fbpx

سأحرق غزة لأجلك

0 255

حبيبتي أدونيا

أزعجني صوتك المرتجف تلك الليلة، لم تغازليني كعادتك، لم أسمع في صوتك ذاك النغم الذي سرقته من مزامير داود، كنت تهمسين بخوف وضعف:

(لا تذهب في أية مهمة)

أعرف أنك تخافين علي ولكن سأقول لك لا تخافي أدونيتي.. أنا لآن أقف أمام هذا المنظر الباهر هذا الدمار البديع لا تعرفين كم يبهحني، وأنا أرى شوارع غزة ومبانيها وقد استحالت ركاما أسود، وليتك تعلمين ما في يدي.

آه يا أدونيا لو تعلمين ماذا سأفعل الآن لأجلك.

ماذا كنت تقولين لي في اتصالك الأخير..

(أوه عزيزي سيباستيان لا تذهب أرجوك)

أظن أن رأسك الصغير لم يفهم لم أنا هنا أو ربما أصولك البولندية قد طغت على عقلك فخيلت لك أن قتل هؤلاء الارهابيين عمل خاطئ اذ كيف تجرئين أن تقولي لي، لا تذهب، هل فقدت صديقا مثل شمعون في ذلك الحفل الذي قصفه الأوغاد؟

أم رأيت صديقة جميلة مثل ميريت وهي مغطاة بالدم وبلا ذراعين؟

ستقولين لي مثل ما يقول الكاذبون في الإعلام المعادي أن القصف جاء من جهتنا…طبعا ستقولين ذلك فأنت مثل أخواتك ذوي اللحى الطويلة والعقول الفارغة تصدقون كذب المأفونين وأنا أشك في كونك مخلصة لي أو لإسرائيل التي نريدها من الفرات إلى النيل. يحب أن نمحو كل شيء لتبقى فقط نجمة داوود.

هل يقولون إننا عابرون في كلام عابر؟!

اللعنة عليهم وعليك.

أيتها العاهرة الصغيرة كيف تصدقين كلامهم. كيف تسمحين لأذنك أن تسمع شعرهم وموسيقاهم

ثم كيف تجرئين أن تطلبي مني ألا أكون مع جنود جيش الدفاع الذين يحاربون في شوارع غزة المليئة بالإرهابيين.

ولا تقلقي سنجد مداخل تلك الاتفاق ونفجرها حتى وإن كان الشياطين يحرسونها بأنفسهم.

أدونيا…

أنا أنظر الآن إلى شارع صلاح الدين وأمامي أكوام من المباني السكنية التي صارت حجارة متكسرة، ولو تعلمين كم يرقص قلبي فرحا وكم أنتشي بهذا المشهد العظيم.

لو كان ذاك الشاعر الذي يرسل لك قصائده السخيفة موجودا لبصقت في وجهه وقلت له: انظر إلى تلك الأرض التي قلبنا عاليها سافلها، سنكمل ما بدأناه هنا لنصل إلى الطرف الآخر، سيعود هذا الشريط مجرد أرض بور لا تصلح لشيء وسينساها الناس مع مرور الزمن ثم سنقوم بإعمارها وسنستوطنها، ونسكن فيها ويسكن فيها أحفادنا.

وسيكون بيتك أيها الشاعر الغبي هو المكان الذي سأبني فيه بيتي وسأمحو قصائدك التي أهديتها لأدونيا..

أيتها القطة الساقطة. تقولين لي لا تقتل أولئك الأطفال، أتعلمين أي دم نجس يجري في عروقهم، أتعلمين كم طفلا ينجبون في السنة، أتعلمين أنهم إن بقوا أحياء سيكبرون وسيكونون مثل ذلك الملثم الحقير، ذلك الذي سحرهم بخطبه المليئة بالأكاذيب.

‏أو ربما مثل شاعرك الأحمق الذي سمح لنفسه أن يفتتن بجمالك اليهودي، ولم يخمن أي جحيم سأرسله إليه، لا تندهشي وتفتحي عينيك أدونيا… أعرف أنك تعرفين في داخلك أن من يقترب منك سيكون مصيره كمصير ذاك الأبله.

‏أدونيا

لم تحزري ما يوجد بيدي.. إنه جهاز تفجير، وسأهدي هذا التفجير لأصدقائي الذين رحلوا، أما كل ما سأدمره لاحقا فسأهديه لك. لكن أرجوك أن تسمعيني صوتك كي أنام…أنام فقط دون أن أحلم بذلك الملثم وبمثلثه الشيطاني الذي يعلو ويهبط ولا يتوقف عن الوميض داخل رأسي.

ملاحظة:

أتعرفين

ذلك الملثم لا يثير غضبي كما يثيره منظرك وضحكتك تملأ وجهك وأنت تودعين خاطفيك، أولئك الملثمين الأوغاد، لا أستطيع تصديق لمعة عينيك التي أراها للمرة الأولى منذ عرفتك، كان ينقصك فقط أن ترتمي في أحضانهم، أيتها الساقطة التافهة، هل نسيتني، هل نسيت حلم إسرائيل الكبرى، سنتحدث في هذا الأمر عندما أعود، أما الآن فدعيني.. دعيني أكمل ما بدأته لأحرق…

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني