من مكتب وزير الصناعة.. اعتقال أحد المقربين من دائرة بشار الأسد ومرشح للوزارة
كشفت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا، أن أجهزة الأمن اعتقلت قبل أيام أحد المقربين من دائرة رئيس النظام بشار الأسد، ويدعى شاهر الشاهر، والذي عمل سابقا مستشارا لوزير الاقتصاد في حكومة النظام وكان مرشحا ليكون سفير النظام في الصين.
وأضافت المصادر أن الاعتقال تم عندما كان الشاهر في زيارة صديقه الشخصي وزير الصناعة في حكومة النظام السوري محمد سامر الخليل، موضحا أن الصداقة جمعت الإثنين قبل أن يتم ابتعاث الشاهر إلى جامعة “صن يات سين” الصينية قبل سنوات، وتشير المصادر إلى أن الاعتقال جاء تعبيرا عن صراع بين الأجنحة يدور داخل أروقة النظام السوري.
وتوضح المصادر أن بشار الأسد التقى بالشاهر إبان زيارته للصين العام الماضي وأثنى على جهوده في توطيد العلاقات على حد قولها.
ما أسباب الاعتقال؟
ترجح المصادر أن أحد أسباب الاعتقال تقرير أمني من الملحق العسكري في سفارة النظام بالصين، في حين تشير أصابع أخرى إلى وزير القصر السابق، الذي استاء من استقبال بشار الأسد للشاهر بشكل شخصي، وهو ما أزعج كذلك سفير النظام السوري في الصين محمد حسنين خدام الذي عدّ ذلك تجاوزاً لصلاحياته الدبلوماسية، فلفق له تهمة يتم بموجبها إزاحته عن طريقه، وهو الذي شجعه على زيارة سوريا بعد غياب سنوات.
النظام السوري كعادته حاول إعطاء الموضوع بعداً قانونياً مرجعاً سبب الاعتقال إلى أن الشاهر حين دخل من مطار دمشق الدولي قبل نحو شهر من الآن كان يحمل “كيلوغرام من الذهب ومئة ألف دولار” حين عاد مع أطفاله وزوجته تاج إبراهيم التي تعمل ملحقا سوريا في البحرين حيث انتهت فترة ابتعاثها الدبلوماسية.
وتقول مصادر مطلعة لموقع تلفزيون سوريا، إن الشاهر كان أحد الذين تم استدعاؤهم من قبل محمد غازي الجلالي رئيس وزراء النظام الحالي حيث استقبل عدداً من المرشحين للتشكيل الوزاري الأخير، غير أن توازنات معينة منعت تعيينه، خاصة أن محافظة دير الزور التي ينحدر منها الشاهر، والمنطقة الشرقية ليس لها أي وزير في التشكيل الأخير.
ومن ناحية أخرى يقول مصدر خاص مقرب من القصر الرئاسي، إن أحد أسباب اعتقال الشاهر كونه تجاوز الخطوط الحمراء التي عادة ما يوجه بها القصر أولئك المحللين الذين يظهرون على الشاشات، في حين استبعد مصدر آخر ذلك مرجعاً السبب إلى تهمة التهرب الضريبي، حيث استغل علاقاته لإدخال الذهب والدولارات من دون التصريح عنها.
في حين أشارت مصادر أخرى إلى أنه كان ينتقد بشار الأسد حين دعا خلال مقابلة تلفزيونية إلى إعلاء قاعدة أن “البعثي أول من يضحي وآخر من يستفيد”، أين نحن منها اليوم؟ وهل ما زالت قائمة؟ وهل يستطيع أحد اليوم أن يدافع عنها؟ إذاً فلتمحى من أدبياتنا الحزبية، أو تكون المعيار لاختيار القادة، تجنباً لحالة الانفصام القائمة بين الفكر والواقع..”.
خلافات شخصية بين الفروع الأمنية
تفيد المصادر بأن اعتقال الشاهر يرتبط بخلافات شخصية بين أجهزة النظام الأمنية، حيث تم اعتقاله من قبل أحد فروع المخابرات العسكرية، في حين أنه كان يعمل مع دائرة القصر الجمهوري وأمن الدولة (الفرع الخارجي) ويتلقى تعليماته من هناك حول الأفكار الرئيسية التي يجب أن يقولها في المقابلات التلفزيونية، حيث كان لا ينقطع ظهوره عبر (الإخبارية السورية والميادين وروسيا اليوم وسكاي نيوز عربية وفرانس 24) وسواها كما يظهر في صفحته على فيس بوك.
ومما يعزز سيناريو الخلافات بين الفروع الأمنية أن الشاهر سبق أن تلقى رسالة شكر نشرها على صفحته على فيس بوك من بشار الأسد بعد استقباله له العام الماضي، ولا يزال شقيقه الضابط الطبيب ناصر الشاهر يشغل معاون مدير إدارة الطب الجنائي في وزارة داخلية النظام ويوقع على محاضر تأتيه من فروع المخابرات حول أسباب وفاة كثير من المعتقلين، في حين تقوم زوجة الشاهر المعتقل بعملها الدبلوماسي بالشكل المعتاد.
صراع الأجنحة كما تقول المصادر، يرتبط أيضا بتغيير عدد من المحافظين حيث كان الشاهر كذلك أحد أعضاء الفريق المقرب من رئيس الوزراء السابق ومحافظ حماة معن العبود الذي يرتبط معه بعلاقة خاصة منذ عملهما في اتحاد شبيبة الثورة معاً.
ما صلة الشاهر بالقصر الرئاسي؟
تعود صلة الشاهر بالقصر كونه أجرى عدداً من الأبحاث عن مؤسسة القصر الجمهوري وآليات اتخاذ القرار قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، مما أدى لاحقاً إلى تعيينه مديراً لمركز الدراسات الشبابية وتفريغه في القيادة القطرية لحزب البعث، إضافة إلى أنه مقرب من بثينة شعبان مستشارة الأسد.
يذكر أن الشاهر أحد خريجي كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق وحصل على الدكتوراه من جامعة حلب عام 2008 وكان أستاذاً في جامعة الفرات قبل ابتعاثه للجامعة الصينية، وصدر له عدد كبير من الكتب منها: تجليات الحرب على سورية (تقديم فيصل المقداد نائب رئيس الجمهورية) والدولة السلطة والمواطنة والسياسة الخارجية السورية 2000-2010 وكذلك سبق أن نال جائزة الدولة التقديرية للدراسات عام 2019. وسبق أن شغل عدداً من المناصب منها رئيس قسم الدراسات السياسية والبحوث الاستراتيجية- المركز العربي للدراسات الاستراتيجية ومدير المركز الوطني للبحوث والدراسات الاستراتيجية. وهو رئيس تحرير مجلة مدارات إيرانية.
وآخر مقابلة إعلامية له كما تشير صفحته على فيس بوك كانت في 16-8-2024 حيث تم استدعاؤه إلى دمشق كأحد المرشحين للوزارة الجديدة.
من جهة أخرى أفادت المصادر أن الشاهر ليس الأكاديمي أو الإعلامي الوحيد الذي تم اعتقاله، بل إن النظام اعتقل قبل أيام صحفيين يعدان من وجوهه الإعلامية هما الصحفي تميم ضويحي الذي كان يعمل في التلفزيون السوري الرسمي، وشقيقه الصحفي حسام ضويحي الذي كان يعمل في جريدة الثورة التابعة للنظام.
المصدر: تلفزيون سوريا