بيان من مديرية صحة إدلب – سوريا
بيان من مديرية صحة إدلب – سوريا
الخميس ٢٦ آذار ٢٠٢٠
أعزائي..
يواجه شمال غرب سوريا خطر اجتياح فيروس كورونا في ظل ظروف سيئة للغاية، حيث أدت الحملة العسكرية الأخيرة التي شنها النظام السوري وحلفاؤه إلى تشريد أكثر من 1.2 مليون شخص منذ أبريل 2019 باتجاه الحدود السورية التركية، التي تعاني بالفعل من الاكتظاظ مع مئات الآلاف من النازحين من مناطق سورية مختلفة. استقر 21٪ من هؤلاء النازحين داخل المخيمات بينما استقر 79٪ في أماكن أخرى، بما في ذلك المناطق المفتوحة تحت الأشجار.
يعاني النازحون في هذه المناطق من نقص في مياه الشرب والغذاء والخدمات الصحية. بالإضافة إلى ذلك، تم تعليق العملية التعليمية بالكامل تقريباً اعتباراً من ديسمبر 2019 حتى الآن بسبب الارتفاع غير المسبوق في العنف، واستهداف المدارس وتشريد السكان الأصليين والنازحين من الجزء الجنوبي من محافظة إدلب باتجاه الحدود السورية التركية.
ضمن هذا الواقع، يحاول النظام الطبّي الاستجابة للاحتياجات المشتركة للناس من جهة ومواجهة فيروس كورونا من ناحية أخرى، ولكن للأسف النظام الطبي ضعيف للأسباب التالية:
الهجمات المنظمة على مدى السنوات الماضية والتي استهدفت أكثر من 70 منشأة طبية منذ أبريل 2019 حتى الآن.
نقص الموارد المالية وانخفاض الدعم، مما يؤثر بشدة على إمكانات القطاع الصحي، على سبيل المثال:
أولاً: يوجد /105/ أسرّة للعناية المركزة في محافظة إدلب، تحتوي هذه الأسرّة على 30 مروحة فقط للكبار (في مستشفيات الأمراض الجراحية والداخلية). تخدم أجهزة التهوية هذه 3.2 مليون مواطن، وأكثر من 95٪ من الوقت تكون أسرّة المرضى مشغولة. وهذا يعني أنه لا يوجد سرير واحد لوحدة العناية المركزة أو جهاز تهوية شاغر في كل شمال غرب سوريا قبل قدوم فيروس كورونا إلى هذه المنطقة.
ثانياً: يوجد سرير واحد لكل 1592 شخصاً في محافظة إدلب. يعتبر هذا أقل بكثير من جميع المعايير الدولية وأقل من المعايير الإنسانية لأسفير. مع ملاحظة أن العديد من أسرة المرضى هذه غير مدعومة بالفعل وأن العاملين الطبيين يعملون طوعاً.
ضعف أنظمة الحوكمة الداعمة الأخرى مثل التعليم والمجالس المحلية والجامعات.
توقف المانحون عن تمويل أنظمة الحوكمة الصحية في الوقت الذي تزداد فيه الحاجة إلى هذا الصندوق بسبب النقص المستمر في الموارد المالية والنسبة العالية من الأشخاص الأكثر ضعفاً في المجتمع، فضلاً عن الحاجة إلى مواجهة تحديات كبيرة مثل جائحة كورونا.
كل هذه التحديات تجعل المنطقة تمر بكارثة إنسانية يصعب جداً احتواؤها نتيجة لوباء كورونا في حالة عدم وجود تحركات خطيرة وحقيقية وسريعة على مستوى وكالات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجهات المانحة الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى المنظمات الدولية غير الحكومية المهتمة بالمسائل الطبية.
توصي مديرية صحة إدلب بما يلي:
دعم الخطة التي وضعتها فرقة عمل “كورونا” التي تعمل تحت مظلة منظمة الصحة العالمية في أقرب وقت ممكن. حتى هذه اللحظة، لم يتم تشغيل المستشفيات الثلاثة التي من المفترض أن تستقبل مرضى كورونا، ولم يتم أيضاً إنشاء 28 مركز عزل مجتمعي. لم يتم إنشاء نظام الإسعاف لنقل الحالات المشتبه فيها. بدأت حملات التوعية بشكل متواضع. كل هذا يعني أنه لا يمكن استقبال أي مريض كورونا في أي من المستشفيات، وخطورة الموضوع هي أنه في حالة عدم وجود مكان متخصص للذهاب إليه، سينتشر المرضى بشكل عشوائي في جميع المرافق الصحية. بعد ذلك، ستصبح المرافق الطبية نفسها مصدراً للعدوى. مع العلم أننا نطور الآن خطة احتياج سيتم مشاركتها مع جميع الشركاء لأن الخطة هي خطوة أولى في طريق الاستجابة وليست خطة نهائية.
تأمين وسائل الحماية الشخصية للعاملين الطبيين، حيث لا توجد معدات الوقاية الشخصية ولا توجد متطلبات بسيطة مثل أقنعة N95. وهذا يعني أن جميع العاملين الطبيين البالغ عددهم 5000 في محافظة إدلب اليوم معرضون لخطر الإصابة، وهذه الخسارة لا رجعة فيها بسبب النقص الكبير بالفعل في العاملين الطبيين.
لا تستخدم الموارد المخصصة للبرامج الروتينية للاستجابة لـ Corona، ولكن لتوفير موارد خاصة للاستجابة لأن هذا سيؤدي إلى نقص في الخدمات الأخرى المنقذة للحياة. على سبيل المثال، جميع أجهزة التهوية مشغولة وتشغل بنسبة 100٪ طوال الوقت، ولا يوجد سرير واحد للعناية المركزة جاهز لاستقبال مريض كورونا اليوم. لذلك، فإن استخدام نفس أجهزة التنفس الصناعي في الاستجابة لـ Corona سيوفر بعض المرضى المصابين بعدوى الإكليل، ولكنه سيؤدي إلى وفاة مرضى آخرين لأنهم يحتاجون إلى أجهزة التنفس الصناعي، وهذا النوع من الاستجابة يعتبر غير ممكن.
زيادة قدرة النظام الصحي بشكل عام، وزيادة عدد أسرة المرضى في المستشفيات، وزيادة عدد أسرة العناية المركزة ودعم الموارد البشرية وفقا للحد الأدنى من المعايير الإنسانية في أسفير. مع العلم أن سفير يتحدث عن كارثة شديدة وليس أزمة إنسانية تسع سنوات.
دعم أنظمة الحوكمة الصحية داخل المنطقة لأنها أكثر قدرة على قيادة استجابة فعالة على أرض الواقع.
مع أطيب التحيات،
مديرية صحة إدلب
الجمهورية العربية السورية