fbpx

إيران على حواف الذوبان

0 123

تتشعب الأزمات التي يعانيها نظام الملالي مع استمرار الانتفاضة الشعبية وفعاليات المقاومة الإيرانية، حيث طفت على السطح مؤخراً حالة الإنهاك التي تعيشها الأجهزة الأمنية، والإفلاس الاقتصادي الذي يحول دون تعويض عناصر القمع عن المهام الإضافية الموكلة لها، والنبذ الاجتماعي الذي تواجهه في الشارع، ما يضع الأداة القمعية على حواف الذوبان.

كشف علي رضا أدياني ممثل الولي الفقيه في قوة الشرطة عن تعرض العناصر التابعة للقوة لضغوط من عدة نواح خلال وجودها في الساحة، مشيراً إلى معاناتها من مشاكل معيشية مثل جميع المواطنين، هيمنة بعضهم عليها، الأرق، وبذل الجهد المضاعف، ولم يخل تصريحه من إيحاءات حول الوضع السوداوي المؤلم الذي يعاني منه النظام برمته.

لا شك في أن الضغوط المعيشية حقيقة، ورغم عدم إمكانية مقارنتها بالأعباء التي تنهك المواطنين، تدل على الإفلاس الاقتصادي لنظام الملالي العاجز عن توفير مرتزقة، لا دافع لهم سوى المال لارتكاب الجرائم، إلا أن مشكلة عناصر هذه القوى لا تقف عند الجانب المالي.

يؤكد اعتراف أدياني افتقار النظام للقوات الكافية للسيطرة على جميع المدن وحماية الأماكن الحساسة، واضطراره لإلقاء المزيد من المهام على قواته الحالية، وتعريضها للإنهاك واحتمالات الانهيار، فيما يستخدم المعمم كزائي وصف “قرحة اللسان” للتعبير عن التبعات النفسية والمعنوية لغضب الشارع الإيراني، حيث يتم استهداف هذه القوى بهتافات مثل “عديمو الشرف” ويعيش عناصرها في أجواء من الكراهية بين جيرانهم والمحيطين بهم، الأمر الذي توقف عنده المعمم سعيدي بإشارته إلى أن قوات الشرطة تضحي بسمعتها وحياتها في سبيل النظام الإسلامي.

تكرس هذه الاعترافات حقيقة الخسارة المركبة التي تعاني منها قوات القمع، فهي خاسرة من حيث تدني قيمة المكتسبات التي يمكن أن تجنيها بفعل المشاركة في القمع، كما تخسر معنوياً جراء احتقار الشارع لها، علاوة على حالة الرعب التي تعيشها، ويضاف إلى ذلك أن جرائم هذه قوى القمع ليست مستساغة لدى بعض أوساط النظام التي تبدي قلقها من تبعات هذه الممارسات، الأمر الذي دفع أدياني وسعيدي لمطالبة “أصحاب منابر الخطابة” أو “الخواص الصامتين” بدعم قوة الشرطة.

نزل قائد قوة الشرطة حسین أشتري إلى الشارع بعد 9 أيام على اندلاع الانتفاضة لتشجيع قواته المرهقة ورفع روحها المعنوية، دعاها يومها إلى الصمود بحزم ووعدها بنهاية قريبة للظروف الجديدة، ومع استمرار الاحتجاجات ظهر زيف الوعد، الأمر الذي يحشر قادة الملالي في زاوية ضيقة، ويعيد إلى الأذهان قول آخر رئيس أركان لجيش الشاه المشير قره باغي بأن القوات “تذوب مثل الثلج” عندما تنزل إلى الشوارع لقمع المواطنين، وفي ذلك مؤشرات واضحة على قرب الدكتاتورية الدينية من نهاياتها.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني