fbpx

الغرب وعنصريته المقيتة

0 218

لم يترك الغرب تصرفاً يدل على عدائيته وكرهه للإسلام والمسلمين، إلا فعله وجهر به، رغم تبجحه المفرط بضرورة احترام الآخرين، ومعتقداتهم وأجناسهم وأعراقهم، إلا أنه بالكاد يمتثل لما يتفوه به، ويدفع غيره من الحكومات إلى ضرورة الامتثال.

الغرب لم يعد يخفي كرهه لكل ما هو مسلم، وبات يظهره علناً، وما حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم في أول أيام عيد الأضحى المبارك من طرف عنصري سويدي، بموافقة وإذن من حكومته، إلا دليلاً على ذلك، وليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة.

قَتلُ الشاب “نائل” الفرنسي من أصول جزائرية، البالغ من العمر 17 عاماً، بمسدس شرطي، بعد عدم امتثاله لأمر التوقف، يعكس لنا بجلاء حجم العنصرية في بلد يدعي الكثير من الفضائل، كاحترام حقوق الإنسان، وما هي إلا شعارات رنانة، سُوِّقت إلينا على طبق من ذهب، في وقت هم أحوج بها منا.

أسباب عديدة قد تضع الغرب في خانة المتسبب الأول في الخلافات العميقة الحاصلة بينهم وبين الدول العربية المسلمة، لا سيما تلك النظرة الدونية لكل ما هو عربي، وبالأخص عربي مسلم، هي عقدة تاريخية لم يستطع الغرب التخلص منها، لعدم اقتناعه بأن دوام الحال من المحال، وما حالة القوة التي هو فيها، والحضارة والتمدن، سوى مرحلة تاريخية، ككل مرحلة عمرية يمر بها الإنسان، من بعد الضعف قوة، ومن بعد القوة ضعفاً وشيبة، ثم انقضاء أجل.

جميعكم يذكر مقتل الأمريكي من أصول افريقية “جورج فلويد” على يد شرطي أمريكي، قام بالضغط على عنق الضحية لمدة 9 دقائق، إلى أن توقفت حركته ونبضه، وفارق الحياة.

لو عدنا إلى حادثة قتل الشاب الجزائري “نائل” التي أحدثت ما أحدثت من غضب وسط الشارع الفرنسي، فلن نجد الكثير من الفرق بينها وبين حادثة “جورج فلويد”، فالشرطي كان بإمكانه عدم استخدام القوة المفرطة القاتلة، وعدم إشهار السلاح في وجه مدني أعزل، لأن الأخير لم يهدد الشرطي بأي سلاح، صحيح لم يمتثل “نائل” للقانون، وربما لم تكن لديه رخصة السياقة (حسب روايات عديدة)، إلا أن الشرطي أيضاً لم يكن من حقه إطلاق النار عليه مباشرة، ولكنه فضل ذلك وأرداه قتيلاً.

كان بإمكان الشرطي القاتل، تقييد رقم السيارة، وإرسال غرامة قانونية عن طريق المحكمة.. وينتهي الأمر هنا، بيد أن لون “نائل” واسمه العربي ولَكنته التي لا توحي بأنه فرنسي الأصل، زادت من ردة فعل الشرطي، ولو كان السائق فرنسياً، لكان تصرف رجل الأمن، مخالفاً تماماً وربما أكثر لطفاً وتعقلاً.

لا زال ثمة الكثير من السوء ينتظر فرنسا، والسويد، ومن سار على نهجهما، ممن يحملون العداء للإسلام والمسلمين، وإن كانت فرنسا تنوي فعلاً تحسين العلاقات مع الجزائر، فقد قطعت بتصرفاتها وعنصريتها المقيتة كل حبال الود.

قد تسعى الدول الغربية إلى إخفاء حقيقة نواياها، الظاهرة أساساً للعيان، وتحاول إيجاد منفذ لتحسين العلاقات مع الدول العربية، وهذا طبعاً لتمرير مصالحها، إلا أن الشعوب العربية استردت الكثير من الوعي، حتى لو كان الملايين منهم يعيشون في الدول الغربية، إلا أن قناعتهم باتت راسخة، فالغرب لا يحبهم، ولا يحترمهم وما سعيه لملاطفة حكوماتهم والتودد إليها، سوى نفاق سياسي من النوع الرفيع.

أخيراً، قد يعيد الغرب ضبط قواعده وحساباته تجاه العرب والمسلمين، فليس من صالحه الآن إظهار العداء، وتشجيعه والدعوة اليه، فمقتل “نائل” كبّد فرنسا إلى غاية اليوم، ثالث أيام العيد، خسائر لا تحصى، جراء مظاهرات الغضب، التي أعقبتها أعمال حرق وتدمير وتخريب للممتلكات، فهل ستقوى فرنسا على ذلك كل مرة؟!.

الخلاصة، فرنسا التي لم تندمل جراحها بعد من المظاهرات الأخيرة المتعلقة برفع سن التقاعد، هاهي اليوم تعيش مظاهرات أشد عنفاً، وكما يقال ضربة واحدة على الرأس توجع، فما بالك بضربتين؟.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني