fbpx

نازحات في إدلب.. تحت خط الحياة

0 265

وجدت الكثير من النساء أنفسهن في مخيمات النزوح، مجبرات على التأقلم مع الواقع الصعب، فكانت الخيام في الأراضي الزراعية مستقراً لهنَّ، وأصبحنَ أمام واقع لا مفر منه دفعهنَّ إلى العيش بطريقة لم تعتد بعضهنَّ عليها، مضطرات للغسيل اليدوي، والطهي على موقد النار، بسبب ضيق الحال، والتقاط الحطب لتأمين التدفئة، ونقل الماء من الخزانات، كما تتفاقم معاناة النساء النازحات في فصل الشتاء حيث البرد والطين، وقماش الخيام الذي لا يقي أطفالهن البرد القارس والصقيع، ولا يمنع دخول الأمطار ومياه السيول إليهم.

انعدام الخصوصية

تواجه النساء في المخيمات مشكلة انعدام الخصوصية بسبب اقتراب الخيام والتصاقها ببعضها بعضاً، الأمر الذي يخلق العديد من المشاكل بين العوائل النازحة.

ليلى القربي (28 عاماً) أم لثلاثة أطفال، نزحت مع زوجها وأولادها من مدينة خان شيخون إلى مخيم في مدينة معرة مصرين، وعن معاناة العيش في الخيمة تقول لـ نينار برس: “أسست مع زوجي في مدينتنا المنزل الذي كنا نحلم به بعد عناء، وبعد تجهيزه نزحنا وتركناه، دون اصطحاب أي شيء معنا سوى ملابسنا.”

وتبين أن الحياة في المخيمات شاقة وتحتاج لمجهود إضافي لم تعتد عليه، فنمط حياتها اختلف بشكل كامل، كما اختلفت طريقة العيش بكل تفاصيلها: “الخيمة لاترد البرد أو الحر، وكثيراً ما نستيقظ على بكاء أطفالنا الصغار، ومنظر الفرش والأغطية والأدوات المنزلية تسبح بماء الأمطار، كما تنعدم مقومات النظافة التي لا نستطيع تأمينها، فالمياه أزمة كبيرة بالنسبة إلينا، والحمامات مشتركة بين عدة أسر داخل المخيم.”

وتؤكد القربي أن حياة الخيام تنعدم فيها الخصوصية، والراحة، لعدم وجود أماكن للاستحمام أو تغيير الملابس وصعوبة وجودها، وعدم وجود الإضاءة ليلاً بين الخيام للوصول للحمامات، كما تجد صعوبة ﺑﺎﻟﻐﺔ في تأمين ﻣﻴﺎﻩ الشرب والمستلزمات ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ الأخرى، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ تقوﻡ بحمل “غالونات” ﻣﻴﺎﻩ الشرب ﻟﻤﺌﺎﺕ ﺍﻷﻣﺘﺎﺭ لتصل إلى الخيمة لعدم وجود طرق ﺗسهل عليهم ﺫلك بسبب الصخور ووعورة ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ.

انعدام الخدمات 

كما تشكو النساء النازحات من بعد المراكز الصحية وغياب التعليم عن معظم المخيمات، وامتناع الأبناء عن ارتياد المدارس بسبب بعد المدارس عن أماكن نزوحهم.

أم إبراهيم (41 عاماً) نازحة من ريف معرة النعمان الشرقي في مخيم بمنطقة سرمدا، تواجه المرض والنزوح، وعن معاناتها تتحدث لـ نينار برس: “أعاني من الضغط والسكري، وأشكو من افتقار المنطقة للنقاط الطبية، وأضطر لقطع مسافات بعيدة للوصول إلى أقرب مركز صحي لمتابعة حالتي الصحية، أما أولادي فقد حرموا من حقهم في التعليم بعد نزوحنا، بسبب بعد المدارس عن سكننا، ما دفعهم للتوجه نحو أسواق العمل منذ صغرهم.”

فقر وأمراض

كما تنتشر في مخيمات النزوح البطالة وتنعدم فرص العمل، لذلك تسعى الكثير من النساء لإيجاد فرصة عمل لكسب قليل من المال، يعينهن على توفير ظروف نزوح أفضل.

علية الكنجو (30 عاماً) نازحة من ريف مدينة سراقب إلى مخيم بدير حسان، تضطر للعمل لإعالة أولادها الخمسة وزوجها المريض، وعن ذلك تقول لـ نينار برس: “أعمل طوال اليوم في قطاف نبتة القبار (الشفلح) صيفاً، والخبيزة شتاء لبيعها والاستفادة من ثمنها في تأمين مصروف المنزل.”

وتشكو من كونها لا تمتلك المال لشراء الغاز، لذلك تجمع الحطب والنايلون لإشعال موقد النار، للطهي وتسخين مياه الاستحمام.

وتتابع: “تسبب انتشار الحشرات في مشاكل كثيرة لنا، بسبب غياب شبكات الصرف الصحي، إضافة لقرب خيامنا من مكبات النفايات التي تساهم في زيادة الأمراض التي تنقلها الحشرات.”

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني