أوطان عارية
كأن الصدفة التي جمعتنا
تعبت أن تقتفي آثار الظلال
شاخت كامرأة عاقر ترقب ألوان الطيف
ربما لم يتعد خيالها
سوى الكفن الممتد أمامها
ربما لم تتجاوز حدود المكان
للقبور والأقبية المتعرجة
للأقنعة الزائفة
تغمس جدائلها
تسريحة على الموضة
وبضع مساحيق تستبدل بها الصورة
وهيئة من زمن الفرعون
تستحضر أرواحاً ناطقة
تمطط الكلام بين فساتينها
كي تخلق للغة عيوباً
تقول للخيال:
سأحب كل الرجال كي لا تفطم الأرض من شهوتها
سأنزع من البجع أغطية لرأسي
كي أنسى تعرق الندى على سريري
أخبئ شح الكلمات في قبو أمي
كبدلة ضيقة تستر عيب صاحبها
آخذ أرقام حياتي لتسقط ثورتنا
تقول للعابرين:
اقطعوا حشرجة صوتي
انشروا على أجسادهم العارية بعضاً من أوراق شعري المتساقط
ضعوا ساديتكم تحت نعشي
ربما يحملني المولى بين أنين الموتى
ربما تمطر السماء من دمائنا
من أوجاعنا، من آهاتنا
بعضاً من فلسفة أفلاطون
ربما نصير فلاسفة أو شعراء
أو رجال دين أو حتى رجالاً لم يولدوا بعد
يكنسون العرق من أجسادنا
انسوا أنني أنثى لم تختر أن تثخن على أوطانكم
دعوني أمتطي جناح كبوتي لربما بقي متسع من الوقت للحرية المكسورة
شكرا لكل القائمين على هذا الصرح الأدبي على نشر حرفي بمجلتكم لتضيء عمودكم الثقافي ويطلع المثقف على حرفي واسلوبي في الكتابة