عشية تجمع “إيران الحرة 2022”… إيران على حافة التغيير
سيُعقد هذا العام مؤتمر “إيران الحرة 2022” الذي سيشارك فيه مئات البرلمانيين والشخصيات السياسية والمسؤولين السابقين والحاليين، فضلاً عن عشرات الآلاف من الجاليات الإيرانية من جميع أنحاء العالم؛ في ظل ظروف يعيش فيها النظام الحاكم في إيران في مرحلة السقوط.
والحقيقة هي أن الوضع في إيران أكثر خطورة من أي وقت مضى. إذ وصف خامنئي نظامه بأنه “في مأزق”، كما يتحدث اليوم مسؤولون آخرون ووسائل إعلام نظام الملالي أنفسهم عن السقوط.
والجدير بالذكر أن الاقتصاد الإيراني غارق في الأزمات المستعصية الحل؛ نتيجة لفساد الملالي ونهبهم لثروات البلاد وإشعالهم للحروب على مدى 43 عاماً.
وتفيد مصادر حكومية أن التضخم قد ارتفع إلى أعلى نسبة له في العقود الـ 4 الماضية، ووصلت إلى أكثر من 52%، وأن أكثر من 80% من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر.
وينفق الملالي عائدات البلاد على المشاريع النووية والصاروخية، ودعم الميليشيات في العراق وسوريا واليمن ولبنان، والتدخل في شؤون بلدان المنطقة. فضلاً عن ضلوع قوات حرس نظام الملالي والتيارات التابعة لهم في النهب.
والجدير بالذكر أن موجة ارتفاع الأسعار وسوء الأوضاع المعيشية أرهقت جميع فئات الشعب.
واحتجاجاً على هذا الوضع المتردي، انتفضت مختلف فئات الشعب والمدن الواحدة تلو الأخرى للاحتجاج على نظام الملالي، وتزداد الانتفاضات والمظاهرات انتشاراً ضد هذا النظام الفاشي يوماً بعد يوم.
كما قامت وحدات المقاومة المناصرة لمجاهدي خلق بتوسيع أنشطتها في جميع أنحاء البلاد.
ويتجسد دور وحدات المقاومة في كسر أجواء الخوف والقمع التي يفرضها الملالي الحاكمون في البلاد؛ حتى تستمر الاحتجاجات، وتتحول بعد ذلك إلى انتفاضات كبرى تجتاح جميع أنحاء البلاد، من خلال دمج القوى المنظمة مع حركة الاستياء الشعبي الهائلة، وتؤدي إلى الإطاحة بنظام الملالي.
وتجدر الإشارة إلى أن وحدات المقاومة نفَّذت خلال عام مضى أكثر من 2350 حملة مناهضة للقمع في جميع أنحاء البلاد، مما مهَّد الطريق لانطلاق الانتفاضات.
من جهة أخرى، نجد أن نظام الملالي ليس لديه أي رد سوى القمع وزيادة عمليات الإعدام أو التعذيب في سجونه.
والحقيقة هي أنه يمكن للمرء أن يرى مشهد السقوط في الأفق؛ بإلقاء نظرة واحدة على الظروف الموضوعية والغليان المستمر للانتفاضات في إيران اليوم. فقد اتخذ الإيرانيون قرارهم بضرورة المواجهة النهائية مع نظام الملالي.
ونلاحظ أن خامئني بادر العام الماضي بتعيين إبراهيم رئيسي بالاحتيال رئيساً للجمهورية بغية حماية نظام الملالي من الأزمات والاحتجاجات الشعبية بالقمع والإعدام، إلا أنه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً، حيث نسمع هتاف “الموت لرئيسي” في الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت جميع أنحاء إيران.
ويرى مجاهدو خلق أن خامنئي زعيم نظام الملالي، وأن رئيسي هو السبب الرئيسي في اندلاع انتفاضة المواطنين وعزلة نظام الملالي دولياً.
قال رئيسي في 27 يونيو على تلفزيون نظام الملالي: “ترون بصمات مجاهدي خلق في كل فتنة شهدتها البلاد في هذه السنوات الـ 40 “.
والجدير بالذكر أن المقاومة الإيرانية وسَّعت من أنشطتها على الصعيد الدولي، فضلاً عن الصعيد الداخلي، وأطفقت على كشف النقاب عن مشاريع نظام الملالي النووية والصاروخية، وانتهاكاته لحقوق الإنسان وتدخلاته الإقليمية في شؤون بلدان المنطقة، وتمضي قدماً في الحملة الدولية لملاحقة قادة نظام الملالي قضائياً، بمن فيهم خامنئي ورئيسي، بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية لمجزرة 30,000 سجين سياسي في عام 1988، وارتكاب الجرائم والمذابح في حق الشعب الإيراني وشعوب المنطقة على مدى 4 عقود.
ويقف مجاهدو خلق ضد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، والتي دمرت إيران وسفكت الدماء في بلدان المنطقة لأكثر من 40 عاماً بإساءة استخدام الإسلام؛ مؤمنين بإسلام ديمقراطي، ويشكلون نقيضاً فعالاً لإيديولوجية الملالي المشؤومة، ويَعِدون بإرساء إيران متطورة وحرة، وبمنطقة يسودها السلام والأخوة.
فمجاهدو خلق يشكلون نقيضاً فعالاً لأيديولوجية الملالي المشؤومة؛ بإيمانهم بإسلام ديمقراطي. انظروا إلى ما فعله الملالي باسم الإسلام في البلدان المجاورة لإيران بدءاً من العراق وصولاً إلى سوريا ولبنان وفلسطين واليمن.
بيد أن إسلامنا يرفض الاستبداد ومناهضة المرأة، ولا يتجاهل حقوق القوميات المضطهدة. كما أننا لا نفرق بين نهج سيدنا المسيح ونهج سيدنا موسى ونهج سيدنا محمد.
والجدير بالذكر أن هذا البديل هو الحل لقيادة إيران نحو الديمقراطية، ويشكل نقيضاً لظاهرة التطرف المشؤوم باسم الإسلام في المنطقة بأسرها، برفع شعار الفصل بين السياسة والدين.
يتمتع مجاهدو خلق بقاعدة شعبية داخل إيران وتشكيلات قوية، ولديهم خبرة في النضال تمتد إلى أكثر من نصف قرن ضد ديكتاتوريتي الشاه والملالي.
والحقيقة هي أن العامل الحاسم في أي تطور يحدث في إيران في الوقت الراهن هو المقاومة المنظمة لمجاهدي خلق، وهذا هو العنصر الذي يمكنه الإطاحة بنظام الملالي ودفْع التطورات لصالح الشعب الإيراني والمنطقة.
ولهذا السبب يستحق الإيرانيون ومقاومتهم الاعتراف بهم رسمياً ودعمهم دولياً.
وستشارك مئات الشخصيات من جميع أنحاء العالم هذا العام في التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية ومؤتمر “إيران الحرة 2022″، في أشرف الـ 3 في ألبانيا للإعلان عن دعمهم للشعب الإيراني والبديل الديمقراطي لنظام الملالي.