fbpx

ثلاث قصائد للشاعرة ميرال الشحنة

0 109

الهيلُ المفقود

أن تتأبّط أحلامكَ فوقَ رمالٍ بِـلونِ الشمس!

تنثرُ غبارها عن مسامكَ الخجولة!

سلوةٌ غضّة، تُنسيكَ الترحال

والفيافي تحتضنُ ما بقي من أثرِ خطوكَ ليلاً

أشتاقُ كُلَّ فجرٍ يبزغُ من هدبكَ الأسود

رِمحاً مازال يقتلني

أموجُ في ثنايا حُسنكَ

صبراً جليلاً

أُكحّلُ فيه مُقلتي

أهلاً بِزغبٍ أزاحَ الهمَّ عن فؤادي

وأضحى النهار غانياً بشدوِ النبض

شعري طرقاتٌ بور

ما إن تسيرَ فيها حتى تُزهر

يا لِـقسوةِ المسافة..

تفطرُ صبري إن وقّع على ورقتي

لكَ ابتسامةُ الأرجوانِ ربيعاً

ترتِقُ جُروحَ الصيفِ خريفاً

تتفلّقُ نرجساً باراً بالشتاء

بين نظرةٍ وأخرى.. يتمايلُ غنجاً

يا لكَ مِن أنت

ترنو من ذاكرتي المنسية بقهوةٍ خضراء

تُغربلُ صورها، تلتقطُ فطرتي

قلادةً تليقُ بِـعُنقِ الأصالة

ولأنني أنا

كُن هيليَ المفقود.

روايةُ شاطئ

احتطب انتظاري

فعلى غير موعدٍ آتي

وبجلالِ الشتاءِ أنسفُ آخر فتيل

احتطب وارتجي من لدن الدفءِ يقينَ الظن

ذاكَ المقعدُ خلا من قطراتِ التوبة

قبلَ فرائضَ الطقس ونوافل الشكر

بُعيدَ ظِل السرو وحنو الصفصاف

أما القهوة بنكهتي

لاذعةُ القصد، بالغةُ المُنى

ويا لـصمتِ الهيل بعدي

أعقابنا تراكمت فوق التراب

أكفانُ ذكرياتٍ كافورها غيابك

روايةٌ عزفها شاطئٌ

سرابيُّ المحار، حقيقيُ الرمال

لكن أن تُمارسَ طقوسَ الوجد

تُداوي جُرحَ انعتاقكَ منها

بِـقيدِ الصبر… نبل؟

تنتظرُ حُطامَ الخيبةِ أن ينالَ منها

ينهشُ نُخاعَ الأمل… نبل؟

أيُّ الأزقةِ ستعكسُ لكَ خطوها؟

أيُّ الحدائقِ ستُغنيكَ عن عطرها؟

وكأن الغياب يشذبُ أحلامنا

كلانا ومُزن الفصلِ الأخير

ثالوثُ توارى خلفَ عناقٍ أبكم.

أسئلةُ الفنجان

– قهوة؟

– أُحِبُّكْ..

– سادة؟

– بِلونِ قَلبِكْ..

استطردَ صمتها لِسؤالٍ أدق

– هل أنتِ بخير؟

– ربما كُنت..

واتّشحَ فِنجانٌ لم يحضر بعد

بأخاديد من الأسئلةِ القديمة

فلو أنهُ صعدَ إلى قلبها رحمةً

أو حالَ بينَ أحلامها وطموحه لاختلفت إجاباتها البتول

فعندَ القهوة: دمتَ ذكرى تصونها أترابُ قُرتي

وعند السادة: سأُعيد حفلَ تتويجِ زهرتي بِقبلة ماطرة من نورِ الله

حوراءٌ لغتي لم أرتجِ لها غمزة من رضى الضمائر

كان القلبُ لمّاحاً ماهراً، لكنهُ كـحطبٍ مُبلل

أيُّ دمعٍ أذرفهُ من زيتونةِ روحي لِـتُشعله؟

لم نكن على القدرِ المُتاح من السعادة

لكننا على عهدِ الكلمة

شرفُ الإنسان كلمة

كرامة الإنسان كلمة

سنبتسم رغمَ الحربِ ونصلِ الكلمة

لسنا حُساماً تُغمدُ فيهِ الحقيقة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني