fbpx

حاسّة الشام

0 192

العطر..، تسمعه في الشام كالهمس

والذوق كالشوق قبل العين واللمس

باليد تلمس موسيقى تلألؤها

يا للسماع وروح العزف والجرس

خمسٌ على الكف،. عدّدْ،.. من سوابعها

فالشام تُحسب بعد الخمس والحدس

من دونها،.. تفقد الأشياء فطرتها

أمّا بها…، نغتني، من روعة القَبْس

لو من حواسك إحداهن قد فُقِدتْ

تعوّضُ “الشام” نقصاً من غنى النفس 

يحاول المعتدي جهداً ليكتبها

والشام تعطيه نصاً خارج الدرس 

                      ——————–

والهيل كالخيل فيه للشآم وفا

يستحضر الزمنَ المخبوء والمنسي

ويُرجع الـ ما مضى من سور أضلعها

ذاك الفؤاد له حرية الحبس

تحوط وجدي بزنديها لترفعني 

وتضفر المجد إكليلاً على رأسي

لذاك يحيا بياض الياسمين بنا

والميت نكسوه بالريحان والورس

                        ——————-

ها قد تدمشقَ منّا الكون فاستتروا

وليخجل الموت ما غطّى على الشمس

تسري لتُشرِقنا لو أغربت حلب

فالشام ترفع صُبحي عندما أُمسي 

وقد تجنُّ إذا ما الخيل طوّحني 

تستقبل الطعن وهي، تقرأ “الكرسي “

والشام أصدق إنباء إذ ابتُليتْ

في دمعها الدمّ بين الروس والفرس

هشام أسرج من تاريخها كفناً

لينبشوا جدّها في حرمة الرمس

أستغفر الله حاميها بمنزلةٍ

تمحوهمو كالجَوارِ الكنس والخنس

                  ——————–

كلُّ المرايا تُعرّي الوجه إن نُظِرتْ

عرّت دمشقُ خفايا الجنِّ والإنس

جزّوا الفصول بنا، إذ كان أرعبهم

أن الربيع سينمو في ربى القدس 

فأفلتوا طاقة الأغراب وارتهنوا

أيدٍ تُمسمر أو تستبدل الكرسي

فكلكم قابَ أو “على شفا جُرُفٍ”

إما التداعي وإمّا رصّة البأس

                   ——————-

في الشام بثٌ وفي صنعا ترددهُ

بغداد تشبك مع بيروت بالبؤس

ما ذاع هدهدنا عن الغنى نبأً

إلا وكانوا هدايا العيد والعرس

أو قل… شواهقنا للعشق آيلة

زالوا مشاعرها بالمحو والطمس

صبّوا دم الطفل مكسوراً بأدمعنا

مَنْ هيأ السُكر للأوغاد والنُجْس؟ 

إني سأخرج من شِعْري، أشقُّ دمي

أجرُّ غربتنا في السوق والنخْسِ

أبيع في الكون – يا أهلي – عروبتكم

من يشتري الآن؟! فليأخذ بلا فلس

منسف العُرس

—————-

أنا فيَّ أوجاعٌ وأحلامٌ وعشقُ

أنا يا طبيبُ

ليس تؤلمني ضلوعي

ما خلفَ أيسرِها

لتوجِعُني دمشقُ

لا كسر في ظهري ولكنْ

في كل “باب أو يدٍ رُفعت مضرّجةً تدقُ”

في شمسها، والشمس حقُ

في عزّها، والعزّ عتقُ

في كحلها، والعين صدقُ

والكسر – لو تدري – بأيامي الـ تتالت

ألا يا طبيبُ

قامة الشام التي كُسِرتْ ومالت

فانهال يحملها الأحبةُ والجفون

ليضمها في ساعديه (قاسيون(

فتماسكت وبطرفها قالت:

أكون شآمكم… أو لا أكون

مرّتْ على (ريف) الأحبة حيث.. لاقاها الوليدُ

(دوما) تعددهم و(داريّا) تزيدُ

(حمصُ) العديّةِ كان يذبحها العبيدُ

قالت لـ (درعا): “دونك بيدٌ وبيدُ”؟؟

فدوى لعينكِ يا بهية… يا أُخيّه

بيني وبينك 

قهوةٌ وصباحها

جيش من العشاق للحرية

أما المسافة بيننا…

 -قبل الخزام – فلفتةٌ لصبيّةْ

شجرٌ عزيز الجاهِ أنبتهُ الرِوا

ومساحةٌ للنوم في جفنيّا

(حلبٌ)… لتُقريك اللآلئ والتحيةْ

صفاً من الليرات أعني عُرجةً*

والدامرَ المغزولَ بالأشواق تلبسه سُمّية*

من (رقة)… سُبيت وأهلوها الأباةُ

نثروا على رأس الأعالي قمحها 

لا طير… بل جاء الزناةُ

وأمامهم وجع العراق وخلفهم يبكي الفراتُ

من يومها نبتت بدمعتها  (حماةُ)

تحدو على الجفن المُحمّل بالسنين

نوقٌ يُصبّرها الحنينْ

وعلى ارتفاع الصيحة المكبوتةِ، هبّ الأنينْ

كانت …على مُرّ النوى،

معذورةً…

معذورةْ

من كثر ما اغتسلت بأفئدة الهوى

شَكَلتْ بأقراط الغِوى… ناعورة

أهدت أغانيها لـ (إدلب والفرات(

فتأبطوا الغابات واليخضور في (عين العرب(

لتهبُّ مع شجر الغَرَبْ

 كلُّ البنات

ملحاً وجرحاً بالأنوثة قاضمات

(واللاذقيةُ) جمّعت أمجادها

كسرت بليل مخاضها أصفادها

بالأزرقين ودمعها كتبتْ… وصيّهْ 

كوفيّه “القسّام” أو.. ما كنتُ يوماً لاذقية

نادت على الأحرار في (أرض الجبل(

موشومةٌ بكفوفها

مخزومة بأنوفها

معروفة بضيوفها

ووفية لسيوفها

يا كلّ هذا الكون يا ربع الدجل :

شام أنا منذ الأزل

أحرقتموني حيّةً وبلا خجل

أواه يا عصباً بخاصرتي اٰلتوى

رمحاً ردينياً هوى

شيئاً بأعماقي انقطفْ

ما هُرّبتْ منه التُحفْ

ليمونُهُ، صبّارهُ، تفاحهُ، رمّانهُ ،

توتٌ وبيروتٌ وعمانٌ وبغدادٌ وقدسُ

سيف دمشقيٌ وترسُ

نارٌ وبخورٌ وبُنٌ

تمرٌ ومهباجٌ وعرس

حول المناسف من شهيّ صغارنا، أممٌ أتتْ

جانٌ وإنسُ

هذي الأضاحي – يا هلا –

هِقْطٌ* وكبسُ

ومُشمِّرُ الأكمام يسكب قهوةً

لا تسألوا… كل المعازيب هنا، عجمٌ وفرسُ

حناؤنا؟! لم تعرفوا حناءنا

فيها على الأطراف من أوجاعنا

نقشٌ وناياتٌ وتاريخٌ ودرسُ

سورية… لا تنثني أو ينحني خشمٌ ورأسُ

سورية… لا تنثني أو ينحني خشمٌ ورأسُ 

الغريب

سأل الغريب وما درى عن آيتي

يمشي القصيد على ذيول عباءتي 

أوَكنت تعرف أبجديتَك – التي

تُملي عليك الحرف – صُنعَ 

أصالتي؟

والنوتة الأُولى بموسيقى الهوى

من”أوغاريت” أتتك عبر سحابتي

أموية.. تجري الخيول بدمعتي  

شامية.. جرح القطا ببسالتي

أظننتَ أنَّ الكبر من وقع الخطا؟!

من علو دعستنا يئن بآهةِ 

حزني الجميل برغم يتم نسيجه

يبقى شفيفاً لا يزعزع هامتي

نَسَمُ النهار إذا تناقص في الربى 

نمدده مما، زاد فوق الحاجة

الليل – من شامي – يزيد أناقةً

حتى النزيف بنا.. يزيد أناقتي

إذا ما يهرهر ياسمين بيوتنا

إذا ما يهرُّ الياسمينُ بدورنا

يغتاظ صبحك من بياض كُناستي 

أنا من تُركتُ وحيدة وسط الدجى

ما زاد من نوري وزاد صلابتي

أنت الـ صمتَّ مخادعاً متفرجاً

من بعدما خنقوا صغار حشاشتي

وانا اعتبرت بأن حزني سيدي

لا أبتغي أحداً يشارك سادتي

كالستر هذا الحزن يُحسب عندنا

ألكائن من كان، هتك ستارتي؟!

أهلي؟!، وقصّوا كل غصنٍ شابكٍ

لكنّ جذر القرب رهن إشارتي

هذي عظامي لا بلاد تضمني

فاستودعوها حضن أية غابةِ

وعلى الرخامة انقشوا:

تحيا حضارة مَنْ بـ “اقرأ” جاء ، لا برصاصةِ”

هذا الترفع ما أتانا صدفةً

ذُقنا الحياة وموتنا كحلاوة

كل السنين عبيدنا عاشت لنا

في خدمة النساك والمرتابة

إذ نترك الدنيا كمن عن سُفرةٍ،

نهضَ الملوكُ، بنشوة وثمالةِ.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني