fbpx

تثبيت النظم السلطوية من أهم وظائف النظام العالمي

0 120

لقد ذكرت في كتاباتي سابقاً بأن رياح التغيير ستطال دول متوسطية، وشرق أوسطية، بما فيها دول عريقة في أوروبا تتغنى بالديمقراطية إن استمروا في دعم أسد، وحافظوا على نظام حكمه في وجه الثورة. لأن ثبات الأخيرة سيكون له ارتدادات كثيرة في المنظومة العربية، وتأثيراً كبيراً على المنطقة الشرق أوسطية. ولا نبالغ إذ نقول؛ وتغييراً في السياسات الدولية التي قد تضعف، وتتغير نتيجة فقدان التحكم، والسيطرة على دول لها مرتكز أساسي في تثبيت النظام العالمي وفقاً لموقعها الجغرافي، وما تختزنه من ثروات، وموارد في باطن أرضها إن وصل ممثلو الشعب لسطلة الحكم.

وبتعريجٍ بسيط على خارطة النظم العربية نجد أنَّ الدول ذات الوزن الثقيل في العلاقات الدولية هي من تقوم بتثبيت أنظمة حكم بوليسية رديفة لها لإبقاء حالة التمزق، والضعف، والتبعية هي الميزة الأساسية في الدول المذكورة أعلاه لمنع أي تقارب عربي – عربي قد يؤدي إلى توحيد العرب، أو تقاربهم. وكثيراً ما كان يستنجد حكام هذه المنطقة بالأميركيين، والأوروبيين لتثبيت حكمهم، وحماية عروشهم من السقوط، والانهيار.  

فبعد حصارٍ قاسٍ بحق الشعب العراقي بُعيد حرب الخليج الثانية سقط ما يُقارب المليون إنسان في العراق موتاً بأدواتٍ مختلفة قتلاً، وجوعاً جُلَّهم من الأطفال، والمدنيين الذين لم يحملوا السلاح من أجل تغيير نظامٍ، ووضع آخر أتوا به على ظهور دباباتهم أثناء غزوهم لبلاد الرافدين لتثبيت حكمٍ، سلطويٍ، طائفي، وسيطرتهم عليها، وتحكمهم بها وما جاورها فوق جماجم مئات الآلاف من العراقيين.

وبانعطافة نحو سورية فإننا نجد أنَّ المجتمع الدولي ضحى بشعب سورية بأغلبيته اعتقالاً، وقتلاً، وتهجيراً بمختلف أنواع الأسلحة التقليدية، وأسلحة الدمار الشامل التي استخدمها موظفهم المجرم بشار أسد بغطاء أممي، وأمام مرأى العالم، منتهكاً القانون الدولي، ومتمرَّداً على كافة الاتفاقيات، والبروتوكولات التي وقع عليها المتعلقة بحقوق الإنسان، ومعاهدة جنيف، والعهدين الدوليين لحقوق الإنسان ولم يضحوا بالإرهابي بشار أسد. فأسقطوا الشعب السوري الذي ثار في وجه الإجرام، والإرهاب اللذين مورسا بحقه، ولم يسقطوا أدواتهم الوظيفية الشمولية في كلٍ من سورية، ومصر، وتونس، والعراق، وليبيا، والجزائر. ناهيك عن دعمٍ لا متناهي لملالي إيران في وجه الثوار الذين يسعون لإسقاطه، والإطاحة به. حيث يُعتبر ركنهم الأساسي لدعم نظم شمولية، وميليشيات إرهابية عابرة للقارات خاصةً في الدول العربية. 

خلاصة القول؛ إنَّ مافيات قوى الشر، وميليشيات الإرهاب، وتثبيت النظم الديكتاتورية هي صناعة أميركية تساعدها في ذلك عدد من الدول التي لا تزال تحنُّ إلى الحقبة الاستعمارية في نهاية الألفية الثانية. ولو على حساب زهق أرواح ملايين الأبرياء لفرض السيطرة، والتحكم على دول لها وزنها، وثقلها، وتأثيرها في العلاقات الدولية. منعاً لوصول ممثلي شعبها لسلطة الحكم، كي لا تصبح مارداً متمرداً على الأغلال، والقيود، والارتهانات التي كبَّلها بها النظام العالمي لعدة عقود بسياسات لم تخدم سوى تجار السلاح، والحروب، ومصاصي الدماء في العالم. 

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني