كورونا بين التهويل والتهوين
لم يرحل عام 2019 إلا وخلف في نهايته مرضا أعلن كوباء عالمي اجتاح العالم خاصة بعد الانتشار المتسارع له والذي انطلق من مقاطعة هوبي الصينية وبالأخص مدينة ووهان ، ليطلق عليه اسم covid_19 .
أما عن سبب التسمية ل covid_19 فهي اختصار للكلمات
“co” وتعني corona
“vi” وتعني virus
“d” وتعني “disease
أما 19 فقد جاءت نسبة للعام الذي انتشر فيه الفايروس وهو 2019 ويعرّف المرض بأنه التهاب رئوي حاد غير معروف المصدر كما أبلغت الصين منظمة الصحة العالمية بهذا المرض , علما أن هذا الفايروس ليس الأول من نوعه بل هو وليد سلالة فايروس السارس SARS المعروف عالميا.
منذ الأيام الأولى التي اجتاح بها فايروس كورونا الصين أعلنت السلطات الصينية عن حجر صحي كامل للمدينة الموبوءة ، وشددت عليها اجراءات السلامة خاصة ، بعد ظهور مقاطع فيديو لأناس يموتون في الشوارع نتيجة إصابتهم بالمرض.
في الوقت الذي كانت تحاول فيه الصين السيطرة على انتشار هذا المرض بدأت حالات جديد بالظهور في دول مختلفة منها عدة بلدان في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ عن وصول إصابات إلى أراضيها.
في التاسع من الشهر الأول لعام 2020 تم الإعلان عن أول حالة وفاة مؤكدة نتيجة الفايروس وتتالى إثر ذلك الإعلانات عن حالات وفاة داخل الصين وخارجها, وتفشى كورونا بسرعة كبيرة جدا حتى بلغ اليوم 137445 مئة وسبعة ثلاثون ألفا وأربعمئة وخمسة وأربعون حالة في وقت بلغ فيه عدد الوفيات حتى منتصف شهر مارس (آذار) الحالي 5088 خمسة آلاف وثمانية وثمانون.
كل هذه الأخبار رافقتها العديد من التصريحات الدولية والإقليمية بالنسبة للدول والمناطق التي تفشى بها الفايروس والإجراءات الاقتصادية المتخذة من قبلهم , مثلا أعلنت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا إجراءات مشددة ورصد ميزانيات ودعم مالي ولوجستي للمناطق الموبوءة بهدف مواجهة خطر انتشار الفايروس لاسيما وأنه تم إعلان حالات إصابة لدى مسؤولين أوربيين .
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن إيطاليا وإيران الدولتان البعيدتان جغرافيا متقاربتان بالترتيب العالمي لتفشي فايروس كورونا لكن نظرا للأحوال الصحية السيئة بحسب ما تظهر الفيديوهات المسربة من المشافي الإيرانية أن حالات الوفاة كثيرة كما يوجد قرابة 2959 ألفان وتسعمئة تسعة وخمسون حالة شفاء بينما في إيطاليا ورغم التفشي السريع للمرض وارتفاع أعداد الوفيات حيث يبغ عدد الاصابات 15113 خمسة عشر ألفا ومئة وثلاثة عشر حالة مقابل 1016 ـاف وستة عشر حالة وفاة ، وبلغت إعلانات الحكومة الإيطالية عن حالات شفاء 1045 ألف وخمسة و أربعون حالة , لكن لو أن إيران تعترف بشكل حقيقي بعدد الإصابات والوفيات كما تفعل باقي دول العالم في أوروبا وأمريكا ودول آسيا لوجدنا أن الإصابات والوفيات أكبر من ذلك بكثير
بمقابل كل هذا الهلع من الانتشار العالمي السريع لفايروس كورونا والإعلان العالمي عن تفشي هذه الجائحة تبدو بعض الدول غير آبهة بخطورة هذا الفايروس والنصائح والتعليمات الواجب اتباعها بوضع كهذا كضرورة نشر التعليمات الصحية وزيادة الوعي عند المواطنين وأيضا تخفيف التجمعات قدر الإمكان في المرافق ووسائط النقل المختلفة فضلا عن تعقيم تلك المرافق لتأكيد خلوها من هذا الفايروس.
ومن هذه الدول التي تلتزم الصمت سوريا التي لم تعلن حتى الآن عن أي حالة إصابة بفايروس كورونا علما أن هناك وجود مكثف للإيرانيين على الأراضي السورية وأن جميع الحالات التي تم اكتشافها في الدول العربية كانت قادمة من إيران في حين أكدت تقارير عن وصول ستة مقاتلين باكستانيين عادوا إلى أراضيهم مصابين بالمرض توفوا على إثره في باكستان.
وفي الحادي عشر من شهر (آذار) مارس الحالي أعلنت منظمة الصحة العالمية بشكل رسمي ، أن فايروس كورونا الجديد، الذي مازال يتفشى في مختلف أنحاء العالم، بات “وباء عالميا”، مؤكدة في الوقت نفسه أنه لا يزال من الممكن “السيطرة عليه” من خلال مجموعة إجراءات مثل تعزيز الوعي الإرشادي ودعم الدول المصابة بالخبرات الطبية فضلا عن تخصيص روابط خاصة لمتابعة تفشي الفايروس وتفنيد الإشاعات .
ومن الجدير بالذكر أن عدد الحالات التي تماثلت للشفاء بلغ 69779 تسعة وستون ألفا و سبعمئة و تسعة وسبعون حول العالم ، ليكون إجمالي الحالات المتعافية أكثر من تلك المتوفاة نتيجة الفايروس .