fbpx

جيش الوطن يطهّر “السوريين المتجانسين” من الكورونا

0 812

جميع دول العالم، حتى تلك التي أنكرت وجوده على أراضيها أو التي تحفّظت على التصريح بإصابة مواطنيها بالكورونا وأعدادهم، جميعها اضطرت للاعتراف والاهتمام بتطوره حين لمست فداحة وخطورة ما ينتظر مصير الإنسانية بأجمعها اليوم.

باستثناء نظام الأسد المصرّ على خلوّ مجتمعه “المتجانس” داخل “سوريا المفيدة” من الفايروس. والسبب يعود في ذلك -بحسب تصريح وزير الصحة- إلى قدرة الجيش العربي السوري في تطهير أراضي الدولة من جميع الجراثيم والفايروسات الضارّة!

وزير الصحة السوري، نزار اليازجي، ورغم يقينه ويقين نظامه التام بتطهير الوطن من الفايروسات، لن يطيب لهما مقام حتى يطمئنّا أكثر على صحة المواطنين فقررا أخيراً تخصيص خطوط ساخنة “استشارية”، في الأيام القليلة القادمة، للتواصل ما بين المواطن ومديريات الصحة في المحافظات لرصد أي حالة مرضية تتعلّق بحالات رشح أو التهابات رئوية، ولا ضير في طلب الاستشارات والاستفسارات حول فيروس كورونا غير المعروف في الوسط “المتجانس”، انطلاقاً من الأمثلة الشعبية “الإنسان عدو ما يجهل” و”الذي لا يعرفك يجهلك”.

وسط هذا التجاهل والتعامي المتعمّد عن الإفصاح صدمتنا وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً بصور مرعبة لمركز حجر “الدوير” القابع في ريف العاصمة دمشق، والذي يحجر فيه النظام مواطنين سوريين مدنيين، لا يتجاوز عددهم المئة وخمسين، قدموا من طهران.

المكان الذي أطلق عليه النظام “مركز حجر صحي” تبين بأنه فارغ من أي معايير صحيّة، فالمشتبه بهم لم يعرضوا على كادر طبي للتأكد من إصابتهم، كما أن الصور التي انتشرت أظهرت أكوامًا من أكياس القمامة واكتظاظًا في الغرف غير المؤهلة أصلًا، وأوساخا وقذارة.

وبالتزامن مع احتجاز أولئك المدنيين يعجّ مطارا دمشق وحلب يومياً بالآلاف من مرتزقة الميليشيات الإيرانية دون التجرّؤ بسؤالهم عن المكان الذي قدموا منه أو تعريضهم لجهاز الـ (الطوط) الفعّال في كشف حرارة المسافرين.

أولئك العناصر القادمون من إيران، ثاني أكثر الدول انتشاراً لمرضى ووفيات الكورونا، يتم نشرهم في كل المناطق المسيطر عليها، اسمياً، من قبل النظام. والتي باتت تحوي اليوم ما يقرب من 10 مليون مدني سوري.

يضاف إلى عناصر الميليشيات عشرات الحافلات التي تقل الحجّاج الشيعة وتدخل إلى الأراضي السورية من معبر مدينة البوكمال الحدودي مع العراق ، وتتوجه نحو المزارات الشيعية التي يدّعون وجودها في المنطقة الشرقية برفقة عناصر من الحرس الثوري الإيراني على متن سيارات عسكرية. وكل ذلك يتم بالرغم من ادعاء النظام إغلاق الحدود البرية مع دول الجوار للحدّ من انتشار فيروس كورونا.

كل ما سبق لا يقارن بما تخفيه سجون ومعتقلات النظام التي لا تصلح لإيواء الحيوانات، فكيف يكون حالها وهي تحوي مئات آلاف المعتقلات والمعتقلين الذين تحوّلوا إلى أجساد نحيلة ضعيفة، أنهكها التعذيب وانعدام أي رعاية طبية؟

فهل سيستغل نظام الأسد لاحقاً تفشي فيروس كورونا الوبائي في مناطقه لإبادة المعتقلين جماعياً؟

السوريون بأمسّ الحاجة لتدخّل أممي سريع ينقذ من تبقّى من الشعب السوري المقموع داخل مدن النظام، ومن المعتقلين في سجونه وأقبيته قبل وصوله لتحقيق مآربه في ضم أسماء عشرات آلاف المغيبين والمختفين قسرياً، ممن تمت تصفيتهم في أوقات سابقة وظروف غامضة، إلى ضحايا الكورونا.

 يبدو أننا أمام حالة انفجار مخيف لفيروس الكورونا في سوريا بأية لحظة، ومن المستحيل السيطرة عليه في المدى المنظور مع استمرار آلة الكذب والخداع والتعتيم.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني