fbpx

الأوضاع المعيشية في إدلب.. تحت وطأة الغلاء وكورونا

0 150

يعاني أهالي إدلب من واقع معيشي واقتصادي مترد في ظل الحرب وانتشار ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ التي تشكل ﻫﺎﺟﺴﺎً ﻳﺆﺭﻕ ﻧﺤﻮ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺳﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺇﺩﻟﺐ بما فيها ﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻱ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ. بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخضار والفواكه واللحوم والمواد الغذائية الأساسية بشكل كبير بسبب الأزمة الناتجة عن انتشار الفايروس في العالم، وما تسبب به من إغلاق المعابر ووقف الأعمال، وارتفاع سعر صرف الدولار، واحتكار التجار للسلع.

تضرر بعض المهن

تضررت بعض المهن في ظلّ تفشي فايروس كورونا وتسجيل إصابات جديدة بشكل يومي في المنطقة.

كمال الرزوق من مدينة إدلب يعمل بائعاً للملابس في الأسواق والشوارع العامة، يشكو من تأثر عمله بالوباء وعن ذلك يقول لنينار برس: “يتركز عملي في الأسواق الشعبية والبازارات، وبسبب وباء كورونا توقفت بعض الأسواق منعاً لتجمع أعداد كبيرة من الناس، ما أدى إلى بقائي دون عمل في بعض الأيام، وقلة المردود في بعضها الآخر.”

ويبين الرزوق أن وضعه المعيشي سيئ للغاية والغلاء وصعوبة تأمين المورد المادي يثقل كاهله المتعب أساساً، ويعيش مع أسرته على أمل أن تزول الغمة بالتخلص من هذا الوباء.

العمل بالمياومة

تعتمد شريحة كبيرة من الأهالي على العمل بأجر يومي، وتتخوف نسبة كبيرة من “العاملين المياومين” من فرض السلطات المحلية حظر تجول في المنطقة، ما سيؤثر سلباً على أعمالهم وحياتهم المعيشية، كونهم يعتاشون على ما يجنونه من عملهم اليومي في ظل غياب أي دخل ثابت، ومع توقف أغلب الأسواق وارتفاع الأسعار، إثر انخفاض الليرة السورية أمام الدولار، تصاعدت شكاوى العمال في المخيمات والشمال السوري، التي تضررت بشكل كبير بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية.

أبو حسان من مدينة سرمدا بريف إدلب يعمل لإعالة أمه وأبنائه الأربعة وزوجته رغم معاناته من مرض السكري وعن ذلك يقول: “ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ فايرﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ في إﺩﻟﺐ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﺂﺳﻲ ﺍﻟﺘﻲ نعاني منها، بسبب ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻓﻲ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍلمرض.”

ويبين أبو حسان أنه بحاجة ماسة للعمل، رغم انتشار المرض لتأمين قوت أسرته، وعن ذلك يقول: “أبلغ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً، ﻭﻗﺪ ﻗﻀﻴﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﺮﻱ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺷﺎﻕ ﻭﻣﺘﻌﺐ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﻮ ﻭﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ أﺟﻮﺭ ﺯﻫﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺗﻐﻄﻲ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﻳﻮﻣﻨﺎ.”

وعن تطبيق التباعد والعزل المنزلي يقول: “اليوم الذي لا أعمل فيه لا نأكل، والجوع قاتل كالمرض، لذلك أنا مضطر للعمل لتحصيل قوت يومنا مهما كانت الظروف.”

العجز عن تطبيق الإجراءات الوقائية

توصي منظمة الصحة العالمية والطواقم الطبية المحلية في مناطق انتشار جائحة “كورونا” بغسل وتعقيم اليدين بانتظام، وارتداء الكمامات الطبية، والمحافظة على التباعد الاجتماعي بترك مسافة لا تقل عن متر واحد بين الأشخاص، ولكن معظم الأهالي والنازحين في إدلب يعجزون عن تطبيق تلك الإجراءات الوقائية بسبب فقرهم وغلاء المعقمات والكمامات ونقص المساعدات الإنسانية، والظروف الاستثنائية التي دفعت بالأهالي لإهمال مخاطر كورونا، فهناك أولويات أهم من الوقاية من الفايروس.

أم عمر نازحة من معرة النعمان إلى مخيم عشوائي ببلدة كللي تتحدث لنينار برس عن معاناتها: “شراء الخبز والطعام في ظل الغلاء أهم من شراء الكمامات مع الأجر الزهيد الذي يحصل عليه زوجي من عمله المتقطع في ورشة للنجارة.”

وتجدر الإشارة إلى أن وحدة تنسيق الدعم رصدت 293 حالة إصابة جديدة بوباء كورونا في الشمال السوري ليصل إجمالي عدد الحالات إلى 15217 حتى تاريخ 26 من شهر تشرين الثاني الحالي، كما تم رصد 271 حالة شفاء جديدة ليصل عدد حالات الشفاء إلى 6738، فيما وصل عدد الوفيات إلى 136 حالة. 

الظروف الاقتصادية الصعبة لسكان محافظة إدلب تزيد من صعوبة التعامل مع الأزمات الصحية، فالمحافظة استقبلت على مر السنين الماضية آلاف النازحين من مختلف المدن السورية، وبات الجزء الأكبر منهم يعيش ضمن ظروف مادية صعبة، ومع انتشار كورونا لا يملك أهالي إدلب رفاهية البقاء في منازلهم لتفادي الإصابة به، بل يواجهون ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﻛﺒﺮﻯ نتيجة نقص المياه والغذاء وسوء الأوضاع المعيشية إضافة لتضرر ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ، وﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺳﺒﻞ ﻋﻴﺸﻬﻢ، ﻭﻏﻴﺎﺏ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ. 

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني