fbpx

إنهم يكسبون الوقت.. ونكسب الخذلان والإحباط

0 133

ربما هي لعبة الساحر الأمريكي، الذي صمم ذات يوم نظام تداول السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا الساحر المجهول، كان يعرف، أن زمن أربع سنوات حكم لرئيس يحكم الولايات المتحدة الأمريكية، ليست كافية لتنفيذ أية وعود داخلية أو خارجية، ولعلّ الوعود الخارجية تلعب دوراً في تمرير السياسات الدولية لغير مصالح من يربط مصالحه بعجلة هذه الانتخابات.

لعبة الانتخابات الأمريكية لا تمثل لنا نحن العرب سوى إبرة تخدير في انتظار ما سيفعله الرئيس الأمريكي في دورة حكمه الثانية. وغالباً تمرّ هذه الفترة وتكون ظروف جديدة قد حدثت، وعوامل عديدة قد تغيرت.

إن قضيتنا السورية طالما ارتبطت بهذا الحصان الأمريكي الذي يقود عربة الانتخابات الأمريكية ويأتي برئيس جديد، أو تجديد ثان لرئيس موجود. وقد فعل بنا باراك أوباما ذلك حين صدقنا أنه سيغير قواعد اللعبة في دورة حكمه الثانية، فاكتشفنا أن خطوطه الحمراء لم تكن أبداً قانية اللون، بل كانت باهتة حتى يصعب على المرء ملاحظة أي درجة احمرار باهت تتحكم بخطوطه السياسية.

كنا نكاد أن نصدق ونحن نرى السفن الحربية الأمريكية المبحرة إلى شواطئ المتوسط الشرقية أنها سفن تريد أن تقتص لأطفال ومدنيين قضوا بغارات السلاح الكيماوي على الغوطة. لكن اوباما الذي خذل دموع أمهات سوريات، وتراجع عن نيل حق أطفال قضوا بغير ذنبٍ، بسلاح محرّم دولياً، لكنّ الأمل انتقل إلى الرئيس القادم بعد أوباما، والذي أنهى سنوات حكمه الأربع بدون أن ينتهي النزيف السوري.

إن من يضع عربة أمله خلف حصان السباق الرئاسي الأمريكي، هو من لا يريد أن يغير بأمور بلاده بيده، بل يريد أن يقوم الآخرون بذلك وهو من يدفع كلفة الأمر.

هذه الحالة جعلت قضية الشعب السوري بنيل حريته وترسيخ نظام سياسي عادل في مهب الوهم وعالم الانتظار، فلا أحد يخرج اشواكاً دخلت جلدك مثلما تفعل يداك.

وحتى المفاوضات التي استهلكت أمولاً كثيرة في وقت يجوع فيه السوريون في مخيماتهم ومدنهم، لم يفكر أحدٌ أن يربط مسارها بمسار الضغط العسكري المقاوم على القوى التي تلعب بالجغرافيا السورية.

والسؤال؟: هل خسرنا الثورة وزمن التغيير وصرنا أسرى للوهم السياسي الأمريكي وغير الأمريكي؟ هل لا نزال نؤمن أن من دفعنا من العرب لزيادة وتيرة الصراع الداخلي هم يريدون للثورة السورية أن تدحر الاستبداد وهم يتربعون على قمم هذا الاستبداد في بلدانهم؟.

المطلوب بسيط وواضح، إنه إعادة طرح الأسئلة عن واقع تجري فيه سفن الآخرين في مياهنا، ونحن نموت تحت سياط الشمس في المخيمات البائسة، ونغرق في مياه السيول وهي تجتاح خيمنا وبيوتنا ومدارسنا. السؤال الوحيد المطلوب الإجابة عليه هو: كيف نعتصم بحبل الله جميعاً ولا نتفرق كما نفعل الآن إلى تيارات وفصائل ومقوى سياسية متعثرة؟ إن الحل بسيط وممكن رغم معوقاته الكثيرة، إنه مؤتمر وطني سوري شامل وجامع يستعيد قرارنا وسيادتنا على وطننا وقضايانا.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني