fbpx

أتذكرين

0 711

أتذكرينَ يومَ التقينا؟

كانتِ الشمسُ تظللُ كتِفَكِ الأيسر

وتظللُ كَتفي الأيمن.

يومَها قلتُ لكِ: لا شيءَ اسمُه الجهات

كل ما هنالك

هي استدارتُنا.

أتذكرينَ؟

أتذكرين

كم سَهرنا

كم تشاجَرنا

وكم تصالحنا؟

كنّا نختلفُ على تقييمِ اللهِ

وطائرِ البطريق.

ولماذا سمّوهُ طائراً وهو لا يطير؟

وعلى استدارة القمر

أيكتملُ بعد نقصانٍ

أم ينقصُ بعد اكتمالٍ؟

ولكن..

كنّا متفقَيْن برؤيتنا لعالم الفِيَلة

وقطعانِ الذئابِ

ولماذا الوديانُ تجاورُ الجبالَ

وكيف ترفعُ الينابيعُ قبعتَها

وتنحني سواقيا.

أتذكرينَ؟

أتذكرينَ أيامَ العتابا

ونبيذَ تشرينَ

وعطرَ الليلِ من بيتِ جارتنا؟

لقد سقط الانتباهُ في كُمِّ النسيانِ

لا شيءَ يشبهُنا الآنَ

أو لا شيءَ نشبهُه

لا الحكايا ذاتُها

ولا الأصدقاءُ

حتى ظلُّنا

مالتِ الشمسُ عنه كثيراً

صرنا نعبرُ الشارعَ

فيحرُنُ الظلُّ على الطرفِ الآخرِ 

يأبى اللحاقَ بنا

والقمصانُ

غيرتْ مواقعَ أزرارِها.

لم يزرْنا أبو الحنِّ هذا الشتاءَ

وطائرُ الشحرورِ، والسُّمانِ ..

مرَّ شتاؤنا بلا طيورٍ مهاجرةٍ

ولا مطرْ .

أتذكرينَ؟

كنتِ تقرئينَ لي الأبراجَ

وتضربينَ الأسماءَ بعلمِ الأرقامِ

وتحسبينَ من تناسبُني، ومن لا تناسبني.

وكنتُ كلما سمّيتُ واحدةً تقولينَ: “لا ..

لا تناسبكَ”.

كم مرةً قلتِ لي:

“العالمُ سينتهي بتاريخ كذا….”

أيتها المنجِّمةُ

تنبأتِ بكلِّ شيءٍ

وأخبرتِني عن علمِ الغيبِ

ويوم القيامةِ

وعن التنينِ في الأبراجِ الصينية

ولكنكِ لم تخبريني

عن عشرٍ عجافٍ

ولا عن الغربانِ التي ستحجبُ الشمسَ

ولم تخبريني بأنك راحلةٌ.

هكذا هم المنجمونَ

لو صدقوا

لبَطُلَ التنجيمُ.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني