هموم العمل والمهنة لدى المعلمين السوريين في تركيا
وجد المعلمون السوريون، الذين اضطروا للجوء إلى ديار الدولة التركية، أن مصاعب جمّة تعترض عملهم كمعلمين في هذه الدولة الشقيقة، كما يُطلقُ عليها كثيرٌ منهم.
المصاعب تتعلق باختلاف اللسانين العربي والتركي، رغم وجود نسبة كبيرة من المفردات العربية في اللسان اللغوي التركي، كذلك تنسحب المصاعب على الوضع القانوني للسوريين عموماً، وعلى قطاع المعلمين خصوصاً.
من هذه المصاعب، أن العمل في قطاع التعليم التركي، يحتاج إلى توفر أمورٍ كثيرة، منها اتقان اللغة التركية والحصول على جنسية، أو العمل في مراكز إدارية ضمن المدارس.
نينار برس التقت بمعلمين عديدين، وطرحت عليهم أسئلةً، تتعلق بهموم مهنتهم.
تقول معلمة اللغة الفرنسية هناء مصطفى النوري: يجب أن نعرف حقيقة هامة، وهي أن العقد الذي وقع عيه المعلمون السوريون هو عقد تطوع، وشرحت السيدة هناء النوري معنى (تطوع)، وقالت: هو عقد بين تركيا ومنظمة التربية التابعة للأمم المتحدة اليونيسيف، وبموجب هذا العقد يتم التحاق المعلمين السوريين بالعمل في المدارس التركية، وفق ما تقرره الجهات التركية المسؤولة.
هناء مصطفى النوري
معلمة اللغة الفرنسية
وحول سؤالنا عن الاختلاف بين منهاجي التعليم السوري والتركي، تقول المعلمة هناء مصطفى النوري: عملت تركيا على سدّ هذه الفجوة بين المنهاجين، من خلال دورات تأهيل لكل المعلمين.
بينما قال المعلم خالد جاسم المحمد: يعتبر التعليم في المدارس الرسمية التركية والخطابة المنبرية هي مناصب سيادة لاينبغي لغير المدرس التركي أن يتقلدها ويقوم بها، وإن المعلمين السوريين لا يسمح لهم بتدريس الطلاب الأتراك بشكل رسمي. ويعبّر المحمد عن أسفه لبقاء عمل المعلمين مؤقتاً عبر عقدٍ سنوي لا يعرفون متى يتم إنهاؤه.
خالد جاسم المحمد
معلم
رجاء شعيب تحمل إجازة بعلوم التربية من سورية وتعمل في الإرشاد التربوي في مدارس “إمام خطيب” التركية. تقول المعلمة رجاء: يعتبر الراتب الذي يتقاضاه المعلم السوري العامل في المدارس التركية منحة، وليس راتباً مكافئاً للعمل، كما يتم التعامل مع المعلم التركي.
وتعتبر المعلمة شعيب أن نظام التعليم التركي مميز ومتطور.
رجاء شعيب
معلمة
أما معلم الحرفة وحامل شهادة المعهد الصناعي بندر تركي الناصر فيقول: أول الصعوبات تتعلق بإتقان المدرس السوري للغة التركية، وهذا يتطلب دورات تقوية واستخدام للغة مستمرين.
ويعتقد المعلم بندر الناصر أنه من الممكن تأهيل المعلم السوري في التعليم المهني والفني، من خلال تعيينه في الثانويات المهنية التركية، وتدريبه من خلال دورات خاصة بالتعليم المهني.
بندر تركي الناصر
معلم حرفة
معلمة اللغة العربية أنسام العبد الدريبي، ترى أن تعلم اللغة التركية وإتقانها من قبل المعلمين السوريين ضرورة قصوى، وأن الحكومة التركية فتحت المجال لتعديل الشهادات العلمية للمعلمين السوريين، والصعوبة في هذا الأمر تتعلق بإتقان المعلم السوري للغة جديدة عليه.
أنسام العبد الدريبي
معلمة اللغة العربية
أما المعلم طه جاسم الإبراهيم فيعتقد كما سبقه زملاؤه: أن إتقان اللغة التركية هو في مقدمة المصاعب بالنسبة للمعلم السوري في تركيا، وأن الدورات التدريبية التي يخضع لها المعلمون السوريون، والمترافقة مع امتحانات جادة وشهادات تعترف بها الحكومة التركية هو أمر قد يفتح المجال أمام المعلم السوري لممارسة مهنة التعليم في الدولة التركية.
طه جاسم الإبراهيم
معلم