أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم الجمعة 1 تشرين الأول 2021، بياناً أدانت فيه هيئة تحرير الشام لاحتجازها ثلاثة أطفال وتصويرهم بطريقة مُهينة لكرامتهم الإنسانية، كما أدان البيان ظاهرة استغلال الأطفال، وانتشار أسوأ أشكال عمالة الأطفال في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، الذي يعتبر انتهاكاً واضحاً لكل من اتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية مناهضة التعذيب.
وبحسب البيان فإنهيئة تحرير الشام قد احتجزت ثلاثة أطفال في يوم الخميس 30 أيلول 2021، لدى مرورهم بإحدى نقاط التفتيش التابعة لها في قرية أطمة بريف محافظة إدلب الشمالي، وهي نقطة تفتيش تفصل بين المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام ومناطق سيطرة قوات الجيش الوطني، وقد جرى احتجازهم على خلفية محاولتهم إدخال علب سجائر إلى مناطق سيطرة الهيئة عبر إخفائها تحت ملابسهم، وقد قامت عناصر نقطة التفتيش بتصويرهم، وأفرجت عنهم في اليوم ذاته.
وأوضح البيان أن اثنين من الأطفال شقيقان يتيمان، والطفل الثالث مُعيل لأسرته، وهم من أبناء قرية جوزف جنوب محافظة إدلب، ويقيمون في مخيم دير بلوط للنازحين الواقع في قرية دير بلوط التابعة لمدينة عفرين شمال محافظة حلب، وبحسب معلومات من نشطاء محليين فإن الأطفال لجؤوا للعمل في التهريب بسبب حالة الفقر المُدقع التي يعيشونها.
وبحسب البيان فإن عناصر هيئة تحرير الشام التي أوقفت الأطفال الثلاثة في نقطة التفتيش هي التي قامت بتصويرهم والخوف بادٍ على ملامحهم، وهي التي نشرت هذه الصورة بهدف إظهارهم بهذا المظهر المُهين للكرامة الإنسانية، من أجل تخويف بقية أطفال المجتمع وأسرهم.
كما أكد البيان أنَّ غالبية الأطفال في شمال غرب سوريا هم أطفال مشردون قسرياً، ولم يخرجوا بعد من تبعات فقدان السكن والمنطقة التي نشؤوا فيها، عدا عن فقدان وتشتت الأهل والأصدقاء، وأضاف البيان أن حالة الفقر التي يعاني منها مُجمل النازحين جعلتهم عرضةً للاستغلال والعمالة وفقدان حقوقهم الأساسية في الحصول على التعليم والحماية.
وطالب البيان هيئة تحرير الشام بالتوقف عن استخدام الأطفال ضمن أسوأ أشكال العمالة، ودعا إلى محاسبة المتورطين في استغلالهم في مناطق سيطرتها، كما دعا البيان إلى تنسيق الجهود بين المنظمات المعنية بالأطفال المحلية والدولية، وتقديم الرعاية النفسية والمادية للأطفال وتخصيص موارد كافية لإعادة تأهيلهم وتأمين الحماية لهم.