fbpx

دور حركة التحرير والبناء في منع الاقتتال العشائري.. الوطنية أولاً

0 170

قامت حركة التحرير والبناء بدور فضّ النزاع في جرابلس في الشمال السوري المحرّر، حيث أرسلت قواتها للقيام بمنع الاقتتال بين فئتين عشائريتين هما (عشيرتا طي وقيس).

قيام حركة التحرير والبناء بهذا الدور ينبع من اعتبارات عديدة، تمسّ بوحدة الحاضنة الشعبية للثورة، إذ إن الاقتتال يُضعف الوحدة بين المكونات الوطنية، سواء كانت مكونات مناطقية، أم عشائرية، أم غير ذلك.

اندلاع الاشتباكات بين طيفين عشائريين قد تنطلق منه شرارات اقتتال أخرى، نتيجة تباينات في المصالح الشخصية أو الفئوية الضيّقة، وهذا قد يؤدي مع استمراره إلى تفكك الرابطة الوطنية والثورية، ويصبّ في طاحونة أعداء الثورة السورية وحاضنتيها الثورية والشعبية.

تدخّل قوات من حركة التحرير والبناء في فضّ الاشتباكات أدّى أولاً إلى وقفها، وثانياً، منع من توسعها وانتشارها، وهذا ليس مجرد إجراء عسكري فحسب، بل هو إجراء ذو بعدٍ اجتماعي ووطني، إذ إن وقف الاشتباكات يعني تبريد الغضب والنزاع بين الفئتين المتنازعتين، وإحالته إلى مستوىً جديد هو المستوى العقلي التفاوضي.

إن قيادة حركة التحرير والبناء تّدرك خطر الاقتتال العشائري على وحدة قوى الثورة وحاضنتيها، وهو ما يؤدي إلى تآكل الوحدة الوطنية، وبالتالي إضعاف نسيج المجتمعي والعسكري، مما يسهّل على قوى الثورة المضادة وحلفائها الانقضاض على مناطق المحرر.

سجلّ حركة التحرير والبناء منذ تأسيسها في شباط عام 2022 يشير إلى وطنيتها الحقّة، إذ هي قامت بمنع اقتتالات عديدة بين قوى الصف الوطني في مناطق المحرر، وهذا يكشف عن تجذّر الوطنية في وعي قيادة الحركة، ورفضها الانحياز لغير مفهوم الوطنية السورية.

إن قيام حركة التحرير والبناء بإطفار نار النزاع بين عشيرتي طي وقيس، يخدم أولاً حماية العشيرتين من الانزلاق نحو اقتتال يضعفهما، ويخلق شرخاً في علاقتهما الوطنية مع بعضهما وهذا مكسب وطني واجتماعي، وإن الفصل بين المتقاتلين لا يفي بإنهاء النزاع، بل ينبغي اجتثاث أسبابه والمحرّضين عليه، وهو ما عملت عليه قوات الفصل بين المتنازعين التابعة لحركة التحرير والبناء، إذ عمدت هذه القوات إلى اعتقال كل من دفع باتجاه هذا الاقتتال، ثم قامت بتسليمهم إلى الجهات المختصة بتطبيق القانون في مناطق المحرر.

إن قيادة حركة التحرير والبناء تُدرك أن تعميق الوطنية السورية بين الفئات الاجتماعية المختلفة في المحرر يعني تقديم المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة للفئات التي قد تتنازع من أجل هذه المصالح، ولهذا تعمل هذه الحركة على الدفع بقيم الوطنية السورية كقيم عليا تخصّ كل السوريين، وهذا يجعلهم كأفراد أو مكونات متساويين أمام هذه الوطنية.

لذلك ومنعاً لقوى الفتنة من لعب دور تمزيق الوحدة الوطنية في مناطق المحرر، قامت قوات فضّ النزاع التابعة لحركة التحرير والبناء باعتقال ومطاردة كل من ساهم بهذا النزاع، ومن ثم تقديمهم إلى الجهات المختصة لمحاكمتهم وفق القوانين المعمول بها في هذه المناطق.

إن تعميق الوطنية في وعي حاضنتي الثورة السورية في مناطق المحرر أو خارجها، يساهم بلا شكٍ في خلق سياج حماية وطني، يمنع أعداء الشعب السوري من خلق الصراعات والنزاعات بأشكالها بين المكونات الوطنية السورية، وهذا ما تفعله حركة التحرير والبناء.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني