يعتبر تل الكسرة بمحافظة دير الزور معلماً أثرياً، يعود لمرحلة حضارة بيزنطة، فهذا التل يقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات، ويبعد عن مركز المدينة مسافة تقدّر بـ 45 كم تقريباً.
يحتل تل الكسرة مساحة تقترب من 27 هكتاراً، إذ يقع على الحدود الشرقية للإمبراطورية البيزنطية، وبدأت أهمية هذا الموقع مع حلول القرن الخامس الميلادي، إلى بداية الفترة الإسلامية.
اكتشف تل الكسرة خلال فترة الانتداب الفرنسي لسوريا، من قبل بعثة بريطانية على صورة إرسالية مهمتها دراسة المواقع الواقعة على نهر الفرات، حيث قامت بمسح المنطقة، وتبيّن لها أن البيزنطيين أقاموا فيها، في القرن الخامس الميلادي، إذ شهدت المنطقة نهضة عمرانية في تلك المرحلة.
اكتشف في تل الكسرة الأثري مدفنان في المنطقة الشمالية الغربية، كما أن التل محاط بسور من طوب مصنوع من الطين المخلوط بالأعشاب والقش، يسمى هذا الطوب “لبن” بكسر الباء.
بعض أجزاء السور من الجهة الشمالية الغربية مدمرة، ويعتقد أنها تدمرت بفعل مواجهتها لسرير النهر وكثرة جريان الماء في المكان، كذلك اكتشف في القسم الغربي مقبرة، وظهر أن طول السور الشمالي 500 متراً وارتفاعه 1.5 متراً.
جدار التل الأثري من الناحية الشرقية هو الآخر تعرض للدمار، بسبب مرور طريق أسفلتي، أما الجدار الغربي فيمتد بطول مقداره 160 متراً، بارتفاعات غير عالية، إذ يأخذ شكلاً منحرفاً، ويعتقد أن به برجاً في سوره الشرقي، كذلك هناك تلال عديدة يعتقد أنها كانت أبراجاً.
في الجهة الجنوبية للتل، هناك السور الجنوبي، الذي يتكون من جدارين محصنين بخط دفاعي، فيهما أبواب ثلاثة، صنعت من الحديد، وهناك بوابة مدفن عرضها 55 سم.
تم اكتشاف تمثالين في الموقع، مصنوعين من مادة الجص “أي الكلس المشوي”. وهناك حمّام ولوحة فسيفسائية جميلة مساحتها 44082 متراً مربعاً.
من جهة أخرى اكتشف البعثة الأثرية الوطنية العاملة في موقع تل الكسرة الأثري حماماً بيزنطياً من القرن السادس الميلادي، يتألف الحمام من ثلاث قاعات “برانية” ومن قاعتين واحدة دافئة والأخرى حارّة “جوانية”.
الحمام فيه قاعة المرجل وأحواض مائية وقنوات نقل المياه إلى المقصورات وأماكن جلوس رواد الحمّام.
تل الكسرة الأثري هو حصن بيزنطي محاط بخمسة أسوار.