هيئة التفاوض السورية تنظم مؤتمراً للحديث عن شتاء إدلب
عقدت اليوم الجمعة هيئة التفاوض السورية مؤتمراً افتراضيا، وذلك تحت عنوان “الشتاء في ادلب يتفاقم بظل جائحة كورونا” بحضور عدد من سفراء الدول الصديقة لسوريا وسيدات من الداخل السوري وعدد من منظمات المجتمع المدني، من بينها منظمة تستقل، وأدارت المؤتمر هند قبوات، نائب رئيس مكتب هيئة التفاوض السورية بجنيف.
وقال رئيس هيئة التفاوض السورية أنس العبدة، في كلمته الافتتاحية إن أحد اللاجئين السوريين في لبنان حاول أمس حرق نفسه أمام مبنى مكتب المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين “لأنه كان عبثاً يحاول أن يحصل على دواء لابنته المريضة”، وأضاف: “ترى ما الذي أوصل هذا اللاجئ إلى حد محاولة الانتحار، ربما هذا الأب قدم كل ما يملك لعائلته وابنته ولم يبق إلا جسده كقربان”.
وشدد العبدة على أن “حال المخيمات في إدلب لا يختلف كثيراً، ويواجه سكّانها حالياً الشتاء بقسوته وازدادت حالات الإصابة بفيروس كورونا”، وتابع: “الرعاية الصحية من مستشفيات وعيادات لم تعد قادرة على تحمل هذا الوباء”، وعدّ أن “السوريين يشعرون بالخذلان من سياسي العالم (…) يجب على المعنيين بالجانب الإنساني بشكل خاص أن لا يتخلوا عن السوريين”.
بدوره، قال توماس واغنر، نائب الممثل الدائم لوفد الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد الأوروبي اتخذ إجراءات فورية فيما يخص المساعدات المقدمة لسوريا من أجل مواجهة فيروس كورونا، موضحاً أن المساعدات التي جمعها الاتحاد الأوروبي حتى الآن بلغت 40 مليون يورو بما فيها المساعدات المقدمة إلى شمال غرب سوريا وشمال شرق سوريا. وأضاف: “نحن نشعر بقلق حيال أكثر مليون و200 ألف نازح يعيشون في المخيمات” على الحدود السورية التركية.
كما قال سنان زيرين، القنصل في البعثة التركية إلى جنيف، إن إدلب هي آخر المناطق التي أُجبر السوريون على اللجوء إليها، لافتاً إلى أن معاناة السوريين في إدلب ازدادت منذ شهر شباط من العام الماضي بعد الاعتداء العسكري للنظام وحلفائه، وتابع أنه وفقاً للإحصاءات التركية، فإن هناك نحو مليون ومئة ألف لاجئ في المخيمات فروا من التصعيد العسكري.
وأوضح أيضاً أن الحكومة التركية كانت قد بدأت مشروعاً من أجل استبدال الخيام في المخيمات بغرف مسبقة الصنع، خصوصاً في المناطق القريبة من الحدود السورية، كما يقدم المشروع بحسب قوله الدعم لمواجهة جائحة كورونا.
في السياق، شدد أنتوني بيرد، رئيس فريق العمل الإنساني ووقف إطلاق النار لدى البعثة الأميركية، على ما قاله زيرين حول حالات النزوح التي سببتها الحملة الأخيرة، وتابع: منذ بدء وقف التصعيد في إدلب، أصبحت الأمور مستقرة نسبياً، لكن الذين عادوا إلى مناطقهم هم ثلث الذين تم تشريدهم بعد العمليات العسكرية الأخيرة، وهذا يعني أن عدد النازحين مازال كبيراً والمخيمات مازالت كثيرة.
وحول جائحة كورونا قال زيرين: في البداية ظننا أن سوريا لن تشهد انتشاراً للفيروس، لكن ذلك لم يكن صحيحاً، فالفيروس انتشر في سوريا، والقلق الآن على المخيمات خصوصاً أنها مكتظة بالسكان، وهذا ما يستدعي ضرورة تقديم الدعم ووسائل العلاج.
بدورها أيضاً، نددت مريام شيرمان، نائب الممثل الدائم لبعثة المملكة المتحدة، بالغارات التي استهدفت إدلب الأسبوع الجاري، وقالت إنها قتلت مدنيين وأطفال وعمال في المجال الإنساني، وقالت: “هذا أمر غير مقبول، المدنيين يجب أن لا يتم استهدافهم”، وتابعت: “نحن قلقون جداً حيال الواقع في إدلب، خصوصاً أن الشتاء أتى وذلك ما يزيد القلق”، مشيرة إلى الصعوبات التي سببها انتشار فيروس كورونا، والذي يخلق عبئاً على الناس والحكومات، ونوّهت إلى أن الحكومة البريطانية خصصت 33 مليون جنيه استرليني من أجل دعم التصدي لجائحة كورونا، وتقديم الدعم للقطاع الصحي والمساعدات الطبية للسوريين في المخيمات. ولكن حجم الحاجة أكبر بكثير، وشددت على ضرورة الاستمرار في دعم عمل القطاع الإنساني.
وتخلل المؤتمر كلمات عديدة لسيدات سوريات من منظمة تستقل، تحدّثن عن معاناتهن ومعاناة السوريات والسوريين في إدلب، وشددن على ضرورة دعم السوريين ودفع المسار السياسي، إضافة إلى مشاركات من قبل كل من بهجت حجار المدير التنفيذي لوحدة مجالس الإدارة المحلية، وربا حبوش نائب رئيس الائتلاف وعضو هيئة التفاوض، ووزير الصحة في الحكومة المؤقتة الدكتور مرام الشيخ، وخُتم المؤتمر بكلمة للسفير عبد اللطيف دباغ، رئيس مكتب هيئة التفاوض السورية بجنيف.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”