fbpx

القدس قلب الصراع في الشرق الأوسط

1 841

تبلغ مساحة الكرة الأرضية 510 مليون كيلو متر مربع، وتبلغ مساحة القدس القديمة أقل من واحد كيلومتر مربع.
تحظى القدس القديمة باهتمام نصف سكان العالم تقريباً حيث تضم هذه البقعة الصغيرة أماكن مقدسة للديانات السماوية الثلاث (الإسلام، المسيحية، اليهودية).
هذا ما جعل الصراع حول هذه المدينة قديماً ولا يزال. ويقول المؤرخون إن هذه المدينة دمرت مرتين وحوصرت 23 مرة وهوجمت 52 مرة وتم الاستيلاء عليها ثم تحريرها من قوى مختلفة 44 مرة.
يجري الصراع عادة على أي منطقة لسببين رئيسيين.
إما لكونها ذات أهمية استراتيجية (عسكرية)، وهذه لا تتوفر في القدس القديمة حيث لا تقع في عقدة مواصلات أو طريق قوافل أو منفذ بحري أو بري هام.
السبب الثاني للصراع هو الأهمية الاقتصادية، وهذا لا يتوفر فيها أيضاً حيث أن مساحتها أقل من واحد كيلومتر مربع ولا تحوي أي موارد اقتصادية فهي أرض فقيرة.
إن القدس هي المدينة الوحيدة التي يؤمن أتباع ثلاث ديانات سماوية أن خمسة من الأنبياء زاروها في أوقات مختلفة وهم (إبراهيم وداوود وسليمان وعيسى وخاتم الأنبياء محمد عليهم السلام جميعا)
وتضم هذه المدينة أماكن مقدسة لأصحاب الديانات الثلاث وهي ليست متجاورة فقط، إنما متطابقة، بمعنى كل أتباع ديانة يعتبرون أن مقدساتهم هي مكان مقدسات الديانة الأخرى، حيث أن مسجد قبة الصخرة نفسه يؤمن اليهود أنه بني فوق الهيكل الذي بناه النبي سليمان قبل ألف سنة من الميلاد. وأن بقايا هذا الهيكل موجودة تحت المسجد الأقصى الذي يمثل عند المسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
والحائط الغربي عند المسلمين يسمى حائط البراق وهو الذي يرتبط بحادثة الإسراء والمعراج.
وهو نفسه عند اليهود حائط المبكى الذي دمر عبر التاريخ مرتين ويأملون بظهور السيد المسيح لبنائه في المرة الثالثة.
استمر الصراع طويلاً بين الإمبراطوريات القديمة للسيطرة على القدس من البابليبن والآشوريين والرومان.
ويمكن اعتبار أن الامبراطورية الإسلامية بدأت سيطرتها على القدس عام 638 بدخول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وتوقيعه العهدة العمرية واستمرت تلك السيطرة الإسلامية مدة 1279 سنة (باستثناء فترات قليلة سيطر عليها الفرنجة واستعادها صلاح الدين)، إلى أن دخلها البريطانيون عام 1917، قرب نهاية الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية، إلى أن تم إعلان الانتداب البريطاني رسمياً عام 1920.
أما الصراع الحديث حول فلسطين عامة والقدس خاصة فبدأ مع وعد بلفور1917.
بدأ الصراع العربي اليهودي على فلسطين إلى أن صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 قرار التقسيم المعروف بالقرار181 الذي يتضمن إقامة دولتين على أرض فلسطين التاريخية، دولة يهودية ودولة عربية وتبقى القدس تحت إشراف دولي يتمثل بالأمم المتحدة لمدة عشر سنوات (تبقى مفتوحة لكل الأديان)، يستفتى بنهايتها المقدسيون إما بالانضمام للدولة اليهودية أو الدولة العربية، أو تبقى على وضعها الحالي.
لم يكن القرار الدولي 181 قراراً ملزماً، قبل اليهود القرار نظرياً ورفضه العرب وقرروا الدخول لفلسطين عسكرياً بشكل جيوش نظامية، وحصلت نكبة 1948. وكانت القدس الغربية قد دخلتها العصابات الصهيونية بينما احتفظ الجيش العربي الأردني بالقدس الشرقية والضفة الغربية.
بعد حدوث الهدنة العربية الإسرائيلية. وفي عام 1949 أعلن بن غوريون أن القدس ستبقى عاصمة أبدية لإسرائيل مهما كانت قرارات الأمم المتحدة السابقة واللاحقة وبدأ نقل الوزارات الحكومية من تل أبيب إلى القدس الغربية.
ضمت بشكل رسمي المملكة الاردنية الهاشمية القدس الشرقية والضفة الغربية إليها.. ثم حدث اغتيال للملك عبد الله بن الحسين على يد شاب فلسطيني، وفي حرب الأيام الستة تمكنت إسرائيل من احتلال كامل القدس والضفة الغربية إضافة لسيناء وغزة والجولان.
لم يعترف المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة بسيادة إسرائيل على القدس الشرقية. والموقف الأمريكي الهام كان منذ عهد الرئيس ترومان 1948 ولغاية عهد أوباما، لم يعترف بالسيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية ولم يتم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها (على الرغم من تقديم وعود انتخابية من المرشحين الرئاسيين للوبي اليهودي بنقل السفارة إلى القدس إلا أنهم كانوا يتراجعون عن ذلك بحجج مختلفة) إلى أن جاء الرئيس ترامب واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل 2017 ونقل السفارة إليها.
وفي كامب ديفيد جمع الرئيس كلينتون الرئيس عرفات وايهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتم الضغط على الرئيس عرفات لقبول مقترح بسيادة فلسطينية على المسجد الأقصى فوق سطح الأرض وسيادة إسرائيلية تحت المسجد وعلى القدس القديمة.
رفض ياسر عرفات معتبراً أن الصراع ليس دينياً ولن يقبل إلا بالسيادة على القدس الشرقية وجعلها عاصمة لدولة فلسطين، وتم رفض مقترحاته ومن يومها لم تجر أي مفاوضات أو مبادرات جادة لحل قضية القدس الشرقية التي كانت السبب الرئيسي والمباشر لتفجر الانتفاضة الفلسطينية الجديدة.

1 تعليق
  1. Abduulatif Teryaki says

    موقع راءع…يضيء حقاءق لا يعرفها اكثر الناس..ولا يتطرؤ لها الاعلام المسيطر عليه من قوى…لا يعلم عن ماهيتهاا شيء سوى.. غوغل… ورب العالمين..ا

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني