fbpx

حبل الكذب…

شاب وسيم، رأيته مراراً في مقصف الجامعة وردهاتها، وجهه ليس غريباً، متى التقينا، وأين؟... جلست قريباً منه، تابعت حركاته، كان منهمكاً ومنسجماً مع عمله، لا يلتفت لأحد، غارقاً فيه حتى أذنيه، يقرأ... ويسجل أفكاراً في ورقة... مضت ساعةٌ ونصف

حقوق الإنسان: معوقات وآفاق

مقدمة حقوق الإنسان كلمتان سحريتان نبحث عن صداهما في الواقع فلا نجدهما، نتلمّس الطريق إليهما كمن تُعصب عيناه في وضح النهار، وتُكتَّف يداه، ويبحث عن كنز مدفون، فكيف يجده؟ ومتى يجده؟ هكذا تبدوان، يطلب تحقيقهما في حياته، فما هي حقوق

الأرنب

دُعيتُ إلى محاضرة علميّة. في الاستقبال ثلاث شابات، تقدّمت ذات الشّعر الأشقر المنسدل على الكتفين.. الغرّة تدغدغ سيفين، وتغازل عينين دعجاوين فوق أنف يستدقّ طرفه، ويعتلي فلقتي حبّة كرز. أهلاً أستاذ وأجلستني في الصف الأول. وجهها ليس

رسم على الرمال

صفعه بقوة.. أرجوك.. ثنّاها بخفّ بعير .. شعر بصعقة في أذنه.. دار حول نفسه.. تهاوى على الأرض.. ركله في الخاصرة.. تأوّه.. الرحمة.. قل من كان معك تلك الليلة؟ - ما خرجت من البيت - تكذب... وداس على رأسه... - ارحمني ... - تكلّم...

ذئاب…!!

اهتزّ المبنى.. مزّق انفجار الهدوء.. تصاعد الدخان ممزوجاً بغبار كثيف وتعالى في الجوّ.. اُطلِق بوق الإنذار.. تدافع الطلاب وتراكضوا في كل اتجاه.. علا صوت مدير الجامعة.. إنها الحرب.. اختبئوا.. كانت آخر كلمة سمعتها وأنا أعلو في الجوّ ممتطياً

واشتبكت يدانا 

عدتُ لأفي وعداً قطعته لأبي، تجوّلت يومين في شوارع العاصمة، شاهدت الفرحة تطغى على الوجوه، والزينات معلّقة في جنبات المدينة، وعلى الشرفات والمآذن والكنائس. قررت الذهاب إلى القرية. دخلت محطة الحافلات.. حجزت في إحداها.. جلست أنتظر...، مسّني

سرٌ معلن  

ركع... أمي، أتذكرين؟ سألتك أين أبي؟ قلتِ سافر.. لم تقولي إلى أين.. لن تردّي عليّ الآن.. كانت الدموع تملأ عينيك.. مسحتِ على شعري.. قلتها بهمس عسى ألا تطول غيبته هذه المرة.. سألتك مع من؟ أجبتني مع أصدقاء في سيارة.. صدّقتُك أنا الطفل الصغير

وأزهر ربيع الأمنيات

جلبة... طرَقَات على الباب.. قبع في الزاوية.. انكمش.. ضمّ رجليه بيدين مرتجفتين.. أخفى رأسه بين ركبتيه.. استعدّ لحفلة جحيم جديدة خَبِر لسع نارها.. منذ سنوات نسي تعدادها.. ازداد الطرق.. عصر نفسه.. التحم بالجدار.. طرقٌ.. طرقٌ.. طرقٌ يصم

لكل زمان ابتسامة…!

هرب... أصاخت السمع.. هرب في طائرة لم تُعرَف وجهتها.. صاعقة زلزلت كيانها.. كادت تُشلّها.. تماسكت.. اتكأت على الطاولة.. أيعقل ما سمعته.. لا..لا.. إنها إحدى الأكاذيب الملفقة.. إنه جبل لا يتزعزع، ولا تهدّه النوائب.. رجل تمرّس في إدارة الصعاب..

مهرة

صعدتْ إلى الحافلة، جلستْ جانب امرأة في منتصف العقد الثالث من العمر، تحمل رضيعاً مصفرّ الوجه، ينقّ كضفدع في غدير، خاطبته: خلدون .. حبيبي .. مهلاً سنصل قريباً. سألتها: ما به؟ - مريض، وأنا ذاهبة به إلى عيادة الدكتور عمر - عمر