fbpx

امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية في دمشق تشديد على الطلاب وتسريب وبيع للأسئلة والمراكز الامتحانية

0 538

بالعلم تبنى الأوطان، وبالعلم تزدهر الأمم، وبالعلم ترتقي البلدان تلك العبارات رسخت في أذهاننا منذ الصغر ولولا العلم لما كان لدينا ماض، وبالطبع لن يكون لدينا مستقبل، ولكن من المعروف أن أكبر عدو للعلم هو الاستبداد وإذا دخل العلم والمتعلمين إلى وطن فسيهرب الاستبداد منه عاجلاً أم آجلاً، ولذلك ترى أن المستبد يبغض العلم والمتعلمين ويستحيل أن تجد مستبد يسعى لنشر العلم أو تطوير أنظمة التعليم بل عكس ذلك يسعى إلى تجهيل الأجيال لتسهيل السيطرة عليهم أو فرض أنظمة تعليم متخلفة تعمل على تقديسه والتسبيح بحمده كما هو الحال في سوريا وكوريا الشمالية وليبيا قبل انهيار نظام القذافي، فتجد صور الزعماء وأقوالهم تتصدر الكتب سواء العلمية منها أو حتى الدينية للأسف، وبالحديث عن الاستبداد سيتبادر لذهننا المستبد الأكبر والمجرم الأكثر دموية في القرن 21 بشار الأسد طبيب العيون الشاب خريج الجامعات البريطانية، الذي أعمى سوريا بصراً وبصيرة واقتلع قلبها وشوه جسدها وقطع أوصالها، وعند توليه الحكم، تفاءل الشعب السوري به للنهوض بسوريا ودفع عجلة التطور بها، وعلقت به الكثير من الآمال لتغيير الواقع العلمي أو على الأقل نقل جزء من التطور العلمي الذي عاشه في بريطانيا إلى سوريا، لكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً إذ استمر في نهج والده القائم على الهمجية والجهل والتخلف ولم يطرأ على أنظمة التعليم أي تغير أو حتى تحسين في الأداء والاستمرار باتباع الأساليب القديمة وخاصة في موضوع امتحاني الشهادتين الإعدادية والثانوية، القائم على إجراء امتحان شامل بمنهاج ضخم يتسم بالصعوبة، إذ يعد امتحان الشهادة الثانوية السورية من أصعب الامتحانات على مستوى الوطن العربي، بل العالم أجمع، ناهيك بمن يجرون الامتحان، فهم أطفال مراهقون أعمارهم لا تتجاوز الـ في 8 بأجواء غريبة ومراقبة شديدة بل وتفتيش دقيق قبل الدخول إلى الامتحان، إضافة إلى الضغط النفسي الهائل الذي يضعه المجتمع والأهل على الطالب، كون الامتحان مصيري وله التأثير الأوحد على مستقبل الطالب، وغير ذلك المنهاج الضخم المعقد الذي يطلق عليه بعض الأساتذة أنه يصلح كمرجع وليس كمنهج علمي، ولطالما اتسمت فترة امتحانات الثانوية بذكريات مؤلمة لجميع الطلبة الذين حصلوا على الشهادة من سوريا.

امتحانات الشهادة الثانوية في فترة الحرب وبعدها

لم تغير الحرب أو تخفف من أي ضغوط أو تراعي ظروف الطلاب كما هو الحال في أي بلد تتعرض لحرب، بل ذلك زادت الأمور تعقيداً، ففي فترة الحرب تغير منهاج البكالوريا أكثر من خمس مرات، مع كل وزارة جديدة يقوم الوزير بتغيير المنهاج للحصول على مكاسب مادية دون النظر إلى قدرات الطلاب والمعلمين ومدى سهولة المقرر بالنسبة لهم، وأصبحت أجواء الامتحان مشابهة تماماً لأجواء دمشق، فتجد مراكز الامتحان محاطة برجال وسيارات الأمن والشرطة، بل وأحياناً يتجاوز الموضوع وجودهم على أبواب المراكز فتجدهم يقومون بجولات تفتيشية في قاعات الامتحان وترهيب الطلاب أو تفتيشهم شخصياً، للتأكد من عدم حيازتهم لأجهزة اتصالات، وبالحديث عن أجهزة الاتصالات فقد عمدت وزارة التربية بالتعاون مع وزارة الاتصالات إلى قطع الإنترنت والاتصالات عن كامل الأراضي السورية مع كل امتحان شهادة ثانوية من الساعة الرابعة فجراً حتى نهاية الامتحان، لكي لا يتم تسريب الأسئلة وتداولها ما يوقف أعمال المواطنين وخاصة التي تعتمد على الإنترنت، ولكن مع ذلك تتسرب الأسئلة وتباع بأسعار باهظة بل وهناك بعض المدارس الخاصة تقوم بشراء المراكز الامتحانية مقابل مبالغ كبيرة تدفع للمسؤولين لقاء السماح للطلاب بالغش أو إدخال أساتذة مختصين ليقوموا بحل الأسئلة للطلاب وخاصة في المراكز الموجودة في الأرياف، وقد قامت نينار برس بالحديث إلى بعض الطلاب وسماع آراءهم حول الامتحانات فتحدثنا إلى الشاب (م.أ) وهو طالب من دير الزور جاء لتقديم امتحان الشهادة الثانوية في دمشق فكانت شكواه الأولى عن الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، الذي يعيق دراسته بالإضافة إلى الحفلات الصاخبة التي أقامها النظام بمناسبة انتخاباته الهزلية، التي كانت تقام في الشوارع وتستمر حتى ساعات الفجر، ما كان يزعج الطلاب ويعيقهم عن دراستهم أما عن سير الامتحانات فقد اشتكى من مادة الرياضيات التي أصبحت عقدة الطلاب بسبب طول الأسئلة ودقتها الشديدة وضيق الوقت الذي لم يتيح له إنهاء إجابته، أما الطالبة (ت.ع) فقد اشتكت من مادة الجغرافية والأسئلة الصعبة، التي كانت من خارج مقرراتهم تماماً واتسمت بالصعوبة وقد قام بعض الطلاب بتقديم اعتراض لدى وزارة التربية بالنظر لظروفهم ومراعاتهم أثناء التصحيح.
التعليم كما الصحة كما الاقتصاد في دمشق مخطوف من قبل عصابة أو مافيا ليس لها لغة سوى المال، همها الأساسي جمع الأموال والبقاء في السلطة لا تراعي مستقبل أو حياة شبان وشابات سرقت منهم الحرب وعرابها أحلامهم وطموحاتهم ومستقبلهم ودمرتهم عملياً وعلمياً

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني