fbpx

المشاريع الصغيرة.. بين الهواية و(البيزنس)

0 530

قد تعتبر المشاريع الصغيرة بديلا ًجيداً للوظيفة التي يصعب الحصول عليها، خاصة بالنسبة لأشخاص اضطرتهم الحرب لترك وظائفهم وأعمالهم والسفر للبدء من جديد في مكان مختلف وظروف متباينة.. 

لذا، بدأ العديد من السوريين بمشاريع شخصية صغيرة في المنزل.. بعضهم اتخذ منها مورداً مالياً له ولعائلته وآخرون اعتبروها هواية جيدة لقتل وحدتهم ووقت فراغهم..


قمر عثمان
صاحبة مشروع

التقينا بداية بالسيدة قمر عثمان من مدينة دمشق قالت: أحمل شهادة في تصميم الأزياء من مركز المأمون لتدريب المهن في دمشق.. وعملت بتصميم الأزياء والخياطة طوال أربعين عام..

بعد قدومنا إلى تركيا تحولت هوايتي من التصميم للفنون اليدوية.. مارست عدة فنون حتى وجدت نفسي بفن عمل (أشجار البونساي).

وعن هذا الفن تقول السيدة قمر: فن (البونساي/Bonsai) أو ما يعرف بفن تقزيم الأشجار هو عبارة عن أعمال فنية أستخدم فيها الأسلاك النحاسية والفضية وأزينها بحبات الكريستال واللؤلؤ والخرز الملون..

بمرور الوقت أنشأت مشروعي الخاص الذي يحمل اسم (Ayla moda) وهو مشروع مرخص في تركيا..

وقد وجد هذا النوع من الفنون صدى جميلاً لدى الأشخاص الذين يحبون اقتناء الأعمال الفنية اليدوية..

وتضيف: لا أعتمد على هذه الهواية كدخل مادي أساسي.. بالإضافة إلى أن عملها يحتاج لوقت وجهد وصبر.. لكني أستطيع القول إنني وجدت نفسي ومتعتي بتشكيل الأسلاك المعدنية وتزيينها..

لكن المشكلة التي تواجهني في العمل هي صعوبة العرض والتسويق.. إذ إنه كما ذكرت آنفاً.. مشروعي موجه لنخبة معينة من الأشخاص.. 

وعن فن صناعة الكيك تقول السيدة رنا حاج حمدان: مع أني كنت أشغل وظيفة معلمة في سوريا إلا أنني بعد قدومي لتركيا اتجهت للعمل على شغفي وهو صناعة الكيك والشوكولاته، فانطلقت بمشروعي الخاص تحت اسم (Rand CAKE). وبعد دراسة مطولة للمشرع ووضع الخطة، كانت البداية بأن أنشأت صفحة على الفيس بوك حاولت من خلالها تسويق منتجاتي، وبدأت العمل بمواد أولية بسيطة وأدوات قليلة، واستهدفت تغطية الحفلات والمناسبات الخاصة، حتى تطور عملي ليتحول لعلامة تجارية مطلوبة ولها زبائنها في مدينة الريحانية حيث أقيم.

وعن العمل من المنزل تقول السيدة رنا: للعمل من المنزل محاسنه كالعمل بشكل جيد وهادئ مع القدرة على متابعة شؤون المنزل والأطفال بذات الوقت.. لكن يبقى ضيق المساحة عائقاً لتطوير وتوسيع المشروع..

قد لا تكون المشاريع المنزلية الصغيرة كافية لتغطية النفقات المعيشية كاملة.. لكنها قد تدر ربحاً مناسباً ومساعداً لتغطية بعض أساسيات الحياة، وربما في مراحل متطورة من العمل قد تتحول لمصدر دخل رئيسي.. 

وتختم حديثها بأنها تسعى لتحويل مشروعها لعمل تجاري مرخص لكن تكاليف المعاملات والترخيص تجعل الأمر صعباً في الوقت الحالي..



إيمان المصري
صاحبة مشروع

ومن الكيك والشوكولاته ننتقل لمشروع خاصة بصناعة وتجهيز القهوة بأنواعها كافة.. صاحبة الفكرة سيدة سورية وجدت في القهوة وتجهيزها ملجأً تلوذ إليه في وحدتها بعد نزوحها من سوريا واستقرارها في تركيا.. 

تقول السيدة إيمان المصري: 

بدأت الفكرة حين جاءني اتصال من منظمة ترغب بدعم المشاريع الصغيرة، وكوني من محبي القهوة – كما الكثير من الناس – ووجدت أنها كثيرة الاستهلاك، اخترت العمل بصناعتها كونه سهل التعلم والتنفيذ.. وأدخلت لها بعض الإضافات والمذاقات المختلفة والمميزة..

تقوم فكرة مشروعي على طحن حبوب القهوة بأنواعها (السوداء والشقراء والمتوسطة) ومن ثم إضافة الهيل المطحون حسب رغبة وذوق الزبون.

كانت فكرة العمل بالقهوة نابعة من الحاجة الملحة لتأمين دخل مادي ثابت كوني المعيل الوحيد لعائلتي. بعد سنة ونصف من العمل في القهوة.. وضعت خطة لتطوير المشروع فأضفت بيع كل مستلزماتها كالأكواب والفناجين والإكسسوارات الخاصة بتقديمها.. وأضفت أنواعاً جديدة لصنع القهوة كالإكسبريس وقهوة الفلتر لكن بآلات صغيرة تناسب المنزل..

العائد من المشروع لا يغطي جميع التكاليف لكنه يساعد بعض الشيء كوني أعمل أيضاً في تحفيظ القرآن الكريم..

من إيجابيات العمل في المنزل توفير إيجار المحل والضرائب.. ومن سلبياته صعوبة الوصول للزبائن، إذ نعتمد كلياً على التسويق عبر الإنترنت.. 

أما عن أحلامها فتقول السيدة إيمان المصري: أحلم بافتتاح (كوفي شوب) لبيع القهوة ومستلزماتها ويعمل به مصابو الحرب كوني واحدة منهم فأنا أعيش بقدم صناعية.. 

أن يكون لديك مشروعك الخاص.. أمر جيد.. لكن أن تحول أفكارك وهواياتك لمشروع يدر عليك ربحاً يعوضك عن الوظيفة لتجد لك مكاناً وسط هذا العالم، هنا يكمن التحدي.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني