التلاحم السوري – الأوكراني ضرورة لمواجهة عدوان روسيا على سوريا وأوكرانيا
يبدو أن التلاحم السوري الأوكراني ضرورة لمواجهة العدوان الروسي على سوريا وأوكرانيا، وهذا يستلزم من الأحرار في البلدين التلاحم والتآزر مع بعضهما ضد الاستبداد والعدوان.
يمكن القول إن الحرب الروسية على أوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط 2022 كشفت أهمية أن يعمل الشعبان السوري والأوكراني مع بعضهما بعضاً، وأن يدعم كلاهما الآخر، لأن العدو واحدٌ، والهدف واحدٌ، والنضال واحدٌ.
إن كبح جماح أعداء الحرية ومقاومة الاستبداد، وهزيمة العدوان الروسي على سوريا وأوكرانيا، سيظهر الأمور على حقيقتها، فبوتين يمثّل رأس الشر، ويمثّل دور زعيم أعداء الحرية في العالم، وليس أمام السوريين والأوكرانيين الأحرار إلا المثابرة والكفاح والنضال ضد الهجمة التي يقودها.
إن تجرؤ بوتين على القيام بالعدوان على دولة تسعى إلى الحرية والديمقراطية، ونقصد هنا دولة أوكرانيا وقبلها دولة سوريا، وهذا العدوان سيؤدي إلى هلاكه، فالعالم الحر قد تنبه إلى خطر نوايا بوتين الشريرة في قمع حرية الشعوب وتضييق الخناق على الأنظمة الحرّة والديمقراطية، ومن هذه الأنظمة الدول الغربية في العالم.
إن العالم أمام مفترق طرق، فالعالم قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، لن يكون كما بعده، فلقد تنبّهت أنظمة الحرية والديمقراطية والغرب إلى خطورة بوتين، وسيكون هناك تغيير شامل وكامل على المستوى العالمي، يدعم أنظمة الحرية والديمقراطية ومساواة الشعوب، من خلال التحرر من أنظمة الاستبداد.
سيكون هناك هزيمة لبوتين اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، أو على مستوى النفوذ، وهذا سيشمل هزيمةً لأذنابه، وفي مقدمتهم بشار الأسد في سوريا، وسنرى في السنوات القادمة آثار هذا الغزو الأحمق على مستوى العالم وشرق أوربا والشرق الاوسط، خاصةً سوريا.
لن يستطيع بوتن أن يكسر أمل الشعوب بالتحرر، وأهم هذه الشعوب الشعبان السوري والأوكراني، لأنهما عانيا من الويلات والظلم، وأن الحرية لا تنهزم، وقد يكسب أعداء الحرية معركةً لوقت قصير، لكن لن يربحوا حرباً، ولن يكون نصرهم أمراً مفروضاً.
إن شعوب العالم مدعوة من أجل السعي للديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، ولهذا سيكون التحرر هو المرحلة القادمة، قد تتأخر بعض الوقت، لكن الوقت لن يطول على السوريين والأوكرانيين حتى يعلموا ذلك، ويدركوا ذلك، لأن الحرية التي يسعون لها سيحققها الشعبان السوري والأوكراني، وبدعم من أنظمة الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.
إن المطلوب هو المثابرة والاستمرار في السعي لملاحقة مجرمين الحروب كبوتين وبشار الأسد قضائياً ودولياً، وجلبهم للعدالة.
إن بوتين انكشف وأصبح ظاهرة للعيان، على أنه إنسان شرير يريد القضاء على الإنسانية، من خلال التهديد بحرب نووية ينوي شنها ضد العالم بأسره، وإن استمرار على رأس السلطة في روسيا قد يؤدي الى هلاك روسيا والعالم.
لقد قام ناشطون في الولايات المتحدة الأمريكية من السوريين والأوكرانيين بالتظاهر، وعقد مؤتمر صحفي أمام البيت الابيض حديثاً، في 8 أيار للتعبير عن غضبهم من عدوانية النظامين الروسي والسوري ضد الإنسانية، وقد ألقى عددٌ من الناشطين الخطب والكلمات، التي تتحدث عن الجرائم التي مارسها النظامان على كلا البلدين، وقمع حريتهما، وقد ألقيت كلمات تعبّر عن الغضب من إجرام الأسد، بعد الكشف عن مجزرة حي التضامن الدمشقي التي ارتكبها النظام الأسدي.
لقد أحدثت مجزرة التضامن غضباً عارماً، سيما بعد نشر صحيفة الغارديان الفيديوهات التي توثّق هذه الجريمة، وقد تمّ الطلب من المجتمع الدولي ملاحقة بوتين والأسد كمجرمي حرب وجلبهما للعدالة.