fbpx

قصتان للكاتب السعودي عبدالله ناصر

0 139

تنشر نينار برس قصتين قصيرتين جداً للكاتب الشاب السعودي عبد الله ناصر، اهتماماً من قسمها الثقافي بهذا النتاج الأدبي المتميز بالرشاقة السردية، وبمخيلة عظيمة.

العالق في يوم أحد

لا يزال عالقاً في الأحد، بينما انتقل العالم كله إلى يوم الاثنين. يخشى أكثر أن تختلط عليه الآحاد، فلا يعود قادراً على تمييز الأحد الذي يعقبه الاثنين، فتدوم الآحاد الملعونة أسبوعاً آخر.

كلما اقتربت الساعة من الثانية عشرة ليلاً، فكّر في القفز من نافذة الأحد، وليحدث ما يحدث، غير أنه في الحقيقة يخاف أن يرتطم بالجمعة، إذا كانت الجمعة الوحيدة في الأسبوع لا تطاق، فما بالك بسبع جمع غليظة؟.

فنّ التخلي

في شقته الصغيرة بالطابق التاسع عشر، اعتاد أن يعيش وحيداً منذ زمن، وسيبقى كذلك حتى آخر يوم في حياته، لأنه كان يخلط بين الحب والألفة، كان يخلط أيضاً بين أصيص الزهور ومنفضة السجائر.

عندما يدخّن للدرجة التي كاد يفقد معها القليل المتبقي من عقله، إذ صار للرماد منظر الزنابق، وعندما بات يخلط بين الجدار والمرآة، آمن بقدرته الخارقة على أن يكون لا مرئياً في بعض الأوقات.

في يومه الأخير سيخلط بين السماء والبحر، وستعتريه رغبة عارمة بالذهاب هناك، ولكنه للأسف سيخرج من النافذة، التي صار يخلط بينها وبين الباب، وسيتمزق جسده أمام دهشة المارة، الذين سيخلطون بدورهم بين رغبته في السباحة والانتحار.

الكاتب عبد الله ناصر كاتب سعودي شاب، أصدر أكثر من مجموعة قصص قصيرة منها مجموعة فنّ التخلي، ومجموعة العالق في يوم أحد. 

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني