أساسيات الحياة مفقودة في شمال وشرق سوريا
تشهد مناطق شمال وشرق سوريا فقداناً لأساسيات الحياة، حيث تعيش المنطقة حالة من انعدام الكهرباء والغاز المنزلي والمازوت بالإضافة إلى أزمة في مادة الخبز.
مكتب الطاقة والاتصالات في إقليم الجزيرة عزا عدم توفر الكهرباء في المنطقة إلى انخفاض في منسوب المياه الواردة للسدود حيث أكد المكتب أن مستوى المياه في السدود وصل لأدنى مستوى له منذ سنوات حيث لا يتجاوز وارد السدود 250م3 في الساعة في حين يحتاج تشغيل العنفات في سد تشرين إلى 450م3 في الساعة للتشغيل بالطاقة الأعظمية.
أكرم سليمان المدير العام للكهرباء في إقليم الجزيرة قال إن الكهرباء ستتحسن بعد إنهاء ما أسماه مشكلة الغاز في محطة السويدية دون أن يحدد ماهية المشكلة.
أما في عدم توفر الخبز فقد اتهمت الإدارة الذاتية النظام السوري بإيقاف توريد الطحين المدعوم للمخابز والأفران التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية فيما لا تتحدث عن ملايين الأطنان من القمح الذي قامت الإدارة الذاتية بشرائه من المزارعين ومنعتهم من توريده إلى المراكز التابعة للنظام السوري.
حتى الغاز المنزلي يفتقده أبناء المنطقة ويأخذ تأمين هذه المادة حيزاً كبيراً من حياتهم حيث يقضي الناس ساعات طويلة بانتظار التسجيل للحصول على أسطوانة غاز ويحتاج الحصول عليها للوقوف ساعات بانتظار استلامها من ما يسمى بالكومينات حيث من المفترض أن تقوم الكومينات بتسجيل الأسماء ومن ثم تأمين أسطوانات الغاز بينما ما يحدث هو وصول عدد قليل من الأسطوانات ولا يحصل عليها إلا موظفو الكومينات وأقرباؤهم وعدد قليل جداً من سكان المنطقة وتبقى الغالبية العظمى محرومة هذه المادة ويصل سعر أسطوانة الغاز في حال توفرها إلى 8000 ليرة سورية كحد أدنى.
فيما ألغت الإدارة الذاتية توزيع الدفعة الثانية من مادة المازوت المخصص للتدفئة بحجة دعم القطاع الزراعي، وتقف طوابير طويلة من السيارات بانتظار الحصول على المازوت من محطات المحروقات، لكنها لا تتوفر حتى لمولدات الكهرباء وتتوقف عن العمل لأيام متواصلة بسبب عدم تأمين المازوت.
الإدارة الذاتية التي تعتبر نفسها سلطة وتفرض الضرائب وتشغل آبار النفط لا تستطيع تأمين المواد الأساسية لسكان المناطق الخاضعة لسيطرتها بالرغم من وجود آلاف الحراقات التي تعمل على تكرير النفط الخام ضمن مناطقها ورغم شرائها ملايين الأطنان من القمح لا تستطيع توفير الطحين للمخابز والأفران وتنتظر أن يزودها النظام بالطحين وهي التي منعت المزارعين من توريد القمح للنظام علماً أنها أعلنت سيطرتها على المطاحن العامة في محافظة الحسكة.
أي إدارة تمتلك المقومات ولا تستطيع تأمين أساسيات الحياة لمواطنيها لا تستحق أن تسمى إدارة أو سلطة.
الآلاف من أبناء المنطقة يعيشون حياتهم باحثين عن مقوماتها الأساسية وتتحمل الإدارة الذاتية المسؤولية عن معاناة هؤلاء الناس بكل أطيافهم وفئاتهم.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”
النص
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”