتنظيم داعش بالأسلحة الرشاشة على السجن الخاضع لسيطرة قوات سورية الديمقراطية.
وبحسب التقرير فقد استمرت الاشتباكات بين عناصر قوات سورية الديمقراطية وعناصر تنظيم داعش عدة ساعات بالتزامن مع استعصاء لسجناء عناصر تنظيم داعش انتهت بسيطرة عناصر التنظيم على السجن بشكل كامل.
امتدت الاشتباكات بعد ذلك إلى حيي غويران والزهور في مدينة الحسكة بعد انتشار عناصر تنظيم داعش في هذه الأحياء، قام خلالها طيران التحالف الدولي بشن غارات استهدفت مواقع تجمع عناصر تنظيم داعش في الحيين، وأبرز المواقع كان مبنى كليتي الاقتصاد والهندسة المدنية جامعة الفرات في الحسكة.
وفي 26 كانون الثاني أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن إعادة السيطرة الكاملة على سجن غويران واستسلام جميع عناصر تنظيم داعش.
وطبقاً للتقرير فقد تسببت الاشتباكات في نزوح ما لا يقل عن 40 ألف مدني من أحياء غويران والزهور الخاضعين لسيطرة قوات سورية الديمقراطية باتجاه مركز مدينة الحسكة وريف الحسكة الشرقي.
الوضع المعيشي والاقتصادي
وفقاً للتقرير فقد استمر تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي في كانون الثاني في عموم مناطق سورية تزامناً مع العواصف الثلجية وانخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية مقارنة بالسنوات الماضية، حيث ازدادت معاناة المدنيين في ظل الأحوال الجوية القاسية والنقص الحاد في مواد التدفئة وارتفاع أسعارها.
في شمال غرب سورية، كان تردي الوضع الاقتصادي ورفع أسعار الخدمات الأساسية سبباً في خروج عدة مظاهرات في المنطقة.
وبحسب التقرير ما زالت مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية تشهد ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية الأساسية، إضافة إلى الشح في مادة الخبز، مما يفاقم من تردي الأوضاع المعيشية فيها.
كما خرجت عدة مظاهرات في مدن وبلدات وقرى ريف دير الزور على مدار الشهر للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي والإفراج عن المعتقلين.
على صعيد جائحة كوفيد-19
شهد كانون الثاني انخفاضاً في حصيلة الإصابات المسجلة بفيروس كوفيد-19 في عموم مناطق سورية مقارنة بأشهر سابقة.
حيث تم الإعلان رسمياً من قبل وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام السوري عن 1124 حالة إصابة، و92 حالة وفاة في كانون الثاني.
فيما سجلت حالات الإصابات والوفاة بفيروس كورونا المستجد في شمال غرب سورية في كانون الثاني حتى الـ 30 منه وفق ما أعلنه نظام الإنذار المبكر EWARN 116 حالة إصابة و44 حالة وفاة.
وبلغت الإصابات بفيروس كورونا في شمال شرق سورية وفق هيئة الصحة في الإدارة الذاتية 289 حالة إصابة و20 وفاة.
على صعيد اللجوء والنزوح والتشريد القسري
شهدت منطقة شمال غرب سورية بما فيها من مخيمات النازحين في كانون الثاني موجات صقيع وعواصف ثلجية ومطرية تسببت في انهيار العديد من الخيام وتضرر خيام أخرى بشكلٍ كامل أو جزئي.
كما تسبب تراكم الثلوج بإغلاق الطرق بين المخيمات، وباتت بعض هذه المخيمات معزولة بشكل كامل عن محيطها.
كما رصد التقرير اندلاع حرائق عدة في مخيمات النازحين في مناطق شمال غرب سورية، جراء اعتماد قاطني المخيمات على الوقود المكرر وغير الصالح للتدفئة، وسجل عدة وفيات بينهم أطفال جراء هذه الحرائق.
مخيم الهول
سمحت قوات سورية الديمقراطية في 16 كانون الثاني بخروج دفعة من قاطني المخيم الواقع في ريف الحسكة الشرقي، مؤلفة من 53 عائلة – قرابة 217 فرد – من أبناء قرى وبلدات ريف دير الزور، وهي الدفعة الثانية والعشرون منذ قرار الإدارة الذاتية التابعة لقوات سورية الديمقراطية بإفراغ مخيم الهول، الصادر في تشرين الأول 2020.
كما اندلع حريقان في المخيم في كانون الثاني لم نتمكن من تحديد سببهما.
وختم التقرير بجملة من الاستنتاجات والتوصيات القانونية لجميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية الفاعلة والمؤثرة في النزاع السوري، إلى غير ذلك من توصيات إضافية.