اللاجئون السوريون في إقليم كوردستان الواقع الأفضل بين اللاجئين السوريين رغم قساوة اللجوء
شهد إقليم كوردستان العراق حركة لجوء كبيرة نتيجة للمعارك التي دارت بين وحدات الحماية الكردية وداعش أثناء محاولة الأخير السيطرة على المنطقة وتسببت هذه الموجة بلجوء ما يقارب 255 ألفاً و955 لاجئاً حوالي 37% منهم يقيمون في تسعة مخيمات في محافظات إربيل (كور كوسك – دار شكران – قوشتبة – باسرمة) محافظة دهوك (دوميز1 – دوميز2 – قلعة آكري –كويلان) محافظة السليمانية (باريكا) وقسم آخر يسكن في المدن والبلدات والقرى.
هذه المخيمات تضم مدارس ثانوية وإعدادية وابتدائية إلى جانب روضات للأطفال تتبع مديرية التربية والتعليم في الإقليم تدرس باللغة العربية إلى جانب تدريس مادة باللغة الكردية باللهجة السورانية، أغلب هذه المخيمات تم تحويل السكن الخيمي فيها إلى أبنية من الباطون بسقف من الألواح المعدنية تقدم منظمات دولية الدعم لللاجئين لبناء بيوتهم كما قامت بتعبيد الطرقات داخل المخيمات وإنشاء شبكة صرف صحي وتوصيل مياه الشرب والكهرباء للبيوت.
اللاجئون في إقليم كوردستان باتوا يفضلون عدم العودة في الظرف الحالي رغم الاستقرار الأمني النسبي الذي تشهده هذه المناطق.
أ.م 48 سنة متزوج ولديه 3 أبناء ذكور يقول: لا أفكر بالعودة بسبب التجنيد الإجباري الذي تفرضه الإدارة الذاتية على الشبان في مناطق سيطرتها.
ه.س 28 سنة تقول: إن حلم العودة للحي القديم ومدينتها لا يفارقها لكن العودة صعبة بسبب الظروف الاقتصادية.
ش.أ تقول: لا يمكن أن نفكر أننا سنبقى هنا للأبد، سنعود عندما تستقر الأوضاع في مناطقنا وتتوفر فرص عمل ويتحقق الأمان لا نستطيع العودة في ظل الظروف الحالية نحتاج أن نشعر بالأمان.
تتولى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تسجيل طلبات اللجوء ومتابعة متطلبات اللاجئين وتسعى لوضع قانون جديد للاجئين وإنشاء نظام لجوء فعال يضمن حل مشاكل اللاجئين ويساعد في سرعة اندماجهم بالواقع الجديد.
ما وفرته حكومة الإقليم والمنظمات الدولية العاملة في الإقليم إضافة إلى المنظمات الخيرية من استقرار كان له دور كبير في زيادة عدد اللاجئين خصوصاً بعد تدهور الوضع الاقتصادي في شمال وشرق سوريا وتوفر فرص عمل في الإقليم بما يضمن حياة كريمة للاجئين.
وخلال الهجوم التركي الأخير في 2019 على مناطق رأس العين وتل أبيض شهد الإقليم موجة لجوء جديدة وتم إنشاء مخيم “بردا رش” لاستقبال اللاجئين وتأمين متطلباتهم وشهدت الفترة الأخيرة عودة أعداد كبيرة من هؤلاء اللاجئين بسبب عدم تمكن المنظمات الدولية توفير متطلبات الحياة لهم.
وفي ظل جائحة كورونا وفرض حظر التجوال والإغلاق الكامل في الإقليم تأثر واقع اللاجئين السوريين المقيمين خارج المخيمات حيث دعا مجتمع اللاجئين السوريين في إقليم كوردستان العراق هيئة الأمم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات العاملة في الإقليم والشريكة لها بالقيام بواجبها تجاه اللاجئين خارج المخيمات بسبب جائحة كورونا التي تسببت بتدهور الأحوال المعيشية وعدم تمكنهم من دفع إيجارات المنازل وشراء المواد الأساسية وحليب الأطفال وعلاج المرضى حيث لا يستفيد هؤلاء اللاجئون من الدعم المقدم من قبل المنظمات لأقرانهم داخل المخيمات ما أدى إلى عودة عدد كبير منهم إلى سوريا ما يهدد حياتهم وحياة أبنائهم في ظل واقع الحرب الدائرة في سوريا وطالب مجتمع اللاجئين السوريين في إقليم كوردستان لتقديم ما يلي:
1- منح صفة لاجئ بدلاً من صفة طالب لجوء.
2- تقديم مساعدة مالية فورية للقاطنين خارج المخيمات أسوة باللاجئين المقيمين في المخيمات
3- مطالبة حكومة الإقليم بتمديد الإقامة لمدة 3 سنوات بدلاً من سنة واحدة
4- توفير فرص عمل وحماية للاجئين ومنع استغلالهم من قبل أصحاب العمل
5- منح رواتب شهرية لعوائل الأيتام والمعاقين وعدم استثناء العوائل المحتاجة خارج المخيمات من المساعدات الشتوية
6- تمويل المشاريع الصغيرة للاجئين العاطلين عن العمل
7- إلغاء الرسوم المفروضة على اللاجئين من أجل تجديد الإقامة والبالغة 3500 دينار عراقي
8- زيادة عدد مقاعد الطلاب اللاجئين في جامعات الإقليم ومساعدتهم في الحصول على منح دراسية
اللاجئون في إقليم كوردستان العراق يعيشون حياة مستقرة مادياً واقتصادياً واندمجوا في المجتمع المحلي وهذا يعتبر واقعاً ممتازاً مقارنة بواقع حياة اللاجئين السوريين في دول الجوار لكن تبقى فكرة العودة للوطن هي الفكرة الأولى لديهم منتظرين استقرار الأوضاع وتوقف رحى الحرب الدائرة في بلادهم وتحسن الوضع المعيشي في الداخل السوري.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”