fbpx

أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا في شباط 2021

0 309

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الخميس 4 آذار2021، تقريرها الشهري الذي يرصد حالة حقوق الإنسان في سوريا، واستعرضت فيه حصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا في شباط 2021، من حصيلة الضحايا المدنيين، إضافة إلى حصيلة حالات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، كما سلِّطت الضوء على عمليات الاعتداء على الأعيان المدنيَّة، التي تمكنت من توثيقها. مشيرة إلى انتهاكات مستمرة وعملية سياسية مشلولة.

أولاً: القتل خارج نطاق القانون: 

 قال التقرير: “إنَّ القتل خارج نطاق القانون يحصد 138 مدنياً في سوريا في شباط 2021 بينهم 23 طفلاً و11 سيدة، و14 ضحية بينهم طفل واحد بسبب التعذيب، مشيراً إلى أنَّ القتل ما زال مستمراً في ظلِّ الذكرى السنوية العاشرة للحراك الشعبي نحو الديمقراطية.”

وثَّق التقرير في شباط مقتل 138 مدنياً، بينهم 23 طفلاً و11 سيدة، قتل النظام السوري منهم 19 مدنياً بينهم طفلين، وسيدة واحدة. فيما قتلت قوات سوريا الديمقراطية ستة مدنيين، بينهم طفل واحد. وقتل تنظيم داعش مدنياً. وقتلت هيئة تحرير الشام طفلاً واحداً. فيما قتل الجيش الوطني مدنياً واحداً. كما سجَّل التقرير مقتل 110 مدنياً، بينهم 19 طفلاً، و10 سيدات على يد جهات أخرى.

وفقاً للتقرير فقد شهدت محافظة حلب ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الضحايا لهذا الشهر، وقد شكلت نسبتهم %43,48 من مجموع الضحايا الكلي، بمقتل 60 مدنياً، معظمهم على يد جهات أخرى، تليها دير الزور22  مدنياً، ثم الحسكة 17 مدنياً.

ضحايا بسبب التعذيب:

وثَّق التقرير في شهر شباط مقتل 14 شخصاً بسبب التعذيب، بينهم طفل واحد قتل على يد هيئة تحرير الشام، وعشر أشخاص قتلوا على يد قوات النظام السوري، وشخص واحد على يد قوات سوريا الديمقراطية، وشخصين على يد جهات أخرى.

حصيلة ضحايا الألغام:

سجل التقرير مقتل 16 مدنياً، بينهم ست أطفال، بسبب الألغام في مناطق متفرقة في سوريا خلال شهر شباط، لتصبح حصيلة الضحايا الذين قتلوا بسبب الألغام 34 مدنياً، بينهم  22طفلاً منذ بداية عام 2021، وهذا مؤشر على تقصير جميع القوى المسيطرة في نزع الألغام، أو محاولة الكشف عنها وتسويرها وتحذير السكان المحليين منها. 

حصيلة ضحايا المجازر:

وفق التقرير فقد شهد شهر شباط ثلاث مجازر، جميعها ناجمة عن تفجيرات عن بعد، مجهولة المصدر، أسفرت عن مقتل 18 مدنياً بينهم سبعة أطفال، وسيدتين، وبحسب التقرير توصيف المجزرة بأنها الهجوم الذي يتسبَّب في مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص مسالمين دفعة واحدة. 

مقبرة جماعية:

أشار التقرير إلى عثور الدفاع المدني على مقبرة جماعية في 17 شباط، تضمُّ رفات 19 جثة مجهولة الهوية خلال عمليات إزالة الأنقاض في منطقة طريق السد بريف حلب الشرقي، ورجَّح أنها تعود لفترة سيطرة تنظيم داعش على المدينة والمعارك التي شهدتها المنطقة بين التنظيم وفصائل الجيش الوطني. 

وبحسب التقرير فإنَّ إحصائيات الضحايا تشمل عمليات القتل خارج نطاق القانون من قبل القوى المسيطرة في سوريا، والتي وقعت كانتهاك لكل من القانون الدولي لحقوق الإنسان أو القانون الدولي الإنساني، ولا تشمل حالات الوفيات الطبيعية أو بسبب خلافات بين أفراد المجتمع.

ثانياً: الاعتقال التعسفي:

وفقاً للتقرير فإن ما لا يقل عن 171 حالة اعتقال تعسفي بينها 11 طفلاً وسبع سيدات قد تم تسجيلها في شباط على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، تحوَّل 138 منهم إلى مختفين قسرياً، كانت النسبة الأكبر منها على يد قوات سوريا الديمقراطية في محافظات الحسكة فدير الزور. 

وبحسب التقرير فإن قوات سوريا الديمقراطية احتجزت 79 شخصاً، بينهم سبعة أطفال وسيدة واحدة، تحول 66 منهم إلى مختفين قسرياً، فيما احتجز النظام السوري 53 شخصاً، بينهم طفل وثلاث سيدات، تحول 42 منهم إلى مختفين قسرياً، وذكر التقرير قيام الجيش الوطني باحتجاز 27 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال وثلاث سيدات، تحول 19 منهم إلى مختفين قسرياً، أما هيئة تحرير الشام فقد احتجزت 12 شخصاً، تحول 11 منهم إلى مختفين قسرياً. 

وفقاً للتقرير فإن الحصيلة الأعلى لحالات الاعتقال التعسفي كانت من نصيب محافظة الحسكة49  معتقل، تليها دير الزور 24 معتقل، ثم حلب 22 معتقل، ثم ريف دمشق 17 معتقل.

ثالثاً: الاعتداء على المراكز الحيوية المدنية:

طبقاً للتقرير فإن شباط قد شهدَ ما لا يقل عن 9 حوادث اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، واحدة منها على يد قوات النظام السوري واثنتان على يد قوات سوريا الديمقراطية، بينما كانت 6 منها جراء انفجارات لم يتمكن التقرير من تحديد مرتكبيها وكان معظمها في محافظة حلب. وكان من بين هذه الهجمات حادثة اعتداء على منشآت طبية، وحادثة على مكان عبادة، وأربع حوادث على أسواق.

القصف المدفعي والصاروخي:

جاء في التقرير أن قوات النظام السوري وحلفائه واصلت في شباط عمليات القصف المدفعي والصاروخي على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي وريف حلب الشرقي القريبة من خطوط التماس.

كما شهدت مناطق سيطرة قوات الجيش الوطني في منطقة عفرين وريف حلب الشرقي، قصفاً صاروخياً ومدفعياً من جهة قوات سوريا الديمقراطية. 

وشهدت بادية ريف دير الزور الجنوبي، في شباط، معارك بوتيرة متقطعة شنَّها النظام السوري مدعوماً بطيران حربي روسي ضد عناصر تابعة لتنظيم داعش.

فيما شهدت المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري في شمال وشرق سوريا استمراراً لعمليات التفجير، تركَّزت في منطقة عفرين في ريف حلب، ومدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، ومدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي. 

رابعاً: جائحة كوفيد-19 :

توسّع التقرير في الحديث عن جائحة كوفيد-19، مشيراً إلى تعامل النظام السوري باستخفاف وإهمال شديدين مع هذه الجائحة منذ بداية تفشي الوباء عالمياً.

وذكر التقرير أنَّ حصيلة الإصابات بفيروس كوفيد-19 شهدت انخفاضاً ملموساً في عموم مناطق سوريا؛ وفق الإحصائيات الصادرة عن الجهات الرسمية في عموم سوريا في شباط 2021.

فقد أعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري عن 1540 حالة إصابة، و106 حالات وفاة. 

أما نظام الإنذار المبكر EWARN في شمال غرب سوريا، فقد أعلن عن 178 حالة إصابة، و19 حالة وفاة. 

بينما أعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن تسجيل 132 إصابة و25 حالة وفاة. 

خامساً: الأوضاع المعيشية:

تحدث التقرير عن تردي الأوضاع المعيشية، وأشار إلى أنَّ معاناة المواطنين السوريين استمرت بالتفاقم في شهر شباط جراء تداعيات الانهيار الاقتصادي، وباتت مظاهر الفقر والجوع الأكثر شيوعاً في ظلِّ عجز شريحة كبيرة من المجتمع عن تأمين أبسط أنواع الأغذية. 

وأضافَ أنه رصد استمرار قوات النظام السوري وميليشياته في نهب ممتلكات المدنيين والممتلكات العامة، والاستيلاء على مراكز حيوية مدنية، وتحويلها إلى مقرات عسكرية في المناطق التي سيطر عليها في شمال غرب سوريا. 

ونوَّه التقرير إلى أن المخيمات في شمال وشرق سوريا لا تزال تعاني من تردي الأوضاع الإنسانية، التي تزداد سوءاً في الظروف المناخية القاسية، موضحاً أنه مع انخفاض درجات الحرارة يُعاني الأطفال وكبار السن من نزلات البرد الشديدة.

وسجل التقرير في شباط مقتل 8 مدنيين، بينهم سيدتين في مخيم الهول، على يد مسلحين مجهولين يُعتقد أنهم يتبعون لخلايا تنظيم داعش. 

وطبقاً للتقرير ما زال قاطنوا مخيم الركبان الواقع شرق حمص قرب الحدود السورية/الأردنية، الأطفال منهم وذوي الاحتياجات الخاصة على وجه الخصوص يعانون من انتشار الأمراض وبشكل خاص النزلات الصدرية في ظلِّ حصار مطبق، وغياب وجود مراكز طبية.

وذكر التقرير أن المناطق كافة التي شهدت عمليات قصف وتدمير وتشريد قسري تعاني من تحديات إضافية، وبشكل خاص إدلب وما حولها، وفي مقدمة هذه التحديات وجود قرابة 3 مليون نازح، وعدم تمكنهم من العودة إلى ديارهم، ما يجعلهم عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بفيروس كوفيد-19.

وأشار التقرير إلى أن منطقة الجزيرة السورية تعاني من أوضاع مشابهة، واستخدام روسيا للفيتو بإغلاق معبر اليعربية تسبب في حرمان المنطقة من تلقي المساعدات الأممية بشكل مباشر، وأصبحت حصراً عبر النظام السوري.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني