fbpx

نظام الملالي الإيراني أداة قذرة لتحقيق الفوضى الخلاقة

1 255

لماذا لم تدمر إسرائيل المفاعلات النووية الإيرانية، علماً أنها تهدد على مدى 15 عاماً، وتقوم بتضخيم المشروع النووي الإيراني لدرجة أنه أرعب بعض الدول بالفعل وأعطى مفاعيله، ولكن إسرائيل والولايات المتحدة حريصتان على الكلام فقط والتهديد. وكما يقول المثل نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً. فما القصة يا ترى؟

من التصريحات الرسمية الإيرانية اللافتة التي سمعناها مؤخراً، تصريح لرئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، الذي قال وبكل تبجح وعنجهية: بعد أن كانت إسرائيل تفكر بالاقتراب من حدودنا.. الآن نحن أصبحنا نقف على حدودها في الجولان. وقبله صرح مسؤول إيراني أن طهران تسيطر على أربع عواصم عربية. وبنفس الوقت تصرح طهران أنها تريد إقامة علاقات حسن الجوار وعدم التدخل الأمريكي في شؤون المنطقة! فهل يوجد أحد يتدخل في شؤون المنطقةأاكثر من نظام الملالي الطائفي الفارسي.

نظام الملالي يصور الأمور وكأن إيران ند للغرب بما فيها أمريكا. والغرب يمرق لها هذه الدعاية ويترجاها أن توقع اتفاقية البرنامج النووي ليس لأن إيران بالفعل دولة قوية بل لأنها تلعب دوراً واضحاً في خطة دولية تستهدف شعوب المنطقة وخاصة الشعوب العربية والإسلامية. وهي تساهم في إيجاد حالة من الفوضى الخلاقة.

والسؤال هنا: هل كان من الممكن أن تصل طهران إلى ما وصلت إليه، لو لم يكون لديها ضوء أخضر أمريكي – إسرائيلي، فهي تقوم بمهمة تنطوي ضمن خطة دولية لتدمير الدول وإدخالها في حروب لا تنتهي.

والعرب فقط هم من يصدق الكذب الإيراني، وهذا هو المطلوب، تخويف العرب والمسلمين لكي يركضوا إلى أمريكا طالبين المساعدة والحماية وشراء الأسلحة منها، وكذلك الهرولة للتطبيع مع إسرائيل.

النظام الإيراني هو نظام أوتوقراطي ديني يمارس الإرهاب الدولي ويقمع شعبه ويجوعه في وقت يصرف مليارات الدولارات لتسليح الميليشيات الطائفية التي تقاتل تحت رايات طائفية متخلفة، ولكنها في الحقيقة تقاتل من أجل الإمبراطورية الفارسية.

ومن يعرف إيران من الداخل يقول إنها منهارة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وهناك مشاكل وتململات في بعض الأقاليم، من أذربيجان وعرب وغيرهم. وليس صدفة أن يقوم الجيش الإيراني بإجراء مناورات عسكرية كبيرة لأول مرة على الحدود مع أذربيجان، فالأذريين ينتمون إلى مجموعة الشعوب التركية في آسيا الوسطى، وبالرغم من مذهبهم الشيعي إلا أنهم متحالفين مع تركيا بقوة، وقد ساعدت تركيا أذربيجان بتحرير جزء كبير من أراضيها التي كانت تسيطر عليها قوى أرمنية.

ولكن الذي يثير قلق إيران، هو ما تزعمه من أن إسرائيل أيضاً شاركت في دعم أذربيجان، ولذلك صرح وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان في موسكو خلال لقائه من يومين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن طهران لن تسمح بإعادة تغيير توازنات منطقة القوقاز.

ومن يسمع وجه الشؤم عبد اللهيان هذا، وهو على ما يبدو من المقربين للحرس الثوري الإيراني ولا يتسم بالدبلوماسية، فقد  ظهر في قمة الدول المجاورة للعراق في بغداد وتقدم إلى الصف الاول إلى جانب الرؤساء ليظهر للجميع أن طهران هي من تدير العراق.

ولكن من جهة أخرى يرى بعض الخبراء أن ما قامت وتقوم به طهران من توسع وصرف المليارات على مشاريع خارجية ضمن استراتيجية تصدير الثورة المشؤومة هو نوع من التوريط، وذلك ينهك الاقتصاد الايراني ويذكرني بما جرى للاتحاد السوفييتي قبل انهياره، حيث كان يصرف عشرات المليارات من الدولارات على دعم الأنظمة الشمولية في الشرق الأوسط والعالم، وأهمل الوضع الداخلي الذي كان يتآكل بالتدريج، وكان ذلك أحد أسباب تفكك النظام السوفييتي ومعه كل المنظومة الاشتراكية في العالم.

وماذا لو جرى توريط إيران بصراع تقوده طالبان وأذربيجان ودول أخرى، وبنفس الوقت يشتعل الوضع الداخلي، فهل ستتمكن طهران من الاستمرار في تدخلها في شؤون الدول العربية؟

ولكن هناك معلومات مؤكدة على أن النظام الطائفي العميل في العراق قام بتمويل إيران، في فترة الحصار الطويلة، بالمليارات ويمول الميليشيات الطائفية بحجة محاربة داعش وكذلك يمول نظام الأسد المجرم. علماً أن العراقيين أبناْ أغنى بلدان العالم، لا يشبعون من الماء وليس لديهم كهرباء ومع ذلك تذهب المليارات من عائدات النفط إلى طهران والأسد وغيرهم من أتباع الخميني في المنطقة.

إيران لا علاقة لها بالإسلام، فكل ما يروجه فقهاء الشيعة الإيرانيين وأتباعهم هو خزعبلات وخرافات اقتبسوها من الديانات الزردشتية واليهودية والوثنية، ويدعون أنهم يصدرون الثورة الإسلامية، لكنها في الحقيقة هي تصدر التخريب وتجارة المخدرات وتستخدم العرب والأفغان والباكستانيين وغيرهم من الجنسيات لقتل بعضهم بعضاً بحجة الصراع المذهبي الذي يعمي أبصار بعضهم وخاصة منهم الفقراء والشباب.

ولكن ما يحز في النفس هو سياسة الدول العربية التي لا تُطمئِن، بل تثير القلق لأنهم غارقون في همومهم الخاصة المتعلقة بالسلطة والثروة ولا يرون الخطر الحقيقي على المنطقة ولا يفكرون بوضع استراتيجية فعالة لمجابهة الخطر وحماية الأمن القومي العربي وأمن شعوب المنطقة.

الغرب وضعنا بين فكي كماشة: من جهة الكيان الصهيوني ومن جهة نظام الملالي الإيراني، وعلى الجميع أن يختار بالتعامل مع أحد عدوين أحلاهما مر.

أيها العرب وشعوب المنطقة! اتحدوا ضد هذا الوباء الذي اسمه نظام الملالي ومن يتبعه تحت شعارات كاذبة من نوع المقاومة وتحرير القدس وأمريكا هي الشيطان الأكبر، ويجب رمي إسرائيل في البحر، فهذه كلها دعايات كاذبة لذر الرماد في العيون. وقد انكشفت كل تلك الاوراق فبدل أن يذهبوا إلى القدس مباشرة، خاصة وأن حزب الله يسيطر على المناطق المحاذية لإسرائيل ويهدد ليلاً نهاراً بالكذب، لكنهم يقتلون الشعوب في سوريا واليمن والعراق وشهدنا ذلك بشكل سافر في سوريا حيث مارسوا كل أنواع القتل والتدمير والتشييع ونشر المخدرات في سوريا من شرقها إلى شمالها وجنوبها، فما علاقة الميادين وحلب وحمص بتحرير القدس؟ وكذلك أكملوا تدمير العراق بعد أمريكا. وهاهم يدمرون اليمن كما حولوا لبنان إلى دولة فاشلة.

إن خسارة العراق وهو بوابة العرب الشرقية هو استباحة للمنطقة من الجهة الشرقية.

إن خسارة سوريا بموقعها الاستراتيجي وأهميتها التاريخية والسياسية هو نصر لإيران ضد دول الخليج والعرب عموماً.

إن خسارة اليمن هو تهديد لأمن الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية.

إن ضياع لبنان هو تهديد للمنطقة بأكملها.

1 تعليق
  1. نزار بعريني says

    ماذكره المقال عن اهداف المشروع الايراني صحيح ، ودقيق . تبقى حقيقة قدرة قادة هذا المشروع على تحقيق اهدافه في مواجهة سياسيات ومصالح الولايات المتحدّة، كما تُعلن دعاية ” المقاومة” قضيّة تحتاج الى مؤشُرات واقعية ، في ظل موازين قوى لاتميل لصالح مشروع ايران.
    اذا اخذنا مسألة موازين القوى، يسهل الاستنتاج بإستحالة ان تتحقق اهداف مشروع الملالي دون تقاطعها مع اهداف المشروع الأمريكي. هنا صعوبة البحث ، واهميته !!
    كلّ التحية والتقدير.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني